18 ديسمبر، 2024 9:32 م

خيانة العراق .. تعاون السياسي – العسكري للمعارضة مع اللوبي الصهيوني القابع في واشنطن ..

خيانة العراق .. تعاون السياسي – العسكري للمعارضة مع اللوبي الصهيوني القابع في واشنطن ..

وإرهاب الفكري والسياسي والخيانة الوطنية في دكان زمرة شيوعيو بريمر نموذجاً
إني لأعجب كيف يمكن أن يخون الخائنون !
أيخون إنسان بلاده؟
إن خان معنى أن يكون ، فكيف يمكن أن يكون ؟
الشمس أجمل في بلادي من سواها ، والظلام
– حتى الظلام- هناك أجمل ، فهو يحتضن العراق
الشاعر الكبير المبدع بدر شاكر السياب
“ خيانة العراق /.تعاون السياسي – العسكري للمعارضة مع اللوبي الصهيوني القابع في واشنطن … وإرهاب الفكري والسياسي والخيانة الوطنية في دكان زمرة شيوعيو بريمر نموذجاً ” هذا هو عنوان الكتاب الذي يشارف العمل فيه على الأنتهاء ويمكن القول أن القراء ينتظرونه بأهتمام كبير لأن الحديث يدور حول خيانة الوطنية للعراق لما كانت تسمى نفسها بالمعارضة العراقية والقادمين على ظهر دبابات الجيوش الأمريكية وبالعربة الإيرانية الفارسية الملحقة بالدبابة الأنكو الأمريكية. ومؤلف هذا الكتاب تتناول بصورة أساسية مسائل الخيانة والذي واكبها للوسط المعارضة منذ عام 1979 .
حلقة4
ولعلي لمست بمعايشة يومية للوسط حثالات ما يسمون أنفسهم بالمعارضة العراقية آنذاك وهي اللاوطنية واللاأخلاقية، كنت منذ تموز عام 1979 خلال سنوات المنفى القسري- بيروت- شمال العراق (الجبلي) – بيروت- دمشق، لابد ان نكشفها بكل صدق وأمانة نوضحها بالحقائق والبراهين – نضعها للتاريخ وبين أيدي أبناء شعبنا الجريح والقاريء العربي بدون تلفيق أو تجني على أحد، فجرحها مازال ينزف دماً وإن كان لا يندمل..
كنت أنا (كاتب هذه السطور) – نحن الذين لم نساوم على وطننا الحبيب وعراقيتنا ولم نتخلى عن حبنا للعراق العظيم والدفاع عنه وعن شعب العراق برفع الحصار الظالم عنه وبرفض الإستقواء بالمحتلين، لو ملكونا كنوز الدينا، ولن نحيد عن وطنيتنا قيد أنملة، رغم إرهاب الفكري والسياسي والثقافي ضدي – وضدنا من قبل دكان زمرة شيوعيو بريمر ودكاكين حثالات المعارضة العراقية اللاوطنية، وارتمائها في أحضان أمريكا ومسوطنة إسرئيل ونظام المقبور الخميني الفارسي الصفوي ونظام المقبور حافظ الوحش وأبنه المجرم بشار الوحش وغيرها من الجهات الأخرى..؟ !
هنا ستكثر سكاكين الهجوم علي، البعض من قصيري النظر سيطلقون علي بأني أدافع عن النظام السابق، والبعض الآخر سيتحدث بعد منتصف الليل بما أنزل الله عليه من سلطان..؟
ولكن لا يهم كل ذلك لأنني مؤمن بالهوية العراق وبقضية شعبي وناضلت شيوعياً، ما يساوي عمر هؤلاء العملاء والخونة والجواسيس واللصوص بمنظومة 9 نيسان 2003 العميلة الفاسدة والفاشلة وبقيت أناضل ولم أطرق باباً ولم أساوم على مبادئي وقنادعاتي منذ أن قدمت رسالة إستقالتي من دكان زمرة عزيز محمد/ فخري كريم ولي زنكنة وجلاوزته وخليفته حميد مجيد موسى البياتي الخائنة العميلة الفاسدة في عام 1985 وعلى أيديهم ما آل إليه وضع الحزب الشيوعي العراقي الذي ظلت قيادته تتخبط في نهج سياسي متذبذب وغير وطنية سواء على صعيد صياغة استراتيجية وتكتيكه أو لوضع خططه وبرامجه موضع التطبيق أو من خلال سياسته المتعلقة بالمواقف من الحرب العدوانية الإيرانية ضد العراق أو تحالفاته القديمة والجديدة أو أساليب كفاحه فضلاً عن سياسته التنظيمية التصفوية الفاشية المدمرة أو حياته الداخلية المشوهة التي تزخر بإنماط وأساليب عمل غريبة لم يألفها الشيوعيون من قبل، هكذا ساد الدمار والتخريب وحدته وتشويه حياته التنظيمية الداخلية، ويتجسد التفريط بالكادر الحزبي المتمرس وحيث خسرنا أفواجاً من كوادر الحزب وأعضائه، ولا نعوض عنها أو عما يوازي الخسارة. بعد أن رهنت سياستها في خدمة مشروع الإيراني الفارسي وشعاره العدواني الصاخب: (حرب حرب حتى النصر) وتأييد القوات الإيرانية لاحتلال الأراضي العراقية بحجة خلاصنا من الدكتاتورية كما أرتفعت مثل هذه الأصوات فيما يسمى بالمؤتمرالرابع ( تشرين الثاني 1985) السيء الصيت والهزيل النتائج ، الأمر الذي انعكس وينعكس سلباً على مجمل حياة الحزب وعلى اعضاء الحزب وانصاره الذين استشعروا الهوة السحيقة بين القول والفعل، وانتابهم شعور عام بالترقب والسلبية وعدم تصديق الأقوال والعزوف عن العمل الحزبي وحتى التخلي عن عضوية الحزب. كان من المنطقي تماما أن تؤدي هذا المسلك إلى فقدان المصداقية التي تميز بها الحزب الشيوعي العراقي وفقد الحزب في ظل قيادته التي استمرت ما يقارب من ثلاثة عقود من الزمن. وعجزت المرة تلو الاخرى، عن تناول شؤون الحزب والمجتمع بصورة علمية حقا، وعن تحليل الواقع الفعلي تحليلا موضوعيا شاملا، وعن اكتشاف المصاعب في حينها، وعن القدرة في حل التناقضات الناشئة سواء داخل الحزب، أو تلك التي حدثت أثناء التحالفات الوطنية المختلفة ، ناهيكم عن حلها داخل المجتمع ولم تراع خصائص المرحلة المعينة التي مر بها العراق، ولا سيما أثناء الحرب العدوانية الإيرانية ضد العراق ، وثم دخولها في جوقة الأجندة الإمبريالية الأمريكية والصهيونية العالمية ضد العراق وقائمة قد تطول، حيث تصبح عمالتهم وخيانتهم وجهة نظر.!! لقد تدفنوا وتجاهلوا ما قاله القائد فهد : “لقد كنت وطنيا وعندما اصبحت شيوعيا اصبحت مسؤوليتي أكبر ازاء وطني “. ان الدفاع عن الوطن مبدأ مقدس لا جدل أو اجتهاد أو نقاش فيها مهما كانت الحجج والمبررات ، سوى تاييد للمشروع الحربي والسياسي الفارسي الإيراني والأمريكي الصهيوني رغم كل أنواع العطور التي حاول دكان زمرة شيوعيو بريمر وحثالات ما تسمى نفسها بالمعارضة رش مواقفهم بها. لقد وصلت عمليات تحنيط الماركسية في عالمنا العربي وفي اماكن اخرى، وسحبت الموجة الستالينية ورائها الكثير من عوامل الجمود والبيروقراطية والأساليب الإستبدادية والانحطاط الاخلاقي، وعلى مستوى النظرية فقد تم سلب روحها الثورية وتحولت إلى مجرد نصوص وقوالب لا حياة فيها رغم ما تزخر به الحياة (الطبيعة والمجتمع) من متغيرات.وان غياب الديمقراطية الداخلية تؤدي إلى تدمير الحياة الداخلية للحزب، ويلمع الأزلام ، الإمعات، والوصوليون، والمتسلقون، والانتهازيين، والجبناء، ومرتزقة من عاملين وحراس المقرات ، ويظل الشرفاء من كوادر واعضاء خارج الحزب كالقابضين على الجمر. وجدير بالذكر ان الديمقراطية الداخلية كفيلة بالتصدية لشتى أنواع الأمراض والأوبئة التي المت بالحياة السياسية والفكرية والتنظيمية ، وغياب هذه الديمقراطية أدى إلى مصادرة جميع أشكال العلاج ، ونفى كل الذين التفوا حول الحزب، يبغون علاجه، وتحصينه في وجه هذه الأمراض والأوبئة والفاشية، فالأصوات الوطنية الشريفة تضطهد، وتخنق، باسم “مصلحة الحزب”. لكي تستمر القيادة والضامن الأكيد لسلطتها ، إلى الأبد. وبلغة أكثر ستالينية فاشية ووضوحاً ، محاربة الشيوعي الوطني. بعد يومين من قرار استقالتي التقيت بالصدفة ب(أبوهشام )هو يعمل معي في نفس اللجنة (لجنة بوتان) فأبلغني بقرار طردي من الحزب شفاها في الشارع، قلت له: هذا وسام شرف لي لأني لم أخون وطني وشعبي ومبادئي، وبدورك بلغهم لن أسكت أمام ماساة الحزب الشيوعي، وتمزيقه وتهديد مستقبله ومصيره، ولماذا الإصرار على هذا النهج التدميري للحزب على يد قيادة الحزب الذين يستجدون الدعم الأمريكي الصهيوني الإيراني لتدمير العراق وإبادة شعبه ؟. بعد ذلك وزعت رسالة استقالتي على جميع الأحزاب الشيوعية العربية والقوى الفلسطينية اليسارية وبلدان الأشتراكية آنذاك.
أنني (كاتب هذه السطور) جئت إلى الفكر الماركسي في الخمسينات من القرن العشرين بأرادتي وأختياري وقناعتي وآمنت بمثلها وأهدافها وبالقيم العليا لنضالها سأبقى مؤمنا بهذه المثل والأهداف والقيم التي محتواها الأساسي إلغاء إستثمار الإنسان للإنسان، والرفاهية والحرية والديمقراطية للمجتمع بكل أفراده لا لأفراد معينين، وكنت أعتقد أنها ستوصل البشرية إلى مجتمع يشبه الجنة التي قالت بها الأديان، حيث ” لكل إنسان حسب حاجته”، كنت، آنذاك وأحياناً، أحاور نفسي وأحاور أخي الأكبر الشهيد (أبا حلا): وماذا سنعمل إذا انتهت التناقضات في المجتمع ولم يعد هناك أحزاب نتناقش ونتحاور معها؟ خاصة أن زمن العمل الضروري اجتماعيا للمعيشة سينقص مع تطور التكنولوجيا، ربما، في ساعتين في اليوم، ثم نستمتع بباقي ساعات النهار والليل، وبدأنا نكبر وتتامى مداركنا وتتسع تخيلاتنا، وتتسع خبرتنا السياسية خصوصا في فترة المنافي، وأصبحنا نفكر كأناس ديالكتيكيين.الحياة مملوءة بالتناقض، فهناك الخير والشر، والنور والظلام، اللذة والألم، الفرح والحزن، اليسر والعسر، الجمال والقبح، الأمانة والخيانة، الشجاعة والجبن، الحلو والمر، الحياة والموت، الحركة والسكون، النشاط والكسل ، العدالة والظلم، الهادىء والعصبي، كريم النفس ودنىء النفس، وإن أردت الاستمرار في التعداد فربما لن أنتهي. أردت من كل هذا أن أصل إلى نتيجة مفادها: هل يمكن القضاء على التناقضات في المجتمع في ظل أية تشكيلة اجتماعية؟ أعني لو أستطعنا أن نزيل استثمار الإنسان للإنسان.هناك علاقة ديالكتيكية بين وجهي هذه التناقضات، فلا يمكن فهم القطب الأول أو إدراكه دون وجود القطب الثاني. إذ لا معنى للحزن إذا كان الفرح هو السائد في المجتمع، كما لا معنى للظلم ولا يمكن إدراكه إذا كانت العدالة الاجتماعية هي السائدة . إن زوال أحد القطبين – وهذا برأيي مستحيل – معناه إخلال بتوازن الحياة الاجتماعية. هل يمكن فعلاً بناء جنة على الأرض تخلو من التناقضات الاجتماعية في الحياة؟ أنا أعتقد ، ربما أكون مخطئاً، أن هذا أمر مستحيل، ومناقض على خط مستقيم للمنهج الديالكتيكي الذي نؤمن به جميعاً، وإلا فإننا نحكم على المجتمع بالموت. فمجتمع خال من التناقضات والصراعات هو مجتمع ميت، أو بشكل أدق هو لا مجتمع. هل يمكن خلق مجتمع “ستندرد” مثل صندوق تفاح متساوي الحجم والطعم، أعني من حيث الأخلاق والطباع؟ هل يمكن إلغاء الأدب والفن الذي يعكس تنوع الحياة وتناقضاتها الاجتماعية وجمالها المنعكس في هذا التنوع؟ قد يتساءل الأخرين، وما هو دورنا إذاً ؟ هل نقعد في بيوتنا ونترك السياسة ما دامت آمالنا في بناء جنة على الأرض تخلو من التناقضات الاجتماعية لا يكمن تحقيقها؟ يكون جوابي : إننا كجزء من المجتمع الملآن بالتناقضات، نحمل أفكاراً معينة، سامية ونبيلة، سنبقى في صنوف الأخيار من الناس، الذين يناضلون في سبيل الحق والخير والعدالة الاجتماعية النسبية. إن النضال في سبيل المثل العليا، السامية والنبيلة، ستبقى مستمراً ما دامت هناك حياة اجتماعية على هذه الأرض. ولايمكن أن يصبح جميع الناس سواسية كأسنان المشط. بل سيبقى هناك محب للعدالة ومحب للاستثمار، الطيب والشرير، الشريف والوضيع، الأمين والخائن، العبقري والغبي. ستبقى هناك القوة الجاذبة والقوة النابذة، سيبقى هناك التوازن القائم على التناقض الذي لا ينتهي في الطبيعة والمجتمع . ولكن لا يجب أن يتوقع القارىء أنني سأقول إن نضالنا سيتكلل بالنجاح وسنقضي على استثمار الإنسان للإنسان مرة واحدة وإلى الأبد، وكفى الله الشيوعيين شرف النضال. بل إن النضال سيستمر ويستمر، يتجلى في هذا النضال الذي لا ينتهي في سبيل العدالة الاجتماعية الممكنة ضمن الظروف الملموسة في كل زمان ومكان. أردت من كل هذه الرؤية أن أقول إننا لن نصل إلى مجتمع التنبلة الذي يتحقق فيه لكل إنسان ما يريد، وتختفي فيه الصراعات الاجتماعية لأن في هذه المقولة تناقضاً حاداً مع ما نؤمن به من النظرية الجدلية التي تقوم أساساً على صراع الأضداد الذي لا تنتهي. كيف يجب أن يكون موقفنا من مؤسسي النظرية الماركسية؟ هل هو التقديس والتبجيل واعتبارهم مثل الأنبياء معصومين عن الخطأ؟ إن مثل هذا الموقف يسيء إليهم أكثر مما يحسن إليهم. فالعظام في التاريخ هم بشر مثلنا ولكنهم عباقرة نظرتهم أبعد من غيرهم من بسطاء الناس، لكنها ليست بلا حدود. إذ ليس مطلوباً من أي إنسان أن يضع حلولاً لمشاكل الناس مرة واحدة وإلى الأبد، اللهم إلا إذا كان نبياً. لقد وضع مؤسسو الماركسية خطوطاً عامة للوصول إلى مجتمع العدالة الاجتماعية ، ورأوا أن ذلك يتحقق بتأميم وسائل الإنتاج، ويرى الآن العديد من الأحزاب الشيوعية العالمية أن هذا الشكل الوحيد للملكية ربما غير ملائم ، ولذا فهي تنادي بتعدد أشكال الملكية مع جعل القطاع العام هو المسيطر، ولا مانع لديها من بناء قطاع خاص مع بعض الاستغلال المسيطر عليه، بهدف خلق منافسة بين القطاعين العام والخاص في سبيل رفع إنتاجية العمل وبالتالي زيادة الإنتاج الذي ينعكس خيراً على المجتمع، لأن العدالة الاجتماعية النسبية هي في تعميم الرخاء وليس الفقر. بل ربما تظهر في المستقبل أشكال أخرى لإدارة الإنتاج تتيح الوصول إلى وضع أكثر عدالة وأكثر وفرة. فهل يجب علينا أن نقول لا لن نقبل بهذا لأن ماركس وإنجلز ولينين وستالين لم يقولوا بهذا؟ إن الحياة ، أغنى من كل النظريات، ويجب تعديل النظرية طبقاً لضرورات الحياة، لأن النظريات جميعاً جاءت لحل مشاكل الناس، ولم يولد الناس ليتكيفوا مع النظريات. اللهم إلا ما جاءت به الأديان، حيث الإنسان مجبر أن يتكيف مع تعاليم الدين. وعلى ضوء كل هذا أنا مؤمن بنفس الوقت بأن نضالنا ومنطلقاتنا هي اليوم غيرها بالأمس وعلينا التعمق في دراسة واقعنا والأستفادة مما جرى ويجري في العالم لتصحيح مسارنا وتجديد أساليب علمنا لتكون منطلقاتنا أكثر توافقاً مع واقعنا وتاريخنا وأقرب إلى فهم الجماهير وتطلعاتها لتتمكن من الدخول إلى أعماقها بل والأندماج معها لتكون سندنا وقوتنا لتحقيق أهدافنا.هكذا تلمذت وشربت من نبع أفكار أخي الأكبر الشهيد (أبا حلا)،وفهمت بأن الماركسية هي مرشد للعمل، وليست نصوصاً جاهزة، وأن الماركسية تتطور وتغتني بمحتوى جديد مع تطور العلوم ومع الأكتشافات الجديدة. وعلى هذا الأساس صاغ الحزب الشيوعي العراقي- الاتجاه الوطني الديمقراطي*(1) منطلقاته ومرتكزاته ومهماته النضالية اليوم. أن الأساس الفكري للوصول إلى مثل هذا قائم وموجود ويرتكز على المقولة الماركسية التي تعتبر أن التطور الاجتماعي عبارة عن البدائل المتواجدة والممكنة في كل مرحلة ، هذه المقولة التي كانت قد أهملت وجرى تجاهلها ويتوجب علينا الآن أحياؤها والتعمق في دراستها وفهم جوهرها النضالي ومعرفة كيفية إنجازها في الممارسة.
وقد رأيت أن من المفيد أن نتطرق إلى ثورة 14 من تموز 1958، التي عشت وواكبت كل تفاصيلها وأحداثها ، بحكم مرافقتي اليومية مع أخي الأكبر الشهيد (أبا حلا) وبنفس الوقت كان مسؤولي الحزبي بالرغم من صغر سني، ولقد استطاع الشيوعيون ان يحققوا وجوداً بارزاً في الساحة العراقية أيام حكم عبدالكريم قاسم وسقوط حكم الملكي في العراق، ولكن المؤسف أن الثورة التي قضت على الملكية، لم تقض على عقلية الإستبداد إذ كان حكماً أو حزباً، فهي أشد حتمية للقضاء على الذين انحرفوا بالثورة عن أهدافها، وأحالوها إلى مجرد: “إنقلاب عسكري” غيره وجوه الحاكمين وأشخاصهم ، ولم يغير فلسفة الحكم أو فلسفة الحزب، وحقيقة ما كان يتشكى منه شعب العراقي. وتجلت تلك الحقيقة بصورة أكثر وضوحا في تفكك جبهة الاتحاد الوطني بمجرد إسقاط الملكية ووصول العسكر إلى الحكم. ومهما يكن من أمر فإن الغيوم أخذت تتلبد في سماء العراق السياسي، برزت صراعات بين القوى السياسية وخصوصاً بين الحزب الشيوعي العراقي (ح . ش . ع) والناصريين وحزب البعث، وجدير بنا أن نلاحظ أن تلك النقاشات كانت تدور حول موقف (ح. ش. ع) حول قضية فلسطين واغتصابها من قبل الكيان الصهيوني الذي كان يتناغم مع موقف الإتحاد السوفيتي آنذاك الذي أعترف بالدولة الصهيونية، وكذلك حول قضية الوحدة العربية والاشتراكية. وقضية الدين، يمكننا في هذا المجال ان نشير على موقف محسن الحكيم من (ح . ش . ع ) وفتواه المعروفة بحرمة الانتماء إليه في عام 1960 .الخ أما بخصوص (حق تقرير المصير للأكراد) السيء الصيت الذي أثبته في برنامحه ، الذي يعطي أمراً لأغتصاب أراضي عراقية على طريقة الكيان الصهيوني (سنأتي على تفاصيله لأحقاً). وقد لعب إعلام وشعارات (ح . ش . ع ) وصحيفته “اتحاد الشعب” دوراً تحريضاً ومستفزاً للقوميين الناصريين وللبعثيين، وأذكر ما تختزن في ذاكرتي من بعض هتافات الحزب في مظاهراته ومسيراته وحتفالاته التي ينضمها مثلا في يوم 1 من آيار عيد العمالي العالمي وكنت أخرج مع أخي في هذه الأحتفالات كان الشيوعيون يرفعون إعلام الحزب ويخبزون أرغفة خبز ناضجة في التنور المقامة على ظهر السيارات ويرموها على الجماهير، ولعل أغرب ما في ذلك هو يرافعون لافتات مجسدة بصور الكلاب واضعين صورة رأس الرئيس الراحل جمال عبدالناصر فوق جسد الكلب (بدل رأس الكلب)، وصورة أخرى برأس مشيل عفلق أيضا،.وهكذا..الخ وأما ترديد الهتافات فهي ” هوب ، هوب عفلق ، كدامك الطسة ، جمال وكع بالخرة ومحد سمع حسه” و” مكو مؤامرة تصير والحبال موجودة ” و” إعدم يا شعب السوري ، إعدم جمال وعفلق” و”جيم جيم جبهة .. جبهة وطنية بيه عرب وأكراد ما بيها بعثية ” و” ماكو مهر بس هاشهر” كانت شعارات اللاوطنية وإستفزازية التي لا تخدم العراق وتشق وحدة الصف الوطني، بعد أنتهاء من هذه الأحتفالات ألتفت إلى أخي ورفاقه وقلت : ما هذه الهتافات والصور السوقية،هل هكذا تبنى سياسة الحزب ومبادئه في بناء الاشتراكية والشيوعية في العراق ؟ !

*(1) الحزب الشيوعي العراقي- الاتجاه الوطني الديمقراطي* الذي وقع على عاتقه تصحيح مسار وسمعة (ح.ش.ع) منذ عام 1985 بعد أن أنتحلت دكان زمرة شيوعيو بريمر أسم (ح. ش. ع) وتحالفت وساندت الدكاكين الطائفية المذهبية وميليشياتها ودكاكين الكردية العرقية العنصرية الميليشياوية العميلة التي جاءت إلى السلطة على ظهر دبابات الأنكو الأمريكي وعربة الشريك الإيراني الفارسي الملحقة به.

يتبع