18 نوفمبر، 2024 8:51 ص
Search
Close this search box.

الباراسيكولوجيا كادت ان تدخلني سجن المخابرات العراقية !

الباراسيكولوجيا كادت ان تدخلني سجن المخابرات العراقية !

في حياتنا العادية نطبق أساليب الباراسايكولوجا دون ان ندري ونعبر عنها بكلمة ( ࢰلبي ࢰلي  أو حسيت )  ، في بداية الثمانيات تعرفت على الباراسايكولوجيا عن طريق الصديق أياد الزاملي  كان يتحدث عن الموضوع ثم أعطاني كتاب رؤوف عبيد (( الإنسان روح لاجسد )) ثم قامت وزارة الثقافة والإعلام في العراق بترجمة مجموعة جيدة من كتب الباراسايكولوجيا ، وقيل في حينها ان الترجمة تمت بأمر من صدام حسين بإعتباره معجبا بهذا الحقل وتحدث عن تطبيقاته دون تسميته في بعض أحاديث الموجهة للمواطنين ، وإنضمت الباراسايكولوجيا الى جانب إهتمامي بالسحر والتنجيم وسائر المعارف الباطنية ، بعدها تخليت عن السحر بعد قرار الإلحاد وقناعتي الجديدة بعدم وجود ملائكة  وجن وشياطين وبالتالي السحر كله إنهار .
 
وقد تأسست ببغداد جمعية للباراسايكولوجيا وبسببها كدت أدخل سجن المخابرات ، فقد تم نشر في منتصف الثمانينات إعلان عن تأسيسها في الصحف ودعوت الموهبين للإنضمام اليها ، وكنت لدى أحد الأشخاص من أهالي مدينة الرمادي المقربين من القصر الجمهوري والمخابرات وسائر أجهزة الدولة ببغداد ، وأعربت له عن مخاوفي من تجنيد المتميزين من أعضاء هذه الجمعية لدى جهاز المخابرات ، فإذا بملامحه تتغير وتأخذ شكل الغضب ورد عليّ بحزم قائلا : (( حتى لو تم تجنيدهم .. هذا واجب وطني )) ومن حُسن الحظ كان الرجل يتمتع بخلق إنساني رفيع وغض الطرف عن كلامي العدواني نحو المخابرات العراقية .
 
في أثناء هذا الإهتمام بالباراسايكولوجيا إكتشفت صديق آخر مهتم بالأمر وفي أحد المرات دعانا الى بيته أنا واياد الزاملي ، ( وحسب الميانة) طلب ان نجلب طعام الغداء معنا ، فاجأني بينما كنت أتكلم معه أثناء تناول الطعام بصراخه (( لالا .. أنت بنظراتك إتصدعني لاتركز عليّ براسايكلوجيا )) طبعا أنا كنت مشغول بالأكل وبعيد عنه  ( لامركز  ولابطيخ )  والظاهر الشغلة تحولت الى هوس براسايكلوجي عنده.
 
بعد فترة إلتقيت بنفس ذلك الصديق وجلسنا في المقهى وشعرت به يتململ وغير مرتاح  بجلسته وعند الإستفسار منه عن السبب أخبرني ان صاحب المقهى أزعجه لايستلم الأوامر البراسايكولوجية فقد أرسل له أوامر لاسلكية ان يكسر( إستكانات الشاي والقوري)  لكن صاحب المقهى لايستلم الإرسال ، والظاهر إنقطع الحد الفاصل مابين الحقيقة والأوهام لديه مثل: تفكير وسلوك أفراد التنظيمات السياسية  وأصحاب شعارات قوة الإرادة التي لاتعرف المستحيل ، ومن جد وجد ومن زرع حصد  ( وشد إحزامك .. الى آخر التمسلت والخرط ) في الثقافة العربية العشوائية .
 
بعد أكثر من عشرين عاما على فراقه وكان هو لايزال في العراق وقد أصبح  شيخا معمماً  ، فضلت ان يكون إتصالي به غير تقليدي فأرسلت له رساله ألكترونية بإسم مستعار أعربت له عن إعجابي بكتاباته وغربتي  بالتحدث معه ، وفعلا إستجاب بسرعة وتوقعت سيستخدم قدراته الباراسايكولوجية ويتعرف عليّ ، دام إتصالي به حوالي ساعة .. تكلم في كل شيء دون ان يكشف هويتي ، بل أكثر من هذا جئت له من باب ان طفولة المبدع هامة ومؤثرة في إبداعه وسألته عن الطفولة وأصدقاء الشباب كي أستدرجه الى ذكرياتنا المشتركة ، فإذا به في معرض حديث عن أصدقائه ذكر إسمي وأخذ يتكلم كعادة معظم العراقيين لديهم ملح الكلام وعسله المحبب هو ذم الناس والنقد بدون سبب أو وجه حق مجرد التعبير عن عدوانيتهم  بكلام سلبي ، كنت أستمع اليه وهو تكلم عني بسلبية وأنا صامت ، وفي الآخر أنهيت الإتصال وودعته دون ان يتعرف عليّ ولم تسعفه قدراته الباراسايكولوجية في إكتشاف صديق قديم!

أحدث المقالات