المهدي المنتظر هو مخلص من الظلم نادت به كافة الأديان والشعوب على مر العصور ولاتزال معظم تلك الشعوب من الهند الى الصين الى اوربا الى الحبشة الى الزرادشت واليهود والنصارى والسنة والشيعة غيرها من الشعوب تنتظر ذلك المخلص من ظلم الظالمين وجور الجائرين وفساد الفاسدين. هو حلم المستضعفين عندما ينتشر الظلم والفساد خاصة عندما يكون الدين والمذهب والله مبررات للظالمين يوجهونها من اجل اطماعهم الشخصية والحزبية. وجدت هذه العقيدة في كتابات الفراعنة والسومريون والبابليون والاشوريون والبوذيون والهندوس وحتى فلاسفة اليونان. وقد قيل بانه سوف يقتص من رموز دينية ذات سلطة لا تمس بحيث يتعجب الناس كيف يحصل ذلك وهذا يدل على استغلال المتلبسين بلباس الدين لذلك الدين من اجل الشهرة والمال والسلطة والمنافع الدنيوية.
واليوم اذا ظهر المهدي المنتظر في العراق فلمن سوف ينتصر؟ هل سوف ينتصر لسراق المال العام واللصوص ام للمسروقة أموالهم من الضعفاء والفقراء؟ هل سينتصر المهدي المنتظر للذين يقتلون الناس بسبب الرأي ويعذبونهم بابشع الطرق ويرعبون ويخيفون الناس ام للمستضعفين الذين سرق منهم الوطن وتم قتلهم بقنابل الغاز بوضح النهار واخافتهم والسيطرة عليهم؟ وهل سينتصر المهدي المنتظر للذين ظلموا العباد باسم الدين وخانوا وطنهم باسم المذهب وباعوا ضمائرهم عملاء صاغرين ام سينتصر للمطالبين بحقوقهم المشروعة ووطنهم الذي سلمه العملاء ليتحكم فيه من ليس منه؟ ماذا سيقول للذين جعلوا لله أحزابا وجماعات واعتبروا غيرهم قطعان حقيرة بلا شأن؟
العراق بحاجة الى مهدي يظهر ليطرد اللصوص ويظهر العدل ويزيح الظلم والظالمين والمحتلين والمتسلطين باسم الدين. ولو ظهر المهدي اليوم فان اول من يحاربه ويقف عقبة في طريقه هم الذين ينادون باسمه من المتسلطين والظالمين والمتلبسين بلباس الدين. وذلك لانه سوف يسحب منهم السلطة والجاه والمال والسلاح. وليجرب احدهم حظه العاثر ويدعي انه المهدي المنتظر فسوف يزحف اليه هؤلاء ليقتلوه سواء كان ذلك هو المهدي ام ليس هو لانهم سوف يطلبون منه ان يصنع لهم معجزة و حتى لو فعل فسوف لن يصدقوه.