حاولتُ ان اجد عنوان مناسب لمأساة تخفيض العملة العراقية مقابل الدولار لكنني لم اجد الا هذا العنوان الذي لايعني اي شيء لكل من ساهم في تخفيض عملتنا الوطنية . الموضوع خطير جدا لدرجة ان البعض لايعرف مدى المأساة الكبرى التي ستلحق بالعراق وبفقراء العراق إنْ لم تسعى الحكومة لأنقاذنا نحن الفقراء من هذه الكارثة الخطيرة. انا لستُ خبيراً اقتصادياً ولاأفهم اي شيء عن موضوع تداول العملات العالمية وطريقة تعاملها مع العالم ولكنني بحساب بسيط جدا ومن خلال المفهوم العام لخطورة خطوة كهذه وما ستفعله بالبلد والفقراء على وجه التحديد وكيف ستكون معيشة اؤلئك الفقراء امثالي الذين يتقاضون راتبا محددا لايزيد على 300 او 400 الف دينار عراقي وكيف سيتمكنون من مواجهة هذه الكارثة بكل ماتعنيه هذه الكلمة من معنى . من اندر الاشياء التي سمعتها حينما قال احدهم ان هذه العملية جاءت من اجل الفقراء !! هل يضحك علينا ام يستهزيء بنا ام هو يعرف كل شيء لكنه يريد ان يتحدث بأي شيء؟ اذا اراد المتحدث ان يساعد الفقراء فلماذا لايغلق الحدود ويذهب الى تشجيع الانتاج الوطني . يمنع اي استيراد للطماطة – على سبيل المثال – او اي صناعة تستطيع الجماهير العراقية من توفيرها . هل ان تخفيض الدينار العراقي سيساعد الفقير العراقي ام يحطمه شر تحطيم؟ هل هذا هو الاقتصاد او نظرية الاقتصاد التي يحاول البعض تمريرها من اجل مصالح لايعلمها الا الله او من شرع هذا القانون. بلا لف او دوران لماذا لاتقول الحكومة بانها تريد ان تسرق بطريقة منظمة من اجل اهداف انا لا اعرفها ولكن يعرفها من شرع القانون. لم اسمع من قبل ان دولة ما تلجأ الى تخفيض عملتها من اجل مساعدة شعبها ..حقاً ان هذا لشيء عجيب. هذه مسرحية كبرى يقوم بها ممثلين غير جيدين يريدون ان يصدروا مسرحية بطريقة لايقبلها المشاهد مهما كانت القصة رصينة ومهما كانت الموسيقى التصويرية يعزفها عباقرة الموسيقيين في العالم. انا شخصيا اخشى لا بل مرتعب من حكاية اخرى اتمنى من الله ان لاتحدث في بلدنا الجميل الا وهي حكاية طبع العملة لاننا اذا وصلنا الى هذه الحالة سنكون في خبر كان من ناحية المعيشة. ستقوم جهات كثيرة بطبع العملة وليس الدولة الرسمية وحدها ولكن جهات لديها القدرة على توفير كل شيء من معدات الطباعة وعندها ستصبح عملتنا لاتساوي شيء يذكر وفي هذه الحالة ماذا ستكون حالتنا نحن الفقراء ..كيف سنعيش..وكيف سنواصل طريق العذاب الذي نسير فيه في ارض بلدنا المشبعة بالموت والدمار. قال لي انسان فقير قبل ايام ” لايهمني تخفيض العملة ولكن مايهمني هل نستطيع ان نشبع رز كما كنا نحلم فيه في وقت صدام حينما راح يطبع العملة؟ ” . هذه هي الحالة المرعبة التي صار يفكر فيها المواطن البسيط..اما الذين سرقوا المليارات فانهم في مأمن من شبح الجوع الذي يخشى منه الفقير العراقي. ليس لدينا اي شيء الا التوجه الى الله سبحانه وتعالى ونفوض امرنا اليه .