خاص : ترجمة – د. محمد بناية :
انتشر مؤخرًا على شبكات التواصل الاجتماعي، فيديو مشاركة أبناء “علي أكبر ولايتي”، عضو مجمع تشخيص مصلحة النظام، وعضو المجلس الأعلى للثورة الثقافية، ورئيس هيئة أمناء جامعة “آزاد” الإسلامية، وأمين عام المجمع العالمي للصحوة الإسلامية، ورئيس المجلس المركزي للجمعية الإسلامية للأطباء، وعضو المجمع العالمي لآل البيت، ورئيس مستشفى “مسيح دانشوري”، في إحدى الحفلات بـ”تركيا”، ردود فعل واسعة مصحوبة في كثير من الأحيان بالانتقادات.
وقد اُقيم هذا الحفل، المعروف باسم “ذئب وول استريت”؛ بفندق “شانغريلا” بمدينة “إسطنبول”. وقد تم تكريم “محمد” و”علي”، أصغر أبناء “علي أكبر ولايتي”. بحسب صحيفة (جمله) الإيرانية.
وكان موضوع أبناء السادة؛ قد اختفى منذ فترة، إذ يدرك الرأي العام جيدًا حجم الفجوة بين جينات الشعب والجينات الأكثر تفوقًا.
لقد تم تجاهل هذا الموضوع، ورغم كل شعارات بعض المسؤولين بخصوص العداء الغربي، فإنهم لا يجدون مشكلة في حياة أبناءهم بهذه الدول المعادية أو العمل بالتجارة. فالرأي العام يدرك أن شعارات المسؤولين، ليل نهار، بخصوص الحياة البسيطة، والعداء للغرب، وتحمل الضغوط الاقتصادية، والمقاومة إزاء العقوبات وغيرها؛ إنما توجه فقط للشعب ولا تُشكل تهديدًا لأبناءهم وأقاربهم.
على سبيل المثال؛ قال الدكتور “علي ولايتي”، عام 2018م: “نأخذ العبرة والعظمة من اليمنيين، وكيف يقاومون إزاء التهديد والعقوبات. فهم يربطون الفوط بدلًا عن الملابس، ويحملون السلاح وبعض قطع الخبز الجاف، ولا ينتعلون أحذية، ومع هذا أعجزوا السعودية”.
في حين يصور الفيديو، الأخير على شبكات التواصل الاجتماعي، حياة البذخ التي يعيشها أبناء السيد الدكتور “علي ولايتي”.
وأول من نشر الفيديو؛ هو “علي جعفري”، الناشط الطلابي الأصولي، وعلق: “إنه نفسه، علي أكبر ولايتي، الذي طلب إلى الشعب الإيراني الإتعاظ بالمقاومة اليمنية”.
عشاق “ذئب وول استريت” معًا..
لمناقشة هذا الموضوع؛ علينا البدء أولًا بالحفلة.. والواقع هي حفلة تمتاز بالبذخ، وتُعرف باسم: “ذئب وول استريت”، وهو فيلم “مارتين اسكورسيزي”، عن حياة “غوردن بلفورت”، الذي حقق ثروة طائلة من بيع الأموال في البورصة، وكان ينفق هذه الثروة على المخدرات والمشروبات والفتيات.
الطريف أن أبناء “ولايتي” جلسوا في الحفل إلى جوار، “غوردن بلفوتر”، للتعرف عن كثب على آراءه، حتى أن مقدم الحفل شكر أبناء “ولايتي”، وقال: “نموذج آخر على المدير الناجح كان متواجد باستمرار إلى جانبي ويدعمني، وهو من أصدقائي القدامى، إنه المدير التنفيذي بشركة (سيف بنا)، الذي صمم ونفذ أكثر من 1600 مبنى سكني في إيران، الأخوة الأعزاء صفقوا للسادة الدكتور (محمد ولايتي)؛ وشقيقه الدكتور (علي أصغر ولايتي)”.
يقول أحد الحاضرين، في حوار إلى الموقع الإخباري التحليلي، (رواديد 24)؛ تعليقًا على الضجة الخاصة بأبناء “ولايتي”: “حضر الكثيرون الحفل، لكن الحساسية بشأن مشاركة أبناء، ولايتي، تتربط بمكانة وحديث والدهما عن اليمن والتقشف بما يتنافى وسلوك هذه الأسرة. فالشخص الذي يُحث الإيرانيين على تناول الخبز الجاف، أبناؤه من أكبر المستثمرين في إيران، ولا أحد يعرف الإمتيازات التي يتمتعون بها”.
والسؤال المطروح: كيف سافر أبناء “ولايتي”، في ظل الأوضاع الاقتصادية المتردية، إلى “تركيا” والنزول في فندق فخم؛ في حين أن تكلفة المشاركة في هذه المراسم باهظة ؟!
عائلة “ولايتي” المثيرة للجدل..
أبناء “ولايتي”، “محمد وعلي أصغر”، من المؤسسين لشركة “سيف بنا”؛ ويعملون في إنشاء الأبراج السكنية. ولا توجد الكثير من المعلومات عنهما في الفضاء الإلكتروني.
وتؤكد التحريات؛ حصول “محمد” على شهادة الدكتوراه في الإدارة التجارية، ويشغل حاليًا المدير التنفيذي بشركة المقاولات “سيف بنا”. ويعمل شقيقه الأصغر، “علي أصغر ولايتي”، بنفس الشركة، وهو حاصل على شهادة الهندسة المدنية.
وشركة “سيف بنا”؛ واحدة من عشرات الشركات المملوكة لأسرة “ولايتي”، ومنها على سبيل المثال: “سيف بنا فولاد”، و”تدبير انديشان عرشيا”، و”مهندسين مشاور بينش نيارش اثر”، و”پهنه ﮒـسترده بنا”.
بخلاف ذلك ينشط، “محمد”، في المجال الثقافي أيضًا، وهو ووالده؛ أعضاء الهيئة الإدارية بشركة “آفرینندگان فرهنگ وتمدن إسلام وبوم ايرانيان”، وإليهما يعود القرار فيما يخص الثقافة والحضارة والأديان الإيرانية (!!)
ولا تتعلق المسألة بالمناصب الكثيرة التي يتولاها “ولايتي” وأبناءه، لكن أملاكهم الهائلة في منطقة “سعادت آباد”، أثارت الكثير من الجدل سابقًا. وقد تم اعتقال أحد الصحافيين بعد تصوير فيلم عن هذه الأملاك !