خاص : ترجمة – د. محمد بناية :
أدعى “دونالد ترامب”، في تغريدة بحسابه الشخصي على (تويتر)، مصحوبة بصورة للصواريخ الإيرانية، إطلاق هذه الصواريخ على السفارة الأميركية في “بغداد”، وكتب: “تعرضت سفارتنا في بغداد، الأحد الماضي، للقصف الصاروخي. وقد انفجرت ثلاثة من هذه الصواريخ أثناء عملية الإطلاق. خمنوا مصدر هذه الصواريخ، إنها إيران”.
وأضاف بنبرة تهديد: “حاليًا نسمع همسات عن هجمات إضافية ضد الأميركيين بالعراق، وعندي عدة توصيات أخوية لإيران: أنا أحمّل إيران المسؤولية لو يُقتل أميركي واحد. ففكروا جيدًا”.
في المقابل؛ كتب “جواد ظريف”، على حسابه الشخصي بموقع التواصل الاجتماعي، (تويتر): “لا تصرف الأنظار عن الهزائم الكارثة في الداخل، بوضع مواطنيك بالخارج في موقع خطر”. بحسب صحيفة (آرمان ملي) الإيرانية.
بلسانك يا “ترامب”..
من جهة أخرى؛ قال “سعيد خطيب زاده”، المتحدث باسم الخارجية الإيرانية: “أعلنا مرارًا رفض الهجوم على المقرات الدبلوماسية والمأهولة، وفي هذا الصدد؛ فإننا نوجه أصابع الاتهام إلى أميركا وحلفاءها في المنطقة الذين يسعون لإثارة المزيد من الفتن الجديدة”.
وأضاف دون نفى إمكانية الهجوم الإيراني على أميركا: “كما أعلنا سلفًا؛ فإن الرد الإيراني على الإرهاب الأميركي سوف يتسم بالوضوح، والشجاعة، والتناسب، والنظام الأميركي نفسه يعلم جيدًا أنه يختلق سيناريوهات مقنعة تساعد في تبرير فتنتهم”.
في السياق ذاته، وصف “مصطفى الكاظمي”، رئيس الوزراء العراقي، الهجوم بالإرهابي، وقال: “أصابت الصواريخ العراقيون أنفسهم وتسببت في إصابات بالغة”.
وأضاف: “نرفض أي اعتداء على البعثات الدبلوماسية، وقد ألقينا القبض على عدد من المشبته بضلوعهم في الهجوم. وأوقفنا عدد من القيادات الأمنية المسؤولة عن تأمين المنطقة المذكورة”.
مع هذا؛ يعتقد الأميركيون استنادًا للصواريخ والدعم الإيراني للفصائل العراقية، في تورط “طهران” بالهجوم، لاسيما وأن الهجوم يتزامن والذكرى السنوية لاغتيال الجنرال “قاسم سليماني”، قائد (فيلق القدس)، وإزدياد التكهنات عن رد فعل إيراني.
فرضية..
من الواضح أن طرح مشروع “سلام إبراهيم”، والذي أفضى إلى تطبيع عدد من الدول العربية مع “الكيان الإسرائيلي” بوساطة أميركية، قد دفع إلى تكثيف التحركات الأميركية والإسرائيلية في الخليج؛ على نحو ما شاهدنا من توجيه غواصتين بحريتين، إسرائيلية وأميركية، إلى الخليج، وهو ما يعتبر من جهة، “تعاون عسكري”، بعد التطبيع الإماراتي والبحريني مع إسرائيل، ومن جهة أخرى، وجود عسكري موسع في المنطقة ورسم الحدود.
وبالطبع إيران تعتبر الاتفاق الجديد في الخليج والصداقة العربية مع إسرائيل، خيانة كبرى للعالم الإسلامي، حتى أن الرئيس “حسن روحاني”، وجه، وكذلك وزير الدفاع، تحذيرات إلى “الإمارات” ترقى إلى مستوى التهديد.
وبخلاص هذه الأجواء المتوترة نسبيًا؛ يبدو أن “الولايات المتحدة” تسعى، وكذلك “إسرائيل”، بعد مرور شهر على اغتيال العالم، “محسن فخري زاده”، إلى الاستمرار في هذه السياسات خلال الفترة المتبقية من عمر إدارة “دونالد ترامب”، بإدعاء تورط “إيران” في الهجوم على السفارة الأميركية في بغداد؛ وكذلك تدعيم قدارتها في الخليج.
أي أن هذه التحركات والإجبار على رد الفعل سوف يبعث عمليًا على توريط إدارة “جو بايدن”. وقبل ذلك كنا قد سمعنا، مع إقتراب إنتهاء دورة “ترامب”، أخبار متفرقة عن مساعي أميركا العسكرية واحتمالات شن هجمات عسكرية بالتعاون مع حلفاءها ضد عدد من الأماكن.
في الوقت نفسه، التقى “نتانياهو” و”بن سلمان” و”بومبيو”؛ لاتخاذ قرارات تتعلق بالملف النووي الإيرانية وبداية عمل “بايدن”. ولم يستبعد الخبراء أن تجبر أميركا وحلفاءها، في ظل هذه الأوضاع، “الجمهورية الإيرانية”، على الدخول في مرحلة جديدة من التوتر.
في هذه الأثناء، لا يجب تجاهل تعاون الدول العربية بالمنطقة مع “الولايات المتحدة”، حتى أن البعض يصنف اغتيال “فخري زاده”، ثم تواجد الغواصات الأميركية والإسرائيلية في الخليج، واتهام “إيران” بالضلوع في الهجوم الصاروخي على السفارة الأميركية في “بغداد”، تحت هذا التعاون.
لعبة جديدة..
للتعليق يقول “مرتضى مكي”، خبير الشأن الدولي: “كلما اقترب، دونالد ترامب، من نهاية فترته الرئاسية، يقوم بالمزيد من التصرفات غير الطبيعية تجاه إيران. والآن يحاول الاستفادة من الاستفزازات الموجودة بالعراق والهجوم على السفارات في تقييد، بايدن، عن الإنضمام إلى الاتفاق النووي. وهو ليس وحيدًا في هذا المسعى، ولكن يسعى اللوبي العربي والإسرائيلي وراء نفس الهدف ويسعون بتقيد أجواء العودة إلى الاتفاق النووي لإجبار، بايدن، للعب على أرضهم”.
وأضاف: “إيران منتبة للسياسات الأميركية الحالية، ولذلك لا تقع تحت تأثيرها”.