21 أغسطس، 2025 10:00 م

التهديدات المتبادلة بين “الكاظمي” و”عصائب أهل الحق” .. “تمثيلية” لإنقاذ إيران أم استدراج له ؟

التهديدات المتبادلة بين “الكاظمي” و”عصائب أهل الحق” .. “تمثيلية” لإنقاذ إيران أم استدراج له ؟

خاص : كتبت – نشوى الحفني :

يحبس العراقيون أنفاسهم بسبب ما يحدث على الساحة الداخلية من تهديدات قد تؤدي إلى نشوب حرب أهلية تتمثل في مواجهات بين الدولة والميليشيات الموالية لـ”إيران”، فكان آخر ما قاله رئيس الوزراء العراقي، “مصطفى الكاظمي”، إن بلاده على استعداد للمواجهة الحاسمة، إذا اقتضى الأمر ذلك.

وبحسب تغريدة نشرها عبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعي، (تويتر)، أكد “الكاظمي” أن ما وصفها: بـ”الميليشيات والجماعات المغامرة الخارجة على القانون”، لن تهدد أمن العراق، مشددًا: “مستعدون للمواجهة الحاسمة إذا اقتضى الأمر”.

وكتب: “أمن العراق أمانة في أعناقنا، لن نخضع لمغامرات أو اجتهادات”، واصفًا ما فعلته حكومته بقوله: “عملنا بصمت وهدوء على إعادة ثقة الشعب والأجهزة الأمنية والجيش بالدولة، بعد أن أهتزت بفعل مغامرات الخارجين على القانون”.

وقال إنهم طالبوا: بـ”التهدئة لمنع زج بلادنا في مغامرة عبثية أخرى”، مشددًا: “ولكننا مستعدون للمواجهة الحاسمة إذا اقتضى الأمر”.

التحشيد لإطلاق سراح المعتقلين..

وكانت وكالة الاستخبارات التابعة لـ”وزارة الداخلية”؛ قد كشفت في تقرير لها إلى الجهات الأمنية العليا، أمس الأول الجمعة، أن لديها: “معلومات من أحد الأجهزة الأمنية تفيد بنية مجموعة من فصائل الحشد التابعين إلى (عصائب أهل الحق) بتحشيد مجموعة والتوجه إلى مقر وكالة الاستخبارات والتحقيقات الاتحادية في منطقة الكرادة، والمقرات التابعة لها في بقية المناطق ضمن بغداد، وسيستعينون بقوة من مقر اللواء في معسكر التاجي، يحمل عناصرها أسلحة ثقيلة ومتوسطة لغرض مساندتهم لإطلاق سراح أحد أفرادهم الذي تم اعتقاله في مدينة الصدر، من قبل استخبارات ومكافحة إرهاب بغداد”، حسب موقع (إيلاف).

تشكيل لجنة تحقيقات خاصة بقصف “الخضراء”..

وكانت هيئة (الحشد الشعبي) قد شكلت لجنة للتحقيق في قصف “المنطقة الخضراء”، يوم الأحد الماضي، وأوصت باعتقال ثلاثة من المشتبه بتورطهم في القصف قامت على إثرها قوات أمنية خاصة باعتقالهم للتحقيق معهم، وبينهم قيادي كبير بميليشيا (عصائب أهل الحق).

غير أن مصادر عراقية، أشارت إلى أن، مساء أمس الأول الجمعة، قد شهد توترات أمنية وصفها بأنها كانت على وشك الانفجار لولا تدخل مستشار الأمن القومي، “قاسم الأعرجي”، ورئيس تحالف (الفتح)، “هادي العامري”، لتهدئة الموقف والتحذير من جدية تهديد “الكاظمي”، وهو ما أرغم قائد (عصائب أهل الحق)، التابعة للحشد، على التراجع وتوجيه مسلحيه بعدم التصعيد والانسحاب من الشوارع، لكي لا تخرج الأمور عن السيطرة.

وبحسب وسائل إعلام محلية؛ فإن (عصائب أهل الحق) اشترطت، لترك مواقعها، أن تفرج السلطات عن معتقلها خلال 48 ساعة، إلا أن “الكاظمي” يرفض تحقيق هذا الطلب قبل إنتهاء التحقيقات وصدور قرار قاضي التحقيق حول مصيره.

التصريحات والتهديدات المتبادلة بين رئيس الحكومة العراقية، “مصطفى الكاظمي”، وميليشيا (عصائب أهل الحق) طرحت العديد من التساؤلات حول إمكانية التصعيد بين الجانبين؛ وصولاً للمواجهات المسلحة.

تمثيلية لإبعاد تهمة قصف السفارة عن إيران !

يرى الخبير الأمني والإستراتيجي العراقي، اللواء “مؤيد الجحيشي”، إن: “التصريحات المتبادلة بين رئيس الحكومة، مصطفى الكاظمي، وميليشيات (عصائب أهل الحق)، لا تعدو كونها “تمثيلية” بين رئيس الحكومة والميليشيات “لإبعاد تهمة قصف السفارة الأميركية عن إيران”.

مضيفًا أن: “الحوار الدائر الآن يهدف إلى إيصال رسالة بأنه تم القبض على من أطلقوا الصواريخ مؤخرًا على السفارة الأميركية في المنطقة الخضراء، وأنه ينتمي إلى العصائب، وفي المقابل قامت العصائب بحركة مسلحة في الشارع العراقي وهددت الحكومة إن لم تُطلق من تم القبض عليهم والمنتمين لها، وفي الحقيقة هي (دراما)، من أجل تهيئة الرأي العام بأن من أطلق الصواريخ هي العصائب العراقية، وليست إيران”.

مؤكدًا أنه: “لن يحدث أي صدام بين الحكومة والميليشيات والفصائل المسلحة، ويرجع هذا إلى أن الكاظمي ما وصل إلى كرسي رئاسة الحكومة إلا بعدما تعهد بعدم المساس بالفصائل المسلحة التابعة لإيران؛ ولا يقوم بأي شىء يضر بإيران”.

وتابع: “لن يستطيع الكاظمي فعل أي شىء في مواجهة إيران، ولو عدنا قليلاً إلى قرار غلق المنافذ الحدودية مع إيران، نجد الآن المنافذ مفتوحة أمام البضائع الإيرانية بلا جمارك أو ضرائب، رغم الغلق بالشكل الرسمي”.

مخاوف إميركية من تكرار سيناريو تسليم السلطة..

وحول إمكانية توجيه الإدارة الأميركية، ضربة عسكرية إلى “إيران”؛ قبل رحيل الرئيس، “دونالد ترامب”، قال “الجحيشي”: “لم يبق إلا احتمال واحد أمام الجمهورية الإيرانية، ففي اليوم الأول للخميني والذي تزامن مع توقيت التسليم بين الرئيسين الأميركيين، غيمي كارتر ورونالد ريغان، طوق المتظاهرون السفارة الأميركية في طهران، وقاموا بإقتحامها واعتقال رهائن، لذا أعتقد أن الأميركيين يخشون من تكرار مثل هذا الأمر بحق سفارتهم في العراق، لذا قاموا بتخفيض أعداد دبلوماسييهم في العراق، والأمر لا يتعلق بإطلاق الصواريخ”.

مشيرًا إلى أن: “الأميركيين يخشون تكرار الأمر السابق ذكره؛ بشأن السفارة الأميركية في بغداد، حيث تتشابه كل المعطيات الآن، وربما تريد طهران إحراج، ترامب، قبل رحيله عن البيت الأبيض”.

محاولة لإستدراج “الكاظمي”..

فيما قال المحلل السياسي العراقي، الدكتور “عبدالقادر الجميلي”: “يبدو أن هناك بعض الفصائل المسلحة تحاول أن تستدرج، الكاظمي، إلى مواجهة حتى وإن كانت كلامية، وهذا الأمر قد أثر بشكل واضح على الوضع في البلاد، حيث يجب أن تكون هناك هيبة ومكانة للحكومة العراقية في فرض الأمن”.

مضيفًا أنه من غير المعقول أن تكون داخل إطار الدولة جهات منفلته؛ وتحمل السلاح وتعمل على زعزعة الوضع الأمني وإضعاف الحكومة، وهذا الأمر يتطلب من “الكاظمي” أن يكون حازمًا وجادًا في اتخاذ القرارات الصائبة والمهمة، والتي تقضي على كل المظاهر المسلحة، ونلاحظ الآن في العاصمة، “بغداد”، فئات مسلحة، قد يكون لديها قدرات عسكرية لمجابهة الحكومة، كونهم يمتلكون سلاح خفيف ومتوسط وثقيل، وهي جماعات خارجة عن القانون أو منفلتة.

وأكد “الجميلي” أن: “الكاظمي لديه العديد من الأجهزة الأمنية، فضلاً عن وزارتي الدفاع والداخلية، حيث نلاحظ الآن انتشار أمني واسع في بغداد بالقرب من المناطق الحيوية والمؤسسات والمنطقة الخضراء بشكل عام، واليوم الشعب العراقي يفوض الكاظمي باتخاذ قرارات ضد كل من تطال يده الحكومة أو الشعب العراقي، لابد أن تنتهي تلك الحالة إلى حالة إيجابية حتى ينعم العراقيون بالأمن والسلام، لأن بغداد الآن على صفيح من نار مشتعل، وتحديدًا في الثالث من كانون ثان/يناير، ذكرى مقتل قاسم سليماني والمهندس”.

مشيرًا إلى أنه قد تكون هناك ردات فعل في تلك الأيام في “بغداد” وبعض المحافظات الأخرى، لذلك تستعد الحكومة العراقية، من الآن، بنشر القوات الأمنية بحثًا عن جهات أو تفتيش أو مداهمة للجهات التي تحاول المساس بالوضع الأمني العراقي.

الوقت غير مهيأ لاستخدام القوة العسكرية..

ولفت إلى أن: “الوقت الراهن غير مهيأ لاستخدام القوة العسكرية، من جانب الولايات المتحدة الأميركية أو حتى من قِبل القوات الموالية لإيران بالعراق، ربما تنتظر واشنطن من طهران أن تعلن براءتها من جميع الفصائل المسلحة التي استهدفت السفارة الأميركية مؤخرًا، وإن لم تُعلن طهران؛ فربما تقوم واشنطن بعمليات محدودة ضد بعض الفصائل الموالية لإيران في بغداد”.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة