هذه الفقرة المكتوبة أساساً باللغة الأنكليزية في ميثاق الأمم المتحدة , ينبغي من الآن فصاعداً أن تجري قراءتها من اليمين الى اليسار بكلّ اللغات الأوربية واللاتينية , وأن تُقرأ من اليسار الى اليمين باللغة العربية , كما أن تُقرأ من الأسفلِ الى الأعلى في اللغتين اليابانيةِ والصينيةِ ومشتقّاتهما من دولِ جنوبِ شرقِ آسيا , وما الى ذلك ايضا مع اللغات والقراءات الأخريات … إنّ فقرة ” عدم التدخّل في الشؤون الداخلية بين دول العالم ” كانت هي الفقرة الأسمى التي جرى عليها بناء ووضع الحجر الأساس لميثاق الأمم المتحده بعد الحرب العالمية الثانية , لكنه من المفارقات انّ اول من نقضَ وناقضَ هذه الماده هما الولايات المتحدة الأمريكية والأتحاد السوفيتي عند شروعهما وإنهماكهما في الحرب الباردةِ بينهما وما افرزه ذلك لإيجادِ ساحاتٍ اخرى من دولٍ وأممٍ لتنفيذ آليّةِ تلك الحرب , كما وبموازاة ذلك كان ايجاد دويلة اسرائيل في قلب المنطقة العربية هو الميدان الأوسع والأكثر سخونة لتفريغ مضامينِ الفقرة الأهم في ميثاق الأمم المتحدة . ودونما خوضٍ في التطورات الزمنية – سلباً – على التمادي والإيغال في التعامل الدولي والعلاقات الدولية ” وبما في ذلك تفكّك الأتحاد السوفيتي والفترة التي تلته الى يومنا هذا ” حتى بلغ الأمر وكأنه مطلوبٌ في الشرعية الدولية هو العمل بعكس ما تنصّ عليه ” هذه الفقرة ” وبنسبةٍ تكادُ تلامس الرقم ” مائة وثمانون درجه ” اذا لم تكن تطابقه بالكامل والمطلق , بل انّ الحقائق الجيوبوليتيكية التي نلمسها عملياً تُثبت و تُؤكّد وتُشدد بأنّ البديل النقيض لهذه ” الفقرة ” والذي يجري تنفيذه بأمتياز منذ نحو نصف قرنٍ وهو البديل الذي ينمو ويتصاعد بتنلسبٍ طردي هو : – التآمر – الدولي على الأمم والشعوب بواسطة رؤسائها وحكوماتها.. لمْ اكتشف ولمْ اكشف هنا بما هو جديد , فالجميع يلمسون ويدركون ما هو واقعٌ وملموس ” حتى ولو بنسبٍ متفاوته ” , لكنه ولأغراض المهنية الواقعية , فأنّي اُطالبُ بالغاءِ وحذفِ واجتثاثِ فقرةِ ” عدم التدخّل في الشؤون الداخلية بين الدول ” حتى من مناهج كلّيات العلوم السياسية .! , وذلك بغية ان لايجري تضليل طلبة تلكنّ الكلّيات – سفراء المستقبل – و حشو اذهانهم على اوهامٍ واباطيل