18 ديسمبر، 2024 11:44 م

ماذا تفعل الغواصة النووية في الخليج العربي..؟

ماذا تفعل الغواصة النووية في الخليج العربي..؟

تواصل الإدارة الامريكية ، تحشيداتها في منطقة الشرق الاوسط، وتحديداً في منطقة الخليج العربي،فقد سبق وأن أرسلت حاملة الطائرات، يو اس اس نيميتز، وبعدها قبل أيام طائرات البي 52 واسراب من طائرات الحماية لها، وأمس أرسلت الغواصة النووية ،ومعها سفن حربية، محمّلة بصواريخ توما هوك ،وهو (رسالة لردع إيران اذا أقدمت على حماقة ،وضربت المصالح الأمريكية وقوات الجيش)،(تصريح مسؤول في البنتاغون)،إذن ما ألذي يجري في الخليج العربي.؟،هل هو إستعراض للقوة، لمواجهة أي تحرك إيراني، ضد المصالح الامريكية،أم هو تخوّيف إيران،وإيقافها عن تهديد دول الخليج العربي،بوصفها أهم حلفائها في الشرق الاوسط،أم الإستعداد لعمل عسكري ضد إيران، قبل مغادرة الرئيس ترمب سدة الحكم، في الولايات المتحدة الامريكية،ونقصد بالعمل العسكري،هو ضرب وتدمير المفاعلات النووية الايرانية، حسب التسريبات الأمريكية في صحفها الرئيسية،ومواجهة أذرع ميليشيات إيران وأحزابها في المنطقة وتحديداً العراق،التي تقصف بالسفارة الامريكية يوميا،كل هذه الاسئلة تقلق الشارع العراقي، قبل العربي والراي العام،خاصة وإن هناك تسريبات ومعلومات وتهديدات إيرانية، على لسان المرشد الايراني، وقادة طهران من مدنيين وعسكرين،تؤكد( أنها ستنتقم لقاسم سليمان شرَّإنتقام وفي الوقت المناسب)،وربما يقصدون بالوقت المناسب، هو الذكرى الاولى لإغتيال سليماني والمهندس في حادثة المطار،هذا في وقت يراقب المحللون(السكوت المريب)، على تهديدات وقصف الفصائل الولائية للسفارة الامريكية ببغداد ،وتفجير أرتال الجيش المنسحب من العراق،ويرى المراقبون، ما يحصل داخل أمريكا، من ترقّب وتخبّط بعد الإنتخابات الرئاسية، التي لم تحسم بعد ،بين ترمب وبايدن،إضافة الى تعرّض وزارات حساسة( لسرقة معلومات عالية الخطورة والاهمية )، وتهكير واسع لمؤسسات أمريكية إستخبارية وأمنية بالغة الحساسية، متهمة ( روسيا والصين لصالح ايران)، وخاصة بعد مقتل ابو القنبلة النووية الايرانية محسن زادة ، ونائب ايمن الظواهري في شوارع طهران، وإتهمت إيران صراحة أمريكا وإسرائيل في مقتلهما،إذن هناك صراع، وحرب خفية غير معلنة،سيبرانية بين الطرفين،وما يجري من تفجيرات لمؤسسات الطاقة الكهربائية والنووية الإيرانية ،يدخل في باب إعلان حرب على طهران، ولكن يشاهد العالم كله، السكوت الايراني وتوعده بالردِّ المزّلّزل ، على إعتداءات الطيران الإسرائيلي، على ميليشيات تابعة لإيران ،وفيلق القدس الايراني داخل الاراضي السورية ،وقتل عناصرها وتدمير معسكراتها، دون أن نرى رداً واحداً لإيران، اليوم ونحن نراقب الانهيار الاقتصادي في العراق، وإستهداف مصطفى الكاظمي رئيس الوزراء ،من قبل كتل وأحزاب ولائية تابعة للمرشد الاعلى خامنئي، وتحاول خلط الاوراق عليه، ودفعه الى مواجهة الشعب، بقضية تعويم الدينارالعراقي ،ورفع سعر الدولار لإسقاط حكومته،وإفتعال أزمة بعد أخرى، وهو جزء من مواجهة أمريكا التي تدعمه، بشكل علني، بل تهّدد من يستهدفه،لهذا كان تصريح الكاظمي أمس واضحاً ومحذّراً(إماالاصلاح ،واما الفوضى وإنهيار النظام)،وهذا يأس وفشل في مواجهة مايضمره، ويعمل عليه خصومه في البرلمان، إن انهيار الدينار العراقي، قد أحدث هزة في بنية الحكومة والبرلمان معاً،وأحرج الكاظمي أمام الشعب، بعد ان أدخله خصومه في نفق إرتفاع الدولار، وإحتراق السوق العراقي، الأمر الذي أجبر الكاظمي، بإعلان إجراءات احترازية، كحلٍّ للازمة ، وهي تقليص روتب الرئاسات والبرلمان والوزراء بنسبة 40 و30 بالمائة، الكاظمي ورقة رابحة بيد الامريكان، وقنبلة بيد خصوم الأمريكان يلوحون بها ،بإفشاله ، إذا لم تنسحب أمريكا من العراق، إذن الآن اتضحت الرؤية الامريكية ، في تحشيد قواتها وإعطائهم للجيش والقوة النووية الانذار، لمواجهة إحتمال إنهيار كامل للعراق، لكي تنقذ الكاظمي، وتبرّر التدخل ثانية ،وإنهاء ماتسميّه( الفوضى في العراق )، التي تقف خلفها أذرع إيران وفصائلها الخارجة عن القانون،لاسيّما وأن الخنادق قد كشفتها، إجراءات واضحة الارض، وهي محاولة أمريكا فصل(الحشد التابع للمرجع السيستاني،عن الحشد التابع لأوامر المرشد الايراني،والذي يسمونه( حشد النجف وحشد قم)، بعد عزل ألوية وفصائل العتبة العباسية ،عن هيئة الحشد الشعبي،وإلتحاقها بوزارة الدفاع ، لفصل الخنادق بينهما،ومازال ها اللغزمحيراً وغامضاً للجميع،بكل تأكيد هناك صراع أمريكي –إيراني في العراق، يسبق عاصفة المواجهة، بين الطرفين، والدليل مايجري من صراع بين الحكومة والبرلمان،( كتل تابعة لايران تقوده)،وهذا مؤشر خطيرعلى أن العراق ذاهب الى المجهول، والإنهيارالاقتصادي بداية لهذا الامروتحذير الكاظمي دليل على ذلك ، فمَن المستفيد من إنهيار العراق، وذهابه الى المجهول،أمريكا أم إيران،أنا اقول الاثنين معاً ،هما مستفيدان من هذه الفوضى والإنهيارالسياسي والإقتصادي والأمني، لاسيمّا وأن التحالف الأمريكي والجيش العراقي، ما زال يلاحق فلول داعش التي تظهر هنا وهناك، وتهدّد مدناً غربية ، لإثبات وجودها، وهو تهديد فعلي تلوّح به أمريكا ،نحن ومن وجهة نظر شخصية، نرى أن الصراع الامريكي- الايراني-حتّمي- بطريقة أو بأخرى،وليس بالضرورة المواجهة العسكرية، وإنْ لم أستبعدها ، بعد وصول الغواصة النووية، الى الحليج العربي، التي لاتخرج خارج الاراضي الأمريكية ، إلاَّ لمواجهة خطر داهم لأمريكا، ومصالحها في الشرق الأوسط، والذي أصبح واضحاً ويهددّ الإستراتيجية الأمريكية، ومشروع أمريكا ،بإقامة مشروع الشرق الاوسط الكبير،الوضع في الخليج العربي في غاية الخطورة القصوى،لاسيمّا وإنّ دول الخليج ذاهبة الى التطبيع مع اسرائيل،وسط تهديدات إيرانية مباشرة، وعلى أمريكا ،إن كان ترمب أو بايدن فعليّها حماية هذا( الإنجاز التاريخي)، لأمريكا و
إسرائيل معاً ،وضمان السيطرة على النفط العربي، وأمن وسلامة اسرائيل، في المقابل التهدّيد الإيراني لإفشال التطبيّع ،هو من مهمة أمريكا وإسرائيل لمواجهتها ،وتحجيّم دورها الإقليمي المزعزع للامن والاستقرار، وتهديداتها التي تستخدم أذرعها وفصائلها بها، في المنطقة،نعم الأوضاع مقبلة على حدث إستثنائي وخطير، تدفع ثمنه المنطقة كلّها، وتمولّها دول الخليج، وهذا الخطر الإيراني المفترض لها ،صنعته إدارة الرئيس ترمب ،لإجبار دول الخليج والعرب على التطبيّع، وعزّزه التهديد الايراني الغبي ،وتغوّل ميليشياته في المنطقة عموماً والعراق خاصة، فقبل رحيل ترمب، لابدّ وإن يحصل حدث تخطط له إدارة ترمب، لهدفين، الأول خلط أوراق بايدن وإحراجه في الداخل الامريكي، وتأديب حكام ايران كما يقول( ترمب نفسه)،في مقابل كلّ هذا ، وصل التهديّد الإيراني ذروته، وعلى لسان قادتها ، أنها ستنتقم لإغتيال سليماني،شرَّ إنتقام ، وستردّ رداً قاسياً في الوقت المناسب، فهل إقترب الوقت المناسب، ونحن نرى التمهيّد لهذا الرّدّ، القصف المزلزل لسفارة امريكا ببغداد، بعشرين صاروخاً، هزّتْ بغداد، أعتقد الردّ سيكون بحجم حادثة وأهمية المطار، ولن تسكتْ إيران وتستغّني عن ردّها،ولكن ستدفع ثمنا باهظاً جداً، وستورّط أذرعها بالرّدّ، وستكون الأرض العراقية ساحة لهذا الّردّ الأحمق، والإشارة ما حصل من رفع صورة قاسم سليماني، وأبو مهدي المهندس، داخل أروقة البرلمان العراقي، وهي رساله للرئيس ترمب،أن لاتتورّط في مواجهة، وعليك الرحيل من العراق، فهل يستمع الرئيس، لهذه النصيحة والتهديد معاً،أم سيركب رأسه ، ويَقْدَم على حماقة أخرى ،تشبه حماقة سلفه المجرم بوش الإبن عندما غزا العراق..