يجري وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف مباحثات في بغداد اليوم الاحد تتمحور حول الاستعدادات الدولية لتوجيه ضربة الى سوريا ومصير اللاجئين لايرانيين المعارضين في بغداد والملف النووي الايراني .
فقد وصل الى بغداد اليوم وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف لاجراء مباحثات مع القادة العراقيين يتقدمهم نظيره العراقي هوشيار زيباري ورئيس الوزراء نوري المالكي تتصدرها الاستعدادت الدولية لتوجيه ضربة الى سوريا حيث يقف البلدان ضد هذا الاجراء ويدعوان الى حل سلمي للازمة فيها حيث يدعما كليهما نظام الرئيس بشار الاسد في مواجهة انتفاضة شعبية تعصف به منذ عامين ونصف العام. وستركز المباحثات على آثار الضربة المنتظرة لنظام الاسد وانعكاساتها على الاوضاع الداخلية في العراق وايران وعلى المنطقة برمتها التي تشهد صراعا مذهبيا غير مسبوق.
وقال مصدر عراقي ان مباحثات ظريف ستتناول ايضا مصير حوالي 3200 شخص من عناصر منظمة مجاهدي خلق الايرانية المعارضة المقيمين في معسكري اشرف وليبرتي في العراق حيث تتهم المنظمة السلطات في البلدين بالتنسيق في تنفيذ عمليات انتقام لعناصرها للقضاء عليهم حيث تعرض المعسكران على امتداد السنوات الثلاث الاخيرة لخمسة هجمات ادت الى مقتل حوالي 70 منهم واصابة المئات بجراح.
واشار المصدر الى ان المباحثات ستتناول كذلك الخلافات الغربية مع ايران حول ملفها النووي والذي تتوسط بغداد حوله بين الجانبين وكانت استضافت قبل اشهر مباحثات بين ممثلين عنهما على اراضيها لم تسفر عن نتائج تذكر على صعيد انهاء هذه الخلافات وانهاء هذا الملف المقلق للولايات المتحدة والدول الاوروبية. واضافة الى ذلك ستتطرق مباحثات الوزير الايراني الى العلاقات السياسية والامنية والاقتصادية بين البلدين الجارين اللذين يشتركان في حدود طويلة يصل مداها الى الف كيلومتر.
وكان المالكي طرح الاربعاء الماضي مبادرة لحل الازمة السورية تتضمن 8 نقاط لكن اي من طرفي النزاع لم يعلنا لحد الان موقفهما منها حيث تتهم المعارضة السورية السلطات العراقية بغض الطرف عن مشاركة مقاتلين عراقيين الى جانب قوت الاسد وسماحها بمرور طائرات ايرانية تحمل اسلحة ومعدات حربية لدعم نظام دمشق عسكريا.
وتأتي مياحثات ظريف في بغداد بعد يوم واحد من الاعلان عن التقاط الولايات المتحدة أمراً أصدره مسؤول إيراني إلى مقاتلين في العراق لمهاجمة المصالح الأميركية في بغداد إذا شنت واشنطن هجوما عسكريا ضد سوريا. ونقلت صحيفة “وول ستريت جورنال” الأميركية عن مسؤولين أميركيين، لم تسمهم، قولهم إن السفارة الأميركية في بغداد هدف محتمل. وأضافت أن المسؤولين لم يحددوا نطاق الأهداف المحتملة المشار إليها لكنهم اوضحوا ان الأمر الإيراني صدر عن قائد “فيلق القدس” التابع للحرس الثوري الإيراني، قاسم سليماني، وتم توجيهه إلى مجموعات شيعية مدعومة من إيران في العراق. ويقول سليماني في “رسالته” إن على المجموعات الشيعية أن تستعد للرد بقوة على أية ضربة أميركية لسوريا.
واضافت الصحيفة إن الرسالة الإيرانية التقطت في الأيام الأخيرة واوضحت انها طلبت من ميليشيات شيعية تساندها إيران في العراق أن تكون على استعداد للرد بقوة بعد أي هجوم عسكري أميركي على سوريا. كما نقلت عن المسؤولين الأميركيين قولهم ان الولايات المتحدة في حالة تأهب لإحتمال مواجهة قوارب صغيرة وسريعة تابعة للأسطول الإيراني في الخليج، لسفن حربية أميركية تتمركز هناك، كما انهم يخشون من أن يهاجم حزب الله اللبناني السفارة الأميركية في بيروت. وأضافوا ان حزب الله قد يستخدم للقيام بهمات صاروخية ضد قواعد عسكرية أميركية أو ضد حلفاء أميركا ومن بينهم إسرائيل.
ومن جهتها حثت وزارة الخارجية الاميركية المواطنين الأميركيين على تفادي السفر إلى العراق إلا للضرورة .. وجاء في التحذير أن “السفر داخل العراق ما زال محفوفاً بالمخاطر بالنظر إلى الوضع الأمني”. وقالت الوزارة إن العديد من الجماعات المتشددة، ومنها جناح القاعدة في العراق، ما زالت نشطة، وإن ”النشاط الإرهابي والعنف الطائفي مستمران في مناطق كثيرة من البلاد على مستويات غير مسبوقة منذ عام 2008″.
لكن ايران نفت اليوم التقارير الاميركية التي اتهمتها بتشجيع مجموعات عراقية على ضرب مصالح أميركية في العراق وقال المتحدث باسم ممثلية ايران لدى الامم المتحدة على رضا مير يوسفي ان ”اتهام طهران بانها شجعت مجموعات عراقية لضرب المصالح الاميركية اذا ما تعرضت سوريا الى عدوان اميركي ” لا أساس له من الصحة ويهدف الى إثارة الكونغرس لاستصدار تفويض للعمل العسكري ضد دمشق”.
وقال يوسفي “ان الاتهامات الواردة في التقرير لا أساس لها من الصحة وتهدف الى تصعيد حدة الأزمة في سوريا حيث يقصد من ورائها حمل الكونغرس الاميركي على استصدار قرار يفوض بشن حرب مدمرة أخرى في الشرق الاوسط”. وأضاف “ان الاستناد على التقارير الاستخباراتية والمنسوبة لمسؤولين أميركيين مجهولي الهوية يؤدي الى تكرار كارثة مماثلة للمأساة العراقية ” في اشارة الى الغزو الاميركي للعراق عام 2003.