منذ أن تمکن جو بايدن من حسم الامر لصالحه في انتخابات الرئاسة الامريکية، فإن الحديث يدور على أشده بخصوص العودة الامريکية المرتقبة للإتفاق النووي، لکن الذي يلفت النظام هو إن بايدن قد لوح منذ البداية بأن العودة لن تکون تلقائية ومن دون مقدمات بل إن هناك ثمة شروط وأمور يجب على النظام الايراني مراعاتها قبل ذلك ولاسيما وإن هذا النظام قد تجاوز الحدود الممکنة في الاتفاق النووي وإن عودة واشنطن لهذا الاتفاق وبالصورة التي تم التوقيع عليه في عام 2015، هو ضرب من الجنون ذلك إنه قد صار واضحا للعيان وکما دلت التجارب منذ عام 2015 ولحد الان، بأن ذلك الاتفاق لايمکن أبدا أن يتمکن من لجم وتحديد الطموحات النووية للنظام وخروقاته وإنتهاکاته المتکررة.
من دون شك إن الاتفاق النووي الذي تم عقده في أواسط تموز 2015، تبين ومن خلال الخروقات والانتهاکات المتکررة التي قام بها النظام الايراني بسببه، بأنه لم يکن ذلك الاتفاق المثالي والنموذجي الذي کان العالم يريده من أجل ضمان عدم حصول النظام الايراني على السلاح النووي، لذلك فإن هناك ثمة إتفاق ضمني بين بلدان العالم بشأن ضرورة أن لاتکون العودة الامريکية للإتفاق النووي تلقائية وأن لايتم العمل مع النظام الايراني وفق الاتفاق النووي الذي تم عقده في 2015، ذلك إن الذي رآه وشهده العالم من النظام الايراني بعد التوقيع على الاتفاق قد أکد بأن هناك حاجة ماسة لإتفاق نووي خاص، إتفاق حازم وصارم وفيه بنود واضحة لاتقبل التأويل والاجتهاد ولاتجعل للنظام أي طريق أو سبيل لإنتهاکه ولاسيما إذا ماکانت هناك رقابة مستمرة ودائمة للمواقع النووية، ومن خلال هکذا إتفاق والذي هو واحد من السبل بهذا الصدد، يمکن کبح جماح التطلعات النووية للنظام.
أما السبيل الاکثر والاقوى ضمانة والذي يمکن من خلاله حسم المسألة برمتها فهو أن يبادر العالم الى دعم نضال الشعب الايراني والمقاومة الايرانية من أجل الحرية وکبح جماح الممارسات القمعية التعسفية للنظام خصوصا وإنه معروف عن هذا النظام عدم إعترافه بحقوق الانسان وکراهيته ومعاداته للمرأة وحتى إنه قد صدر بحقه 67 قرار إدانة دولية في مجال إنتهاکات حقوق الانسان، وإن التوجه العملي الدولي لإجبار النظام على مراعاة حقوق الانسان وخصوصا من خلال إشتراط العلاقات الاقتصادية وحتى السياسية بعدم إنتهاك حقوق الانسان بل وحتى جعل ذلك بندا من بنود الاتفاق النووي الحازم نفسه، من شأنه أن يفسح مجالا وحيزا کبيرا للشعب الايراني والمقاومة الايرانية کي يواصلا النضال من أجل الحرية، وإن الذي يجب ملاحظته وأخذه بنظر الاعتبار والاهمية هو إن السيدة مريم رجوي، رئيسة الجمهورية المنتخبة من جانب المقاومة الايرانية قد أکدت ضمن برنامجها ذو العشرة نقاط والذي یعتبر بنظر المراقبين بمثابة خارطة طريق لإيران المستقبل، بأن إيران الغد ستکون خالية من الاسلحة النووية، وإن الشعب الايراني والمقاومة الايرانية لو تسنى لهما إسقاط النظام وهو أمر وارد بعد الانتفاضتين الاخيرتين، فإن المقاومة الايرانية التي ستستلم الحکم سوف تحسم هذا الموضوع نهائيا وتجعل من إيران بلد مسالم يساهم بقوة في إستتباب السلام والامن والاستقرار في المنطقة والعالم.