22 نوفمبر، 2024 11:45 م
Search
Close this search box.

ياساحر الستين

“إلى من لعب فأطرب العالم، ومات فحزن العالم..
إلى مارادونا”
——————–
سكنتْ، وبعضُ خُطاكَ ملْعَبْ وتدحْرَجَتْ فرأتْك! تلعبْ
طافتْ بها قدماك، أمّاً كنتَ تتبعُها، وأبّْ
ستون تتبعُها، مخافة أن تريحَ بها وتتعبْ
وتراوغُ الأيامَ تحسبُها ظلالَكَ حين تُحسَبْ
كانت خطاك بها الخلودَ، وأنتَ تسكبُهُ لتشربْ
حتى الكرات هناك جمرتُكَ التي جعلتك بين الناس مذهبْ
حجٌّ ستسعى دونَهُ مابين “زمزم” و”المُحصَّبْ”
******
ياساحر الستين بعضُ الحزن نافذةٌ وَمَرْكَبْ
قدماك تدفع بالفناء، وأنت دون الموت ترقبْ
مابين أرضِكَ والسماءِ توزَّعتْ، وخُطاك تسحبْ
حتى كراتُك بعضُ أنفاس الملاعب حين تُحسّبْ
وتدورُ حتى لايضيع هناك وقتُكَ حين تُطلَبْ
العمر وقتٌ ضائعٌ وصدى الصفير هناك أشيبْ
ما أنت لولاهُ سوى ظلٍّ تشرَّق ثمَّ غرَّبْ
لكنَّما أولاكَ ربُّكَ بعض أسبابٍ، فَسبَّبْ
سبحان ربِّك والعجائبُ جمَّةٌ، وخُطاكَ أعجبْ
لكن براكَ عجيبةً جعلتك في الأمثال مَضْرّبْ
يَدُكَ التي امّتدّت لتسرقَ كأسَ عالمِكَ المُذهَّبْ
حملتْ بلادَك في العيون بفضل كفِّكَ حين أذنبْ
لكنَّما أيدي سواك تمدَّدتْ فينا لتنهَبْ
بئس السياسة مغنماً لسوى حذائك لو تحزَّبْ
ولأنتَ كنتَ بها الرئيسَ، وكنتَ فارسها المُنصَّبْ
كوَّرت دولتَها، وحسبك إنَّها ليديك تُنسبْ
وحكومةً أبقيتَ حرف “الحاء” فيها حين تُكْتَبْ
أوبرلماناً كنتَ فيه أمانَ شعبِكَ لو تَرهَّبْ
كنتَ البلادَ إذا مشيتَ وإن سعيتَ فأنتَ أحْببْ
أيُّ الملوك أمام مجد حذائك المهيوب…أهيبْ؟
بل أيُّ عقلٍ دون موهبةٍ سواك، وأنت أوْهبْ
أغلقت بالخيطان كلَّ فمٍ سواهُ إذا تَعَصَّبْ
ماأصدق التأريخ يكتبُهُ حذاؤُك حين تغضبْ
يسعى لما ترك الطغاةُ على الظهور وأنت تلهبْ
وتدحرج التيجان بالأقدام، تركلُها، فتهربْ
التاريخُ وقفٌ للحذاء وليس عنه اليوم مهرَبْ
أنبيك إن الحاكمين تسلَّلوا، فرأوكَ “ثعلبْ”
إذ يغمضون عيونَ هذي الناس بالخُلُقِ المحبّبْ
وإذا خلوا، فَهُمُ شياطين الملاعب حين تُنسب
يتقاذفون الشعبَ في أقدامهم كرةً وملعبْ
ويصوّبون على مؤخرة الشعوب، وماتشعَّبْ
*****
أَحَسبْتَ موتَكَ يستطيل بمن بكاك بها وأنحبْ
وطوى بك الأيامَ والساحات في عَطَشٍ وذوّبْ
القبرٌ بعضُ دوائرٍ شتّى، تجيءُ بها… ويذهبْ
لكنَّ موتَكَ كذبةٌ وَصَدقتَ موتَكَ حين كذَّبْ
الآن بعضُك ألفُ مقبرةٍ، وكلُّكَ بعضَ غيهبْ
ومن الفجيعة أن يغيبَ هناك وجهُكَ لو تَغيَّبْ
كنتَ الحقيقةَ في المجاز، إذا نطقتَ فأنتَ مطلبْ
ولأنتَ صاحبُ قولةٍ إنَّ المُجرَّبَ لايُجرَّبْ
كنت المعلِّمَ، في اليد اليمنى حذاءٌ، وهو أَكْتَبْ
ولدى اليسار مؤدِّبٌ، لوقيل بين الناس أدَّبْ
لكنما يرثُ الحقيقة كاذبٌ فيها تقلَّبْ
أو حاسدٌ يُغضي على مافيك من مجدٍ تَلهَّبْ
ويراك أبعد ماتكون وأنت دون الظل أقربْ
حملوا تراثَك وأستوى فيك المُغَيِّبُ والمُغيَّبْ
ماشسعُ نعلِكَ إذْ همو مابين مسبعةٍ ومذئبْ
إلا كما الجبل الذي يبقى غريباً لو تغرَّبْ
*****
وأراك ترقصُ بالكرات كعاشقٍ غنى وأطربْ
وتهزُّ بالأرداف خصرّك وهو بين يديك مُتْعبْ
ويكاد نصفُكَ لوتراقص يرقصُ الكون المُحدَّبْ
وبما تكوَّرَ او تقوَّسَ او تثلَّثَ أو تكعَّبْ
أخجلت حتى الراقصات فما هززت به لتصخبْ
أكبرت رقصتك التي دارت بخصرِكَ ألفَ كوكبْ
لكنَّما دارت لتحضن بعضَ ظلِّكَ حين أعشبْ
يكفي بأنَّك غيمةٌ للان ماوسعتك مشرب
وتكاد قامتُكَ القصيرةُ تستغيثُ بمن تغلَّبْ
لكنَّما كنتَ الطويلَ، إذْ الطويلُ هناك أحدبْ
صهواتُ كل الراكضين فدى حذائك حين تركبْ
أسدٌ، وشيخ الخائفين إذا وثبتَ هناك، أرنب
*****
ياساحر الستين تطويها على عجلٍ، وتذهبْ
أنّى…وحسبُكَ أمَّةٌ
وجدتك سيِّدَها المُهذّبْ
ولئن أرتك الجوعَ تعلمُ إن فقرَكَ فيك مكسبْ
الخبزُ في وطن المجاعةِ ألفُ محمدةٍ وأثْوبْ
قدماك لا البترول أوجزتا، وغيرك فيه أطنبْ
ماكان تاجُكَ غير حب هذي الناس في الوطن المُحبَّبْ
قدماك لا التيجان أقصر دون حاملها “المهلَّبْ”
أكرمْ بما انتعلت به قدماك من حَسَبٍ تنسَّبْ
وبمن أذلَّت كل تاجٍ من تهوَّد أو تعرَّبْ
أكرمتُ نعلك أن تدوس رؤوسَهم، وتقول عقربْ
أشكوك أم أشكو إليك وحسب ظني فيك معتبْ
خشبٌ صليبُك قام “عيسى” دون قائمه ليُصلبْ
حتى التوابيت التي حضنتك كنتَ بها المُطيَّبْ
للموت رهبتُهُ فقل لي أي موتٍ فيك أغرب؟

أحدث المقالات