ان أساس بناء أي مجتمع يعتمد على البذور الصالحة وتنشئة الأطفال تنشئة سليمة لأنهم في القريب العاجل سيمثلون العنصر الأقوى في الدولة والمجتمع وهم اللبنة الأساسية لبناء الدولة المدنية,,التقدم الحضاري لأي بلد يعتمد في الأساس على تقوية بنيته التحتية المتمثلة بالموارد البشرية التي تساهم مساهمة كبيرة في إنعاش الحياة واستقرارها على مختلف الصعد الاقتصادية والاجتماعية والثقافية وان أي أعمار وازدهار بالمعنى العمراني لأي بلد لا قيمة له ما لم يصحبه وبالتوازي العمران الاجتماعي وتطوير قابليات الأفراد التي بدورها تنعكس على إنعاش الحياة وتساهم في فتح قابليات ومهارات لبناء المجتمع لذلك لا قيمة للنهوض بأي بلد عمرانيا ما لم يكن هناك نهوض في الجانب الإنساني والتنموي للقدرات البشرية واعتماد طرق تنمية متقدمة تبدأ من رياض الأطفال والمدارس ونهاية بالمؤسسات التعليمية العليا,,ان الكثير من البلدان العربية ليس لها اهتمام كبير وملحوظ بالتنمية البشرية ولا برأس المال الاجتماعي وفي العراق تكاد تكون منعدمة تماما,,وان البلدان المتطورة من الناحية العمرانية مثل الإمارات وقطر هي متطورة في العمران المادي فقط وبأيدي الشركات الأجنبية ولا نشاهد تطور قدرات وقابليات أبنائها فلم نشاهد أطباء مشهورين ولا مهندسين ولا علماء في مختلف المجالات وإنما فقط هناك شركات عملاقة تعمل في هذه البلدان وهناك مجتمع مُستهِلك بأمتياز,, لا يمكن لأي بلد ان ينهض ما لم يهتم بالعمران النفسي والاجتماعي والعلمي لأبنائه لأنه نحن لا نريد ان تكون لدينا ناطحات سحاب ويسكنها أفراد بلا علم ولا معرفة يستهلكون فقط ويشاهدون التلفاز ومباريات كرة القدم ويتبادلون الرسائل والمنشورات عبر الفيسبوك وتويتر ,,نحن بحاجة إلى أسس متنوعة لدعم الاقتصاد وتطويره فلازلنا نعتمد بالدرجة الأولى على النفط والغاز وهذا بحد ذاته ليس إنتاجا بمعنى الإنتاج في المفهوم الغربي حيث الصناعة والابتكار وتحريك اليد العاملة والقضاء على البطالة وتشغيل القطاع الخاص لذلك نلاحظ ان اقتصادنا في العراق وفي المحيط العربي يتحرك بطريقة استهلاكية وليس بطريقة إنتاجية فنحن ننتج النفط ونستورد السلع بالأموال التي حصلنا عليها من الإنتاج النفطي والتي هي أيضا بدورها أنتجتها الشركات الأجنبية الاستخراجية وهكذا ترانا ندور في حلقة استهلاكية مفرغة ,, الاقتصاد هو عصب الحياة وشريان الوطن وقلبه النابض الذي ان توقف او اصابه خلل ما أودى به في الهاوية وهو الذي يضمن للإنسان قدر كبير من السيطرة على الثروات الطبيعية والتحكم بها والاستفادة منها و التي تنعكس إيجابا على الرفاه والاستقرار المعيشي الذي يساهم بدوره على التوازن النفسي والاجتماعي ومحاربة الفقر (الموت الأكبر ) الذي ان استشرى في البلد كثُر فيه معدل الجريمة والجهل ,, الاقتصاد مقدم على كل شيء بدءا من السياسة ونهاية بالعبادة لأنه لولا الخبز لما عبد الله وهو المساهم الأول في رفد التنمية البشرية وتطوير قابليات الأفراد في العمران المادي المتمثل بتطوير البنى التحتية وإنشاء المصانع وتحريك اليد العاملة اذ لابد من وضع خطط إستراتيجية كبيرة للعجلة الاقتصادية والتي لا يمكن تحريكها وتطويرها ما لم يحصل الجانب الآخر من العمران المتمثل بتطوير قدرات ومهارات الإفراد على قدر كبير من الاهتمام لخلق جيل واعي ومتعلم يستطيع ان ينهض بالبلد ويحرك كافة قطاعاته فيحرك عجلة اقتصاد البلد ويتحرك هو من خلالها أيضا .
[email protected]