مع كتابات.. أريان صابر الداودي: على الكاتب الذكي كتابة ما لم يكتبه الآخرون

مع كتابات.. أريان صابر الداودي: على الكاتب الذكي كتابة ما لم يكتبه الآخرون

خاص: حاورته- سماح عادل

 

“آريان صابر الداودي” كاتب كردي، مواليد ١٩٨٩. ولد في طوز خورماتو ومقيم حاليا في السليمانية، وهو عضو الاتحاد العام للأدباء والكتاب في العراق. حاصل على  بكالوريوس اللغة التركية جامعة كركوك كلية التربية. ويعمل معلم جامعي.

المؤلفات..

– امرأة تحكي قصة شعب، دار أمل الجديدة سوريا. ترجم هذا الكتاب للغة الكردية من قبل المترجم هلكوت رمضان.

– تومليلت، ثلاث أيقونات قصصية، دار أمل الجديدة سوريا.

– رواية رزبست، دار أمل الجديدة سوريا.

– رواية طرق مبهمة، دار ضفاف للنشر والتوزيع، الإمارات العربية المتحدة.

– رواية سين النسوة، دار الورشة الثقافية، بغداد.

شارك بقصص في كتاب يجمع ٩٩ قاص عراقي وعربي. فازت قصته القصيرة جدا (السلام)، بالمرتبة الأولى في مسابقة غالديري الأدب التي أقيمت في المغرب العربي.

إلى الحوار:

** في رواية سين النسوة رصدت عالم الليل وكيف يتم استغلال النساء.. هل ترددت في الكتابة عن ذلك العالم أم أحببت الخوض في موضوع شائك؟

–  لا أعلم لماذا نقول عنه موضوع شائك؟، الحانات متوفرة في جل المدن الكبيرة، وإن افتقدت فهناك البدائل، ولا أود الدخول إلى عالم البدائل، أنا حسب رأيي المتواضع، على الكاتب الذكي وضع النقاط على الحروف، وكتابة ما لم يكتبه الآخرون، ولكن علينا أن ننصف الكاتب أيضاً، هذه المواضع ربما تكون غير مقبولة عند مجموعة، ومقبولة عند الآخرين، لا بهم، المهم الكاتب يسعى إلى إيصال رسالته، فالرسالة الأدبية تختلف تماماً عن الجنس. على الكاتب أن يكون جريئاً بعض الأحيان، إنصافاً بهذه الفتيات اللاتي دخلن هذه الأمكنة..

** في رواية سين النسوة بينت أن الذكور يسعون إلى اقتناص اللذة لكنك مع ذلك صورت شخصيات الفتيات اللاتي يبعن أجسادهن وكأنهن شريرات.. في رأيك ما هي أسباب وجود مهنة بيع الجسد. وهل هي مسؤولية مجتمع وظروف اقتصادية واجتماعية وسياسية مأزومة أم نتيجة لسعي الذكور لإشباع غرائزهم، أو نتيجة لوجود نساء سيئات الخلق؟

– لا دخان بلا نار، طالما فكرت بتلك النساء، سألت نفسي مراراً وتكراراً، أليس من حق كل أنثى أن تعيش مع رجل واحد، يؤمن لها السكن، الأمان، الطمأنينة، والحب… ولكن لماذا دخلت كل هذه الحمامات الرقيقة إلى مكان تسمى بالحانة؟، سؤال يطرح نفسه، لاريب في ذلك، لكل واحدة منهن قصة، قصة لا يفهمها أحد، ولا يشعر بها إلا صاحبها… وبعض الرجال، بدلاً عن مساعدتهن… استخدموهن كما العبيدات، من أجل شهواتهم، وهذا ما يزيد الطين بلة.

** في رواية سين النسوة رسمت شخصية البطلة فتاة ترفض بقوة بيع جسدها أو الانجرار إلى ذلك العالم، هل هذا يعني أن الفتاة التي انجرت لذلك العالم تكون منتهية لأنها فقدت مبرر وجودها كإنسانة.. ولابد وأن تموت أو تعاقب كما كنا نرى في الأفلام العربية القديمة؟

– لا أعلم بالضبط، بكل تأكيد العوامل النفسية تختلف شخص إلى آخر، ولكن كما ذكرت، لابد من وجود سبب، والكل يشترك في هذه اللعبة الخاسرة، من الحكومة إلى سائق التاكسي الذي ذكرته في الرواية، لم أود في هذه الرواية الخوض في عوالم القبح، ولكن… هن بحاجة إلى طبيب نفسي، وعلاج هذا المرض ليس هيناً.

** هل تناول كاتب عراقي آخر هذا الموضوع الشائك في رواية قبلك؟

– لا أعلم صراحة، لم يسبق أن أقرأ رواية عراقية تهتم بالحانات، قلت لا أعلم، ولم أقرأ…

** ما تقييمك لحال الثقافة في العراق وهل يمكن الحديث عن نهضة ثقافية؟

– الثقافة العراقية كانت ومازلت، تنتج العديد من المبدعين، ولكن بعد أحداث ٢٠٠٣، كثرت الأقلام، تحررت الأوراق التي كانت مدفونة خوفاً من نظام الحكم ورجال السلطة آنذاك، التحول الذي حدث بعد دخول القوات الأمريكية وإلى يومنا هذا، يضعنا أمام طريق مقفل والآخر مفتوح، فالأول هو كثرة الكتب التي طبعت، وأقصد بتلك التي لم تمر بفلتر، تؤثر سلباً على الثقافة، والطريق الثاني، هو التحرر من الخوف، وكتابة ما يحلو لصاحب القلم، ولكن… في النهاية لا يصح إلا الصحيح.

** ترجم كتاب “امرأة تحكي قصة شعب” إلى اللغة الكردية احكي لنا عنه، ولما سعيت لترجمته إلى اللغة الكردية؟

– امرأة تحكي قصة شعب، ترجمه هلكوت رمضان، لم أكن على علم، حتى وصلتني نسختي، هذا الكتاب، أو بالأحرى إنها قصة واحدة، تحكي عن إبادة الكورد، هو الكتاب الذي عرفني على الكثير من الأصدقاء في الكثير من البلدان العربية، بحكم مشاركة الكتاب في المعارض الدولية، وعندما ترجم للكوردية، تم الإعلان عنه في بعض المواقع الكوردية.

** حدثنا عن روايتي رزبست وطرق مبهمة؟

– لا أود الحديث عن أي كتاب لم يقرأه غيري، هكذا أنا، أريد القارئ البحث عنهما، والدخول في عوالمهما، فالقارئ يود المتعة، ولا أود إفساد متعته.

** هل في رأيك النقد يواكب غزارة الإنتاج الأدبي؟

– أنا شخصياً أكتب للقارئ، لا للناقد، ففي الواقع الناقد هو قارئ قبل أن يكون ناقداً… ولكن إن كان النقد يواكب أو لا… أعتقد أن الأمر يعتمد على العلاقات الشخصية، وهذا واقع، لا يمكننا نكرانه، العلاقات الشخصية وأحياناً… بعض النقاد يطلبون مبلغاً من المال مقابل الكتابة عن رواية ما، صدقوني لا أقول هذا عبثاً، أنا جاد… ولكن، هذا لا يعني أننا أمام كارثة، فهناك نقاد يحاولون، يواصلون المسيرة، ويتواصلون لنقل كل جديد من الكاتب إلى القارئ… هؤلاء قلة، قلة قليلة، ولكن بمثابة جبل أمام التلال التي تحدثت عنهم قبل قليل.

** ما رأيك في حال النشر في العراق، وهل هناك دعم للكاتب في بداية طريقه؟

– دور النشر أصبحت (دكاكين)، محلات تجارية، يطبعون في مطابع خارج البلاد، ربما إيران، نسبة للفائدة، لا يهم المقصد أنهم يتاجرون بتعب الكاتب، يسلم الكاتب كافة المصاريف المتفقة عليها، وبعد الطبع، يأخذ صاحب الدار نسبة من الكتب، يبع، ينشر، يهدي، فهو حر، وهكذا… لم يبق أمام الكاتب إلا الفرحة؛ لأن منجزه سيصل إلى أكثر عدد من القراء… مصيبة.

** في رأيك هل لابد أن يعبر الأدب عن مجتمعه وقضاياه؟

– إن لم يعبر الأدب من سيعبر؟… حمل القلم أمانة، على الكاتب أن يهتم بقضايا مجتمعه، فكل قضية عبارة عن عشرات المجلدات، لو اهتم كل أديب بمعالجة مشكلة، لكنا الآن في حال أفضل، وعقول واعية، وشعوب تستطيع أن تقول كلمتها… لكن نحن، أمة ميتة، رحم الله من أيقظها.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة