قال الخامنئي بمناسبة مرور عام على اغتيال الارهابي الدولي قاسم سليماني ” ان قاتل سليماني والآمر بقتله، يجب الإنتقام منهما، فهذا الإنتقام ما يزال في مكانه. على القاتل والآمر بالقتل ان يعلما بأنه سيتم الإنتقام منهما في الوقت المناسب. الصفعة الأقوى ستكون بإخراج بإخراج امريكا من المنطقة”.
وفي تغريدة لاحقة للمرشد الإيراني قال فيها” يجب على من أمر ونفذ إغتيال الفريق قاسم سليماني دفع الثمن، وسيكون هذا الإنتقام حتميا في اية فرصة متاحة. ان حذاء سليماني أشرف من رأس قاتله”.
بالطبع لغة الأحذية التي استخدمها الخامنئي تعبر عن افلاس ديني واخلاقي، فهذا الكلام اشبه من يقول له ان حذاء ترامب يشرف عمامتك. الحقيقة ان خرج الحذاء من فم الخامنئي يعبر عن الفشل والإحباط الذي يعاني منه المرشد، وربما ستخرج أحذية أخرى من فمه خلال الأيام القادمة وهو على موعد قريب ملك الموت، ليسلمة الى خازن النار، فمرضه بلغ أشده، اللهم لا شمانة، ولكنه دمر العراق ولبنان وسوريا واليمن مع ذيوله العرب!
مهما كان الأمر الكلام لا جدوى منه ما لم يرافقه او يلحقه فعل. هل تتذكروا قول نزار قباني” كلامنا المثقوب كالأحذية القديمة، ومفردات العهر والهجاء والشتيمة”؟ ها هو منطق الخامنئي.
هذا التصريح كما يبدو ان المرشد يخاطب فيه ذيوله في العراق وسوريا ولبنان واليمن ان كفوا عن الإلحاح بسؤالنا متى ننتقم من قتلة سليماني، سننتقم في الزمان والمكان المناسبين، كفوا عن إزعاجنا رجاءا!! انكم تدوسون على جراحنا من حيث لا تعلمون، وتنبهون العالم على فضيحة سكوتنا عن هذا الموضوع، وكذلك الصفعات الشديدة التي نتلقاها اسبوعيا من اسرائيل على قواتنا في سوريا.
ويضيف الخامنئي بنفس المناسبة بأن الإنتقام لمقتل سليماني ” يستدعي همة شعوب المنطقة، وسياسة المقاومة وتنفيذها”. لقد أوكل جهة الإنتقام الى شعوب المنطقة التي عانت الويل من نشاطات سيد الإرهاب المقبور سليماني، كان من الأحرى ان تصاغ العبارة كالتالي( ذيولنا في المنطقة) وليس ( شعوب المنطقة)، لأنه لا علاقة لشعوب المنطقة بسليماني.
كالعادة فالنظام الإيراني يستخدم نفس التكتيك في نشاطاته الإرهابية، فعلى النظام القول، وعلى الذيول الفعل، فدماء الشعب الإيراني غاليه الثمن، ودماء عبيده العرب، ليست رخيصة الثمن فحسب، بل لا قيمة لها، وهي فعلا لا قيمة لها، فهم عملاء وجواسيس. وهذا يذكرنا بقول نزار قباني ” العنتريات التي ما قتلت ذبابة”.
واستطرد الخامنئي بالقول” ان رفع العقوبات عن ايران بيد الأعداء، لكن إفشالها في يدنا. انا لا اقول اننا لا نسعى الى رفع العقوبات، ولكن ان استطعنا رفعها، فيجب عدم التأخير، حتى ولو ساعة واحدة”.
لاحظوا ان المرشد الذي (يستعجل ميل الساعة على قول المطربة العراقية مي أكرم) وروحاني وقادة الحرس الثوري تناسوا تصريحاتهم السابقة بأن العقوبات الامريكية لم تؤثر على ايران، بل تباهوا بأن ناتجهم القومي افضل من المانيا بسبب الحصار الامريكي. وتناسوا توسلهم بصندوق النقد الدولي للحصول على قرض، ونسوا تهالك عملتهم الوطنية، ونسبة الفقر الذي تجاوز 40% من نسبة السكان، والبطالة والتضخم في الأسعار، والعجز بالميزانية. بل البعض من قادة النظام اعتبروا ان العقوبات أفادت بلادهم لأنهم عملوا على تنمية قدراتهم الذاتية، وتحقيق الإكتفاء الذاتي في انتاجهم الوطني، مع ان فرحتهم برفض تمديد الحظر الأممي على تصدير واستيراد المعدات الحربية في مجلس الأمن كانت كبيرة، واعتبروا فشل المشروع الامريكي انتصارا ماحقا، شيء ما يشبه شيء.
الحقيقة ان الرد الايراني على مقتل سليماني تم عبر ذيوله في اليمن، الذين هاجموا سفينة نفط مدنية في جدة، كذلك عبر عملية (مدجنة) في جنوب لبنان، زلزلت أمن إسرائيل، وجعلتها تهتز كالسعفة أمام رياح عتيدة وقوية، فقد هربت دجاجة من احد الأطفال في جنوب لبنان، واجتازت السياج الفاصل بين الحدود اللبنانية ـ الإسرائيلية، فقامت قوى من حرس الحدود الإسرائيلي باطلاق رصاص في الهواء لإبعاد الطفل اللبناني عن السياج. فقام محور المقامة بالرد السريع على العملية ببث أغنية ثورية تقول” عدنا جاجه جنوبية، راحت تعمل عملية، باضت بإسرائيل، وعملت هزة أرضيه”.
كما تلاحظون ان محور المقاومة بالمرصاد لأي عدوان اسرائيلي على جنوب لبنان، فالمحور يرد بزلزال غنائي على أي عدوان اسرائيلي، بل يمكن القول، حتى الدجاج اللبناني صار يضم فصيلا مسسلحا يرتبط بمحور المقاومة الإسلامية. فالويل لإسرائيل منا ومن دجاجنا المقاتل.
فعلا شرٌ البلية ما يُضحك!