22 نوفمبر، 2024 10:40 م
Search
Close this search box.

عندما يصبح الدواء داءا

عندما يصبح الدواء داءا

لم يبادر النظام الايراني على الاقدام على الشروع في عمليته الارهابية التي قادها وأشرف عليها الدبلوماسي الارهابي أسدالله أسدي والتي کانت تستهدف تفجير مکان التجمع السنوي للمقاومة الايرانية في باريس عام 2018، إلا بعد أن وجد بأن التجمعات السنوية للمقاومة الايرانية تترك آثارا وتداعيات کثيرة ومختلفة على الشعب الايرانية بل وإن تحرکات ونشاطات المقاومة الايرانية وعلى مختلف الاصعدة لقت وتلقى تناغما وتجاوبا وصدى من الداخل الايراني ولذلك فإن عملية أسدي بتفجير تجمع يضم 100 من الحضور وتتقدمهم زعيمة المعارضة الايرانية السيدة مريم رجوي بحد ذاتها، کانت فکرة شيطانية ولاسيما وإنها کانت تبتغي خلط الاوراق ودفع فرنسا تحديدا والغرب عموما للتصور بأن المقاومة الايرانية ومجاهدي خلق هي من قامت بتلك العملية الارهابية المروعة من أجل لفت الانظار إليها ولذلك لابد ليس من وضع حد لها فقط وإنما حتى إعادتها الى قائمة الارهاب!
عملية أسدي”فيما لو کتب لها النجاح” کانت بمثابة الدواء الفعال لواحدة من أخطر القضايا المزمنة القاتلة التي يعاني منها النظام الايراني، لکنها وبعد إفتضاحها وجرجرة أسدي وعصابته الارهابي للمثول أمام المحکمة في وينتروب ببلجيکا، فإن ماکان النظام ينتظر أن يصبح دوائا له إنقلب دائا يمکن أن يکون له الکثير من الآثار والمضاعفات السلبية التي لايمکن تحديدها بسهولة، ومن الخطأ التصور بأن النظام لم يبادر لعمليات المناورة وألعابه المتباينة من أجل التأثير على ملف أسدي وحتى إنه وقبل محاکمته فقد بادر النظام الايراني وبصورة مفاجأة الى إصدار حکم الاعدام بحق طبيب إيراني ـ سويدي کانت قد إعتقلته سابقا وذلك من أجل التأثير على الموضوع وإمکانية إجراء المساومة من خلاله على قضية أسدي، لکن الذي لفت النظر إن أحدا لم يهتم لابهذه اللعبة ولابتلك التهديدات التي أطلقها أسدي بوجه محققيه بشأن الاقدام على عمليات إرهابية في بلجيا وأوربا في حال إدانته من جانب أذرع النظام في بلدان المنطقة والنظام نفسه.
يوم 22 يناير2021، سيکون يوما غير عاديا للنظام الايراني، لأنه ستصدر فيه المحکمة البلجيکية أحکامها بحق أسدي وعصابته الارهابية، وبطبيعة الحال فإن هذا الحکم سيکون له الکثير من التأثير على النظام الايراني لأنه وکما هو متوقع فإن جرى بسياق تم خلاله إداة أسدي وزمرته والحکم عليهم، فإن ذلك بقدر ماسيکون صفعة وإنتکاسة کبيرة جدا للنظام وسيعاني من جرائها کثيرا فإنه سيکون في نفس الوقت أيضا بمثابة نصر سياسي جديد للمقاومة الايرانية ولمجاهدي خلق ويضاعف من عزمها وقوتها في المضي قدما بنضالها ضد النظام ومايعني ذلك بالضرورة القهرية من التأثير القوي على الشعب الايراني لمضاعفة النضال ضد النظام من أجل الحرية.

أحدث المقالات