بحث وزير الدفاع العراقي سعدون الدليمي في طهران مع ممثل خامنئي أمين المجلس الاعلى للامن القومي علي شمخاني التنسيق والتعاون بين البلدين لمواجهة التدخل الاجنبي في المنطقة ومحاولات زعزعة امنها واستقرارها .. وتعزيز التعاون بين البلدين على المستوى الاستراتيجي في جميع المجالات.
العراق وايران في خندق واحد
وقال الاميرال علي شمخاني ممثل المرشد الاعلى الايراني علي خامنئي أمين المجلس الاعلى للامن القومي خلال اجتماعه مع وزير الدفاع العراقي سعدون الدليمي الليلة الماضية ان العراق وايران هما ”اليوم في خندق واحد وباستطاعتهما من خلال مساعدة احدهما للآخراتخاذ خطوات لحل المشاكل الاقليمية والدولية”.
واشار شمخاني الى التطورات على الساحة الاقليمية معتبرا “انتشار الارهاب وانعدام الامن يندرج في اطار ضمان مصالح نظام الهيمنة والكيان الصهيوني” .. مشددا على ضرورة اتحاد دول وشعوب المنطقة لمواجهة زعزعة الاستقرار وتدخل الاجانب بحسب قوله.
وقال “نعتبر اثبات منطقية واعتدال مواقف ايران ليست بحاجة الى جهود استثنائية لان ممارسات وتصريحات حكام الكيان الصهيوني المتطرفين تسهل من فهم مواقف ايران المنطقية” كما نقلت عنه وسائل اعلام محلية. ودان الاعمال الارهابية التي تستهدف المواطنين العراقيين والزوار .. معربا عن ”تقديره لاجراءات الحكومة والشعب العراقي في متابعة ترحيل اعضاء زمرة المنافقين الارهابية” في اشارة الى منظمة مجاهدي خلق الايرانية المعارضة التي يتواجد حوالي 3200 من عناصرها في مخيم الحرية ليبرتي بالقرب من مطار بغداد الدولي وتصر الحكومة العراقية على ترحيلهم من اراضيها الى بلدان ثالثة بعد 23 عاما من استضافة الرئس العراقي السابق صدام حسين لهم في بلاده خلال حربها مع ايران بين عامي 1980 و1988 .
واعتبر شمخاني ان التعاون العراقي الايراني من اجل تطوير الخدمات العامة وتقوية البنى الاقتصادية التحتية فيهما امر مهم .. وأكد ان ايران حكومة وشعبا على استعداد لتوسيع التعاون على المستوى الاستراتيجي مع العراق في جميع المجالات.
من جانبه اشار وزير الدفاع العراقي سعدون الدليمي الى وجود الثقافة والحضارة المشتركة بين الشعبين العراق الايراني ودعا الى الاستفادة من تجارب ايران في مختلف المجالات ومن بينها البناء والتصدي لانعدام الامن. وحذر من ان الدول التي تشعل الحروب في العراق وباقي الدول لن تكون في مأمن من نيرانها.
تعاون عراقي ايراني للتوصل الى نظام امني اقليمي
وقبل ذلك بحث الدليمي في طهران مع اسحاق جهانغيري النائب الاول للشؤون العسكرية للرئيس الايراني حسن روحاني تطوير العلاقات بين البلدين والتطورات في المنطقة وخاصة ما يتعلق منها بالازمة السورية. واكد المسؤول الايراني ضرورة الارتقاء بمستوى التعاون بين العراق وايران في مختلف المجالات وقال ان “البلدين قادرين على تأدية دور مهم في التطورات الاقليمية واحلال الامن والاستقرار في المنطقة”.
كما اجرى الدليمي الثلاثاء مباحثات مع وزير الدفاع واسناد القوات المسلحة الايراني العميد حسن دهقان الذي شدد على ان “الإستقرار والأمن بالمنطقة يتحقق من خلال مفهوم الأمن الشامل وليس بالأمن المستورد من دول اجنبية تسعى إلى تمرير مصالحها”. واكد دهقان استعداد بلاده لتجهيز ودعم الجيش العراقي وقال “ان العراق المستقل والموحد والقوي والآمن ضمان لأمن المنطقة ويمهد لتطور هذا البلد”.
واكد الوزيران اهمية تعزيز وتوسيع نطاق التعاون الدفاعي المشترك بين البلدين. واعلن الوزير الايراني استعداد بلاده تزويد وتعزيز قدرات الجيش العراقي مشددا على ان طهران ترى العراق الموحد والمنسجم و المستقل صمام امان للمنطقة وارضية تمهد لتطورالبلاد.
يذكر العراق وإيران وقعا عام 2012 على مذكرة تفاهم تنص على التعاون في المجال العسكري الذي يشمل تبادل المعلومات والتكنولوجيا العسكرية والتدريب .. اضافة الى تبادل المعلومـــات الاستخباراتية والتكنولوجيا العسكرية والتدريب والتأهيل وغيرها.
ووصل الدليمي الى طهران الاحد الماضي في زيارة رسمية على رأس وفد عسكري رفيع يضم رئيس الاركان بابكر زيباري وقادة القوات البرية والجوية والبحرية تلبية لدعوة من وزير الدفاع واسناد القوات المسلحة الايراني العميد حسين دهقان .
مباحثات للتنسيق الامني وحفظ الحدود المشتركة
ومن المقرر ان يواصل وزير الدفاع العراقي مباحثاته في طهران حيث سيلتقي في وقت لاحق مع رئيس مجلس الشورى الاسلامي كما سيزور معرض القدرات والصناعات الدفاعية الايرانية ليطلع عن كثب على التقدم الذي حققه الخبراء الايرانيون في هذا المجال.
وتتناول مباحثات المسؤول العراقي في طهران التنسيق الامني بين البلدين وحفظ الحدود المشتركة التي تمتد على طول الف كيلومتر اضافة الى جملة من القضايا الثنائية والاقليمية والدولية وفي مقدمتها التنسيق والتعاون العسكري بين البلدين لمكافحة الارهاب والموقف من الازمة السورية وتداعياتها على اوضاع البلدين اللذين يؤيدان النظام السوري في مواجهة انتفاضة شعبية تحولت الى مسلحة منذ ربيع عام 2011 راح ضحيتها حوالي 120 الف قتيل سوري ونزوح حوالي 6 ملايين آخرين الى داخل البلاد وخارجها.
ويشعر العراق وايران بخطورة تداعيات الازمة السورية على امنهما القومي حيث قالت الولايات المتحدة في السادس من الشهر الحالي انها التقطت أمراً أصدره مسؤول إيراني إلى مقاتلين في العراق لمهاجمة المصالح الأميركية في بغداد إذا شنت واشنطن هجوما عسكريا ضد سوريا. ونقلت صحيفة ”وول ستريت جورنال” الأميركية عن مسؤولين أميركيين، لم تسمهم، قولهم إن السفارة الأميركية في بغداد هدف محتمل. وأضافت أن المسؤولين لم يحددوا نطاق الأهداف المحتملة المشار إليها لكنهم اوضحوا ان الأمر الإيراني صدر عن قائد “فيلق القدس” التابع للحرس الثوري الإيراني، قاسم سليماني، وتم توجيهه إلى مجموعات شيعية مدعومة من إيران في العراق. ويقول سليماني في ”رسالته” إن على المجموعات الشيعية أن تستعد للرد بقوة على أية ضربة أميركية لسوريا.