كأنَّ هنالك اخبارٌ ما ليست للتداول .! لكن كيف ولماذا ؟ فهذا ما لا إجابةَ عليه , لغاية الآن .!
لمْ يُرى في وسائل الإعلام العربية ” على الأقل ” عن نشر او اعادة نشر ما ذكرته صحيفة ” بيلد ام سونتاغ ” الألمانية عن حديث او تصريح السيد ” ولفغانغ شوبل ” المكلّف بأدارة الملف الدبلوماسي في فريق المرشّح الجديد لمستشارية المانيا كبديلٍ ” لأنجيلا ميركل ” , بأنّ المانيا سوف تشارك في حملة عسكرية ضد العراق بوجود تفويض من الأمم المتحدة بهذا الشأن .!
كيف بلغت الأمور ووصلت الى هذا الحد ونحن لا ندري , ولا وزارة الخارجية ولا الرئاسات الثلاث علّقت على ذلك .! , هل نحن على مسافةٍ قصيرة من ابواب احتلالٍ او تحريرٍ للعراق , او كليهما .! , ما هي خلفيات ذلك , وكيف جرى ترتيب الأوراق وبتسلسلٍ مجهول ليبلغ الأمر التهيئة المسبقة لمحاولة استصدار قرارٍ من الأمم المتحدة بشنّ حملة عسكرية لتغيير الوضع في العراق .! , هل الأمر جرى حسمه مسبقاً وسرّاً بين واشنطن ولندن وباريس ” على الأقل ” , ودون أن يتسرّب الى وسائل الإعلام .. لا ريب أنّ المسألة غير قابلة للهضم فكرياً ونفسياً على صعيد العراق , لكن تصريح ” ولفغانغ شوبل ” لايمكن ان يكون عبثاً لولا أنْ وصلت القضية او العملية مرحلةً متقدّمة مهما ما تحيطها من اسلاك الإبهام الشائكة , ولعلّ التحشّد الأمريكي وال B 52 وسحب نصف الدبلوماسيين من السفارة الأمريكية في بغداد , بالإضافة الى حالة الإستنفار والتأهب العسكري الأمريكي في اجواء العراق , قد يخفّف نسبياً من نسبة ذلك الإبهام .!
الخبر الآخر في ميدان او ساحة الغرابة العراقية , هو ما تناولته وتداولته بعض الصحف العربية ” ودونما اشارةٍ ملحوظةٍ من عموم الصحافة العراقية ! ” هو أنّ بعض قيادات احزاب الإسلام السياسي ” والتي نخجل بتسميتها بالشيعية ” , وازاء الموقف المتقاطع والمتضاد للتظاهرات الجماهيرية منها , فقد بدأت تلكم القيادات بإقامة غزلٍ وتقرّب مع اطرافٍ وجهاتٍ ” سنّية” عِبرَ محاولة استصدار عفوٍ خاص لنائب رئيس الجمهورية السابق في زمن المالكي ” طارق الهاشمي ” واعادته الى العملية السياسية ,وذلك بغية اقامة تحالفٍ جديد مع هذه الأطراف السنيّة لمحاولةٍ عابثة لنيل الفوز المفترض في الأنتخابات المقبلة , وفقَ تلك الأخبار المنشورة , والواقع أنّ قضية الهاشمي يشوبها الإبهام من اكثر من زاوية , فقد صدر أمرٌ بإلقاء القبض عليه وهو في الطائرة مغادراً مطار بغداد الى اقليم كردستان ” ولم يجرِ ذلك قبل وصوله الى المطار ! ” , ومن ثمّ صدر بحقّه قرار قضائي بالحكم بالإعدام بتهمة ممارسة الأرهاب , وقد جرى اغتيال شقيقه وشقيقته قبل ذلك , وكان طارق الهاشمي رئيساً للحزب الأسلامي الذي يمثّل احدى واجهة ” الأخوان المسلمين ” التي يرفضها الشارع العراقي , ثمّ استقال من رئاسة هذا الحزب وأسّس ” حركة تجديد ” بعد انضمامه لحركة اياد علاوي , وبغضّ النظر عن هذه الجزئيات المملة فأنّ مثل هذه التحالفات المفترضة لا تشكّل قيمةً فعلية في الأنتخابات المقبلة , والتي يسود الأعتقاد في دقّتها اوحتى في اقامتها في موعدها في شهر حزيران المقبل من السنة الجديدة .!
خبرٌ آخرٌ نكتفي به هنا ولو مؤقّتاً , ويتعلّق بمغزى قيام احدى الفصائل المسلحة ” وبأسمٍ جديدٍ على الساحة ” بوضع عبوتين ناسفتين أمام او تحتَ رتلٍ من المركبات الأمريكية المنسحبة من العراق في طريقها الى الكويت , ولعلّ الغرابة المفترضة في هذا الأمر , أنّ هذا التفجير المحدود قد جاء بعد هدنةٍ طويلةٍ نسبياً , وسيّما منذ او بعد التأكّد من كسب ” جو بايدن ” لأصوات الفوز في الرئاسة , وما يفرضه ذلك من متطلبات التهدئة .
لا شكّ أنّ التفجير الأخير الذي طال احدى عجلات الرتل الأمريكي , له حساباتٌ ما من الفصيل الذي تولّى المهمة , لكنه من الزاوية الإعلامية وأمام الرأي العام بدا وكأنّه ” رسالة من تحت الماء ” , ولا علاقة بها بالراحلين عبد الحليم حافظ ونزار قباني , وتصعب التصورات مبكّراً اذا ما ومتى قد تظهر او تطفو تلك الرسالة فوق سطح الماء .!