17 نوفمبر، 2024 3:43 م
Search
Close this search box.

عن مهمات البحث العلمى فى التحولات المجتمعيه

عن مهمات البحث العلمى فى التحولات المجتمعيه

لا يقتصر البحث العلمى على دراسة المجتمع ورصد القوى المؤثره فى التغيرات الاجتماعيه وانما يقوم ايضا بالاشاره الى التوقعات المحتمله والاتجاهات التى يمكن تأخذ مسارات لها تاثيرا كبيرا فى التغيرات التى سوف تحصل وما فاعليتها فى تغير البنيه المجتمعيه, انها بنفس الوقت يمكن ان تتطور فى تقديم تنبؤ عن نوعية النظام المجتمعى. ان نوعية مثل هذه البحوث يمكن ان يكون لها تاثيرا كبيرا فى خلق وعى اجتماعى لدى المواطنين ان يكونوا اكثرا ارتباطا بالعمليات المجتمعيه فى امكانية خلق وعى مجتمعى نقدى الذى يتجاوز الكسل واللامبالاة والاستسلام للامر الواقع.
ان النظام المحاصصى الذى زرعته قوات الاحتلال عام 2003 والجماعات التى تسلمت قيادة البلد, اثبت ليس فقط عجزها ولصوصيتها وانما ايضا تعمل بشكل عصابات اجراميه مافيويه تقاسمت السلطات فيما بينها وشرعت القوانين بما يتفق مع مصالحم ورغباتهم وما يؤمن لهم الاستمرار فى السلطه, وليس هذا فحسب وانما ايضا ارتباطاتها بمختلف المخابرات الدوليه وولائها اليها, وهم لايخجلوا من ذلك بان ولائهم لبعض الدول المجاوره والاجنبيه. لقد نشط الاف من المواطنين الغيورين على شعبهم ووطنهم, وعددا من المثقفين فى محتلف المناسبات, مستخدمين وسائل التواصل الاجتماعى وبعض محطات التلفزيون العراقيه والعربيه والعالميه لفضح النظام بشكل عام , مؤسساته واحزابه ورؤساء الكتل القوميه والطائفيه. ان تفاعل الشباب من مختلف التخصصات, والعاطلين عن العمل والمهمشين قد ادركوا من خلال تفاعلهم اليومى بالاوضاع المزريه, الماديه وغير الماديه والتراجع الرهيب فى كل مجالات الحياة , تحركوا ونهضوا مطالبين بالحقوق المشروعه, وهذا الوعى قد تجاوز المطالبه بتوفير فرص عمل وتحسين الاوضاع المعيشيه الى المطالبه بـ ” الوطن” الذى سرق منهم وانتهت كرامته وكرامة شعبه. ان الحراك الشعبىى, الانتفاضه, الثوره مستمره رغم اصرار العتاة والمجرمين فى التمسك بالسلط. انها مسألة فترة من الزمن وسوف ينتصر الثوار ويعيدوا الوطن لاصحابه ويعود مجرى الحياة بما يفرضه العقل والمنطق. ان المواطن العراقى فى الشمال والجنوب, فى الشرق والغرب له القدره على توصيف الاوضاع فى العراق وما يجب عمله للتحلص من هذه السرطانات التى استلمت السلطه فى غفلة من الزمن. لقد حصلت احداث جسام منذ سقوط الملكيه وتكوين الجمهوريه العراقيه, صراعات رهيبه بين القوى السياسيه التى قادت الى انقلابات متتاليه, رافقتها عنف وارهاب وقتل وتصفيات لذوى الراى الاخر, انقلاب البعثيين والقومين على الزعيم عبد الكريم قاسم, ثم قادت الى انقلاب القوميين على حلفائهم من البعثيين, الا ان البعثيين لم يهدوا وانما قاموا بعدة مجاولات انتهت اخيرا بانقلاب 17-7- 1968 حيث, كالعاده بالتحالف مع كبار العسكريين وبالتالى بعد نجاح الانقلاب التخلص منهم. ويدخل العراق والعراقيين مرحلة جديده من حكم حزب القوميه والحريه والاشتراكيه . برزت منذ البدايىه خطان, اتجاهات للحكم واستطاع السيد النائب ان يضع بصماته على الحكم والدوله والسياسه والمجتمع منذ البدايه يدعمه فى ذلك اجهزة امنيه ومخابراتيه وحمايات وقوات خاصه متنوعه. واخيرحصل ما كان متوقعا حيث اشتطاع السيد النائب ان يكون رئيسا, وبعد بضعة سنين من التنميه يقود العراق وشعبه الى حرب الخليج الاولى التى دامت 8 سنوات وبعد فترة قصيره يامر القوات المسلحه العراقيه باحتلال الكويت. لقد ترتب على هذه المغامره عواقب وخيمه انتهت بتدمير القوات المسلحه العراقيه واتفاقية صفوان ثم الحصار على الشعب العراقى الذى استمر 13 عاما. ان سيطرة “البعثيين” على الدولة والمجتمع وبشكل خاص منذ 1979 وانفراد الرئيس صدام حسين بالحكم فرض نظام دكتاتوريا شاملا واستخدم منذ البدايه القتل والارهاب والابعاد وقتل المئات لمجرد نكته او نقد بسيط بالاعدام واستباح كرامة الشعب ووضع نفسه فوق القوانين والاعراف والمثل والاخلاق. نحن عشنا مفردات النظام, تعسفه واساليبه بمفرداتها اليوميه, ولم نقوى ان نقدم شيءا. الا اننا بحكم انتمائنا الى هذا الوطن وبحكم كوننا باحثين متخصصين ونمتلك الوعى علينا , بعد توفر هذا الفضاء من الحريه بالاضافة الى توفر مختلف المجالات, ان نرعى اهتماما بالغا بفترة 1968 – 2003 ونعيرها اهمية كبيره فى البحوث والنشاطات الاكاديميه والتدريسيه. ان جيل الشباب لم يعيش تلك السنبن الرهيبه, وما زال البعض يعتبرها من ايام الزمن الجميل. ان الاوضاع البائسه والسرقات والفلتان فى كل شىء هو تطور منطقى لدموية النظام وتصفيته للقوى الوطنيه بحيث لم يبقى على الساحه السياسيه الا ان هذه الجماعات, بدون كفاءات وتاريخ ولم يكونوا عراقى الانتماء والهويه. انى ادعوا الاخوه الباحثين من جميع الاختصاصات ان يدرسوا سنين الطغيان وحكم القريه والعشيره والاجهزه الامنيه والمخابراتيه, كيف تمكنت ولماذا تمكنت وماذا يمكن عمله للوقوف امام تطورات تحمل نفس قوالب التفكير والسلوك. بهذا الاهتمام نستذكر الضحايا والشهداء ونعيد لهم اهميتهم واعمالهم, وبنفس الوقت نقوم بعمل تنويرى للمحتمع وبشكل خاص للشبابالذين لم يعيشوا سنين الطغيان والارهاب وعبقرية القائد الضروره.

أحدث المقالات