خاص : ترجمة – د. محمد بناية :
كتب “حسين شريعتمداري”، رئيس تحرير صحيفة (كيهان)؛ في مقالة بعنوان: “الضغط على زناد الردع”، بتاريخ 29 تشرين ثان/نوفمبر الماضي: “استهداف ميناء (حيفا) بشكل واقعي، بحيث يقترن هدم المنشآت بإيقاع خسائر بشرية فادحة حتى تصل عملية الردع إلى (نقطة الطمأنينة)”.
وكانت (كيهان) قد تقدمت بذلكم المقترح كرد فعل على عملية اغتيال، الدكتور “محسن فخري زاده”.
وبعد أسبوع من هذا المقترح، دعت نفس الصحيفة، في مقال للكاتب، “سعدالله زراعي”، للهجوم على “إسرائيل”؛ على النحو التالي: “هجوم إيران العسكري القوي على الكيان الصهيوني، سوف يتسبب في موجة من القوة بالعالم الإسلامي والعربي، وهذا القدر من القوة سوف يستعصي على الولايات المتحدة والدول العربية إحتوائه”.
ويتزامن مقترح (كيهان)، بالحرب على “إسرائيل”، مع قناعة الكثير من المحللين والخبراء (بالنظر إلى دعم الولايات المتحدة، نتانياهو، في البحث عن ذريعة للهجوم على إيران)، بضرورة تأخير أي عملية انتقامية ردًا على اغتيال العالم النووي الإيراني، إلى ما بعد 20 كانون ثان/يناير المقبل، وخروج “دونالد ترامب”؛ من “البيت الأبيض”.
وفي هذا الصدد؛ أجرت صحيفة (نجم الصباح) الإيرانية، الحوار التالي مع “علي بيـﮔدلي”، خبير الشأن الدولي..
هل يريد الشعب الحرب ؟
“هجوم إيران العسكري القوي على الكيان الصهيوني، سوف يتسبب في موجة من القوة بالعالم الإسلامي والعربي، وهذا القدر من القوة سوف يستعصي على الولايات المتحدة والدول العربية إحتوائه”.. هذه العبارة وردت في مقال، “سعدالله زراعي”، بصحيفة (كيهان)، أمس.. وقد سبق أن خصص رئيس التحرير، “حسين شريعتمداري”، الصفحة الأولى بالصحيفة للحديث عن “الحرب”.
والحقيقة أن مقترح الهجوم على “إسرائيل”، في ضوء الأوضاع الاقتصادية السيئة التي تعيشها البلاد أو حتى تصور اندلاع حرب، جدير في حد ذاته بالتأمل. والسؤال: كيف يتحدث البعض عن الحرب والهجوم العسكري بتلك البساطة ؟..
فالشعب الإيراني لم ينسى، حتى اللحظة، ذكريات حرب السنوات الثمانية مع العدو البعثي. بل لو بحثنا عن الناجين من هذه الحرب المهلكة، فسوف نلمس عمق كارثة الحرب.
ومؤخرًا؛ غرّد “حسين شريعتمداري”، على حسابه الشخصي بموقع التواصل الاجتماعي، (تويتر)؛ مطالبًا بمهاجمة ميناء “حيفا”؛ بل وإسقاط خسائر بشرية كبيرة. وهنا يجدر سؤاله: هل يريد الشعب الحرب ؟.. ومن سيدفع فاتورة هذه الحرب ؟.. إن “إيران” حاليًا الدولة الأكثر آمانًا بالمنطقة، ألا يتزلزل هذا الأمان لو دخلت أي دولة أو قوة إقليمية في حرب ضد إسرائيل ؟
مقترح مهاجمة إسرائيل خطير !
وللإجابة عن تداعيات الهجوم العسكري على “إيران”؛ يقول “علي بيـﮔدلي”، خبير الشأن الدولي: “مقترح صحيفة (كيهان) شديد الخطورة”.
ونوه إلى أن الصحيفة ربما لجأت لمثل هذه المقترح لإرضاء قراءها والاستهلاك الداخلي، مضيفًا: “هذا المقترح، مهما كان سبب الطرح، يتنافى والمنطق السياسي. وبالنظر إلى الأوضاع الإقليمية الحساسة، ومكانة إيران الحالية، فالأفضل عدم التفكير في خيار الحرب”.
وللحديث عن تبعات هكذا هجوم، يقول: “الهجوم العسكري على إسرائيل قد يمثل ذريعة للولايات المتحدة وحلفاءها الإقليميين للقيام ضد إيران. علينا الإنتباه جيدًا في ظل هذه الأجواء المعقدة والحذر من منح إسرائيل ودول الخليج فرصة إعلان الحرب على إيران”.
ويعتقد “بيـﮔدلي”؛ أن مقترح (كيهان)، بالهجوم على “حيفا” أو غيرها من المناطق الإسرائيلية الأخرى، نابع عن العاطفة، لكن لو نحلل الوقائع بشكل صحيح فسوف نجد أنها لا تتناغم والأوضاع الفعلية في “إيران” والمنطقة، ويتساءل: “هل يحق لصحيفة (كيهان) تقديم هكذا مقترح، ناهيك عن تنفيذ هكذا مقترح، نيابةً عن 83 مليون إيراني يعانون من الضغوط الاقتصادية ؟.. في رأيي الأفضل أن سياسة الصبر وضبط النفس حتى 20 كانون ثان/يناير المقبل، حيث يغادر، دونالد ترامب، البيت الأبيض، وتهيئة الأجواء للتعامل والحوار مع الغرب والحد من مخاطر المحيطة بالبلاد”.
وحول إمكانية التفاوض مجددًا حول “الاتفاق النووي”، يذكر خبير الشأن الدولي: أن “أميركا بايدن” تختلف عن “أميركا أوباما”، والوضع أيضًا مختلف، ففي فترة “أوباما” كان الحديث فقط عن البرنامج النووي، بينما المطروح حاليًا يتعلق بالبرنامج الصاروخي، وحقوق الإنسان، والأنشطة الإيرانية الإقليمية.