23 نوفمبر، 2024 12:21 ص
Search
Close this search box.

وطنيتنا علم السياسة

وطنيتنا علم السياسة

هكذا هو التعاطي معها، فيراها بعضهم بأنها فنُ الممكنات، فلا عدوٌ فيها دائم ولا صديق، والمواقف أيضاً تخضع للمتغيرات، حسب ما تكسب اليك أو تدفع عنك، وعند آخرون هي وسيلة لتحقيق أهدافٌ شخصية، ماديةٌ كانت أو معنوية، ويصفها غيرهم بأنها إمتهان ومكاسب لا فرق فيها بين المشروع أو غيره، كما يعتقد الكثير بأنها طريقٌ يستباح فيه كل شيئ، من أجل الوصول إلى السلطة والحكم.
السياسة الحقيقية، هي علمٌ من العلوم الأكاديمية الحساسةِ والصعبة، والمعقدة أيضاً، لدقة وأهمية تأثيراتها النظرية والعملية، على حياة الفرد والمجتمع والمؤسسات في جميع المجالات الحياتية، ومن خلالها يتحدد مصير الشعوب، كونها ترسم الهيكلية العامة والمطلقة لإدارة الدولة، ولهذا أنشأت جامعات رصينة ومعاهد كبيرة ومراكز علمية متعددة، وأُصدرت كذلك أبحاث ودراسات ونظريات وتقارير كثيرة تُعنى وتهتم بمادة العلوم السياسية.
ألعراق بلد محوري أساسي، ويمثل واجهة استراتيجية للعالم، من حيث التأريخ والجغرافية، وكذلك هو يمتلك عمق فكري وآيدلوجي حساس، مما يجعله محطة دينية مهمة وحاضنة علمية رصينة، لما يتمتع به من إرث عقائدي وفقهي وأكاديمي، يمتد لما يربو على العشرة قرون، لهذا فهو يمثل مرتكز مؤثر ومتميز في خارطة الوطن العربي، وأيضاً من خلال موقعه المهم في القارة الآسيوية والفضاء العالمي.
منذ تأسيس الدولة العراقية عام 1921، والعمل السياسي يعتبر تهديد لنظام الحكم فيها، وبعد سلسلة الانقلابات التي حُكم فيها العراق، أصبح العمل السياسي جريمة لا تغتفر، يُعاقب عليها بأشد انواع العقوبات، فتصل أحكامها إلى السجن مدى الحياة أو الإعدام بطرق وحشية، كالحرق والشنق أو الرمي بأحواض التيزاب، أو من خلال دفن الأحياء بالمقابر الجماعية، كل هذه الأفعال الإجرامية هو لإبعاد من يتصدى للعمل السياسي، لكون الأنظمة الحاكمة آن ذاك، تمثل أجندات أجنبية وتريد أن تبقي العراق تابعاً لا سيداً.
بعد سقوط النظام البعثي في العراق عام2003، وتأسيس الدولة العراقية الوطنية الحديثة، أصبح العمل السياسي أشبه بالظاهرة الإجتماعية، والدخول في الساحة السياسية يعتبر وسيلة عملية لتحقيق أهداف تختلف من شخص لآخر، ومن تيار أو حزب أو جماعة لأخرى، كلٍ حسب أهدافه وغاياته ودوافعه، وما يسعى الى تحقيقه والوصول إليه، ولهذا ما يجب على الجميع اليوم هو الإنطلاق بالروح الوطنية الخالصة، والسعي إلى النهوض بالبلد إلى واقع يجعله سيداً بنفسه لا تابعاً لغيره، وقادراً على توظيف امكاناته وقدراته وطاقاته لما يخدم مصلحته الداخلية، وكذلك رسم سياسة خارجية تتعامل مع الآخرين، وفق مصلحة البلد العليا، مع الحفاظ على سيادة وازدهار واستقرار العراق أرضاً وشعباً.
منطقة المرفقات

أحدث المقالات

أحدث المقالات