يكفي اللغة العربية فخرا ان القران الكريم نزل بلغتها ، يكفي اللغة العربية روعة انها تتلاعب بمشاعر من ينطقها ومن يسمعها ، يكفي اللغة العربية علوا انها تفضح الدخيل عليها ، يكفي اللغة العربية فخرا بحركاتها تتعدد معاني الكلمة الواحدة ، وعلى الجانب الاخر اتاحت اللغة العربية للمنافقين التهرب من اقوالهم المشينة بحجة انهم لم يقصدوا ، اتاحت للمتقولين استهداف التراث الاسلامي في تفسيره وتحريفه ، ولكنها بالرغم من ذلك تبقى هوية العرب والاسلام واهل الجنة .
العلمانية لم تغفل قوة اللغة العربية التي لا يمكن اختراق مجتمعها عندما يجيدها لهذا عملت بشكل ناعم الى استهدافها تدريجيا مع استغلال الراكبين في هواها ، وكم من تفسير وراي قراته لمفكرين علمانيين حرفوا فيها تفسير القران والحديث النبوي ، مثال على ذلك يقول صادق جلال العظم في كتابه نقد الفكر الديني انه في القران تضارب وتعارض واستشهد بالاية الكريمة ” وَإِذَا أَرَدْنَا أَن نُّهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُوا فِيهَا فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيرًا ” , يقول العلماني المفكر العظم ان الله عز وجل يامر الناس بالفسق فيدمرهم ، ماهذه الجهبذة اللغوية عند هذا العلماني ؟!! لم يلاحظ الفرق بين ففسقوا فيها وليس ليفسقوا فيها بل ان الله امرهم بالعدل والاحسان الا ان المترفين فسقوا فيها , وغير العظم ابو زيد يقول ان الله يحرم الربا وهو القائل من ذا الذي يقرض الله قرضا حسنا فيضاعفه له ، وعلى هذه الشاكلة الكثير الكثير .
الان توجه العلمانية لعلمنة اللغة العربية ، وعلمنتها يتم من خلال قتل المصطلحات اللغوية التي توحي الى الدين الاسلامي تشريعا او اخلاقا ، واستبدالها بمصطلحات حروفها عربية اصلها اجنبية والاكثار من استخدامها ( ديمقراطية ، بيروقراطية، فنطازيا ، ديموغرافية) او كلمات عربية بتركيبة غريبة مثلا ( شرعنة، اسلاموية، عقلنة ، وهكذا )
ومن بين الاساليب التي تعتمدها العلمانية هي تشجيع اللغات المحلية وتسليط الضوء عليها وكثرة استخدامها فتجد لها ثقافتها التي تتعارض مع اللغة العربية عمقا وعرضا وطولا خذوا مثلا الشعر الشعبي الذي اخذ مجالا واسعا بين ثقافة الشعوب العربية ، بل حتى هنالك مؤلفات نصها خليط بين العامية والفصحى .
هنالك مصطلحات تدل على رموز دينية مقدسة او شخصيات لها مكانة مرموقة او صفة يتبادر معناها اسلاميا مثلا العمامة ، تعمل العلمانية على استهجانها واستصغارها واستهدافها وبكثرة بحيث من يستخدمها يتعرض لسهام العلمانية بطريقة بدائية ودهائية فيقال عن من يستخدمها بانه رجعي ، او مستفيد منهم او متخلف ، وهذا ما يحدث على الساحة الثقافية الاسلامية واقرب مثل على ذلك من يشيد بالمرجعية او بشخصية اسلامية سنية معتدلة تاتيه الاتهامات بانه مستفيد منهم او متخلف.
في نقاشاتهم من لا يستخدم مصطلحاتهم ينظرون اليه بانه جاهل ولا يعي الثقافة العصرية السليمة ، بل انني سمعت محاضرات لبعض منهم وهم يستهزؤون باللغة العربية بطريقة لا توحي بانها المستهدفة مثلا د سيد القمني يردد كثيرا الخلافة والخليفة والاماء والجواري فيجعل السامعين يضحكون ، وفي نفس الوقت اذا ما ذكر تاريخ الاسلام جعلوا عقل السامع يتبادر الى ذهنه الارهاب وحتى وجدوا له مصطلح علماني يكرره المغفلون دائما الا وهو الاسلامفوبيا، حتى وان كان يدافع عن الاسلام الا انه رسخ هذا المفهوم العلماني وفي نفس الوقت قتل مصطلح لغوي فصيح وهو السلام .
ومن اساليبهم الملتوية مثلا جعلوا مفهوم الدين هو العبادة او العلاقة مع الله فليبعد الدين عن الدولة وعن الدنيا ، بينما الدين هو الحياة هو الشريعة السماوية التي تنظم علاقات الانسان الاربع ( مع الله ومع نفسه ومع المجتمع ومع الموجودات الاخرى ( حيوانات او نباتات وغيرها) ولكثرة استخدامهم كلمة الدين نقدا جعلوا يصفون من لايتفق معهم بانه متدين واذا حاول ان يمارس حقوقه في المجتمع فيمنع بحجة انه عنصر لا يحق له خوض الحياة السياسية او الاقتصادية او حتى العسكرية لانه ( متدين) وهذا المتدين لا يفقه بتلك العلوم ، بل صوروا ان الدين يحرم العلم والتطور والحضارة وللاسف الشديد هنالك من انطوت عليه هذه الافكار فتجد المسلم ينتقد الاسلام والدول الاسلامية بحجة تطور الغرب وتخلف العرب .
هنا على الاعلام الاسلامي مهمة حساسة وخطيرة في الالتفات الى هذه العلمنة اللغوية وتنبيه المتلقي وقبلها تثقيف الاعلامي لغويا بل منع من لا يجيد اللغة العربية من اقتحام المجال الاعلامي حتى يكون خطابهم لغوي عربي سليم
مراقبة ومعاقبة كل من يخطئ في كتابة اي كلمة عربية في اعلان او اعلام واعتقد بل اجزم ان الجميع مطلع على الاخطاء اللغوية الكافرة التي تجتاح اغلب وسائل الاعلام لدرجة اصبحت اللغة بين الجريحة والهجينة بل هنالك ممن تسنم مناصب عليا وهو لا يجيد كتابة جملة بحركاتها من مبتدا وخبر .