23 نوفمبر، 2024 7:17 ص
Search
Close this search box.

ديمقراطية بمخالب اسلامية .. الــ ” لا ينحچي .. ولا ينسي  “

ديمقراطية بمخالب اسلامية .. الــ ” لا ينحچي .. ولا ينسي  “

تظاهرات السبت المصادف 31 / 08 / 2013 , كانت انيقة بأسلوبها المتحضر ونفسها الديمقراطي , وكانت وطنية الأهداف اجتماعية المطاليب سلمية الممارسة عبرت بصدق عن ولادة جديدة لعراق قادم من رحم المعاناة العراقية , ورغم سفالة الحصار الأعلامي ـــ الحكومي والمأجور ـــ , فتحت ثغرة في جدار الآسن من الفكر القمعي الألغائي لأحزاب الأسلام السياسي , ورفعت جلد الشعوذة عن جسد الأخطار القادمة مع التيار المنفلت للأيديولوجيات الظلامية , والمتراكم من احقاد وكراهية لما ينتجه العقل من علوم ومعارف وفنون واداب واخلاق وقيم وتجارب رائدة في مجال الحريات الديقراطية .
التظاهرات ومع انها طرحت اهدافها صريحة , لخصتها بمطاليب وطنية اجتماعية مشروعة لكنها لم تنجو من حصار اصحاب الوجوه المتعددة , فالموقف المخجل لوزارة الداخلية , قد نضح الكثير من موروثات النظام البعثي في الضغط النفسي المسبق لأنهاك الروح المعنوية للمتظاهرين , اكملت رسالتها الأجراءات القمعية التي مارستها الأجهزة المليشياتية ( الأمنية ) , كطع الطرق والأستفزازات والعدوان بالضرب والبذاءات والأهانات والأعتقالات , الى جانب المواقف المخزية للأطراف الحكومية التي امرت بالقمع الفعلي من داخل الشارع, ثم افتعال الحيادية او التضامن عبر اجهزتها الأعلامية , انها لعبة معيبة موروثة من الزمن البعثي الأغبر , لكن رغم كل هذا , فالتظاهرات اكدت حقيقة مشرقة , كون العراق لا زال حياً واقفاً على قدميه يولد كل يوم عراق جديد من خارج خضراء ( حكومة الشراكة والفرهود الوطني !!! ) كما اثبتت ورغم خذلانها من اشقائها ـــ الجماهير الكوردية ـــ التي لم تستيقظ بعد من تأثير المخدرات القومية , وكذلك جماهير المحافظات الغربية , الذيل العروبي الذي لا يعرف غير الأهتزاز يميناً وشمالاً ووجهه الى الخلف دائماً .
رغم كل هذا وذاك , وكما اشرنا مراراً, وبثقة علية , فالعراق اذا ما ابتدأ حقاً , فمن جنوبه ووسطه , حيث العقل وتراكم الوعي الحضاري , وهذا الأمر ادركه ويخشاه صانعي القرار العراقي من خارجه, وهنا يمكن المقارنة بين المساومات والتنازلات اللاوطنية لعصيان الردة في المناطق الغربية , وبين المواقف والأجراءات القمعية لتظاهرات بنات وابناء الجنوب والوسط العراقي, رغم عدالة مطاليبهم , انها عقدة فقر الوطنية التي تعانيها التيارات الطائفية الحاكمة  .
هل ستخجل حكومة اللاحكومة , وهي تدفع بمليشياتها الأمنية لتعتدي على صوت وضمير العراق في شوارع مدن تاريخه الحضاري , هل تعلم ان سلوكها هذا يشكل الوجه الآخر لمشروع الردة, امر لا حدود لفضاعته , ان نرى المذهب يضع السرج على ظهر الوطن ؟ .
لافتة اخرى تعبر عن طائفية الدولة ( الحكومة ) العراقية , هذا الأهتمام غير العادي المكلف للأمن والأقتصاد والسلم الأجتماعي , الذي تحظى به المسيرات المليونية ـــ التي لا تشكل ثقلاً وطنياً ـــ تلك التي دفعوا بها خارج اطارها الروحي الأنساني ـــ نحن نحترم عقائد اهلنا ومعتقداتهم ومقدساتهم ــ الذي لا نفهمه هذا الهوس الطائفي المفتعل , الذي يريد به الطائفيون استفزاز الآخر , تأكيداً على ان المذهب فوق الوطن والشعب بعد الطائفة, بذات الوقت تصدر تعليماتهم وتوجيهاتهم لمليشياتهم الأمنية , لألحاق الأذى بجماهير عراقية وطنية واعية تتظاهر من اجل مطاليب وحقوق اجتماعية مشروعة , من دون ان تؤثر على الحياة العامة ووظائف الدولة وحراك المجتمع .
التظاهرات الوطنية السلمية في 31 / 08 / 2013  وضعت وعي الأنسان العراقي من داخل الدولة والمجتمع على المحك , فمن يخشى على المستقبل العراقي من ان تبتلعه مؤسسات الفساد وتوامها الأرهاب التي تشكل حكومة التحاصص والتوافقات وشراكة الفرهود الشامل لأحزاب الطوائف والأعراق عملتها , عليه ان يكون صادقاً في تضامنه ودعمه لحراك الشارع العراقي المتظاهر من اجل عراق ديمقراطي متحرر .
امر محزن ان يحدث الذي حدث في الناصرية, كبد العراق ومدللة الجنوب, ان تنتج ثقة واصوات بناتها وابنائها ــ محافظاً ــ يعض اهله, انه محزن ان تخلع ابنة التاريخ العراقي بسالتها .

أحدث المقالات

أحدث المقالات