18 ديسمبر، 2024 11:03 م

ثوار تشرين ينبغي معرفة العدو والصديق

ثوار تشرين ينبغي معرفة العدو والصديق

هذه الشعارات البائسه دليل أن البعض من الثوار ليس لديهم بوصلة وعي طبقي وإجتماعي , السيستاني وابنه ووكلاؤه هم مع السلطة وضد العدالة وضد الدولة العلمانية , السيستاني معاد للحرية الفردية ومعاد للنحت ومعاد للموسيقا ومعاد للمرأة ومساواتها بالرجل انظر مقالتنا : السيستاني بلا قناع محسن السراج كتابات واما مقتدى الصدر فهو مجرد سياسي فاسد ومحرض على قتل العراقييين , طبعا ً هناك نسبة من العراقيين وصلوا الى قناعة أن مقتدى الصدر والسيستاني لايمثلون سوى مصالحهم الخاصة منذ 2003 ولحد الآن ولكن لايزالون يدورون في فلك الشريعة والدين ولايميزون بين الدولة العلمانية التي تضمن الحياة الكريمة للجميع وبين الدولة الاسلامية التي تقسم المجتمع الى مسلم وذمي ومستأمن ومعاهد , وهناك نسبة بدأت تدرك أن العراق ليس عراق الصدرين ولا عراق المرجعية و( هناك نسبة لاتزال في سجن الهويات الطائفية اللعينة ) طبعا ولايزال أفيون الشعوب الدين الذي هو التعصب هو السائد في الثقافة العراقية وهذا أكبر معطل لدخولنا الدولة الحديثة العلمانية والمجتمع الانساني وحقوق الانسان ,, لقد رأيت في ساحة الحبوبي : الشباب يهتفون : تاج تاج على الراس سيد علي السيستاني , وجماعة مقتدى يهتفون : نعم نعم للسيد القائد مقتدى الصدر تأمل الشعارين , وهذه نقطة ضعف حين تتحول الثورة من شعور الى شعار , فكرة تاج الرأس هي فكرة العبد المازوخي الذي يبحث عن سيد يتبعه ويطيعه كعلاقة السيد والعبد في القرون المظلمة قرون الخرافة والوهم , هل هذا قدر العراقيين أن يكونوا اما أتباع لمقتدى أو أتباع لسيستاني ؟ هذا الخطاب ليس له أي علاقة بالحياة والحرية والعدالة الاجتماعية والحرية الفردية ومساواة المرأة مع الرجل , هذه الشعبوية التي رأينا إحدى تجلياتها في أميركا متمثلة في ترامب وخطابة الشعبوي ومع هذا كما قلنا جو بايدن ربما يمثل الرأسمالية العالمية وترامب ربما يمثل الرأسمالية القومية ولكن نسبيا الحركات والجماعات ضمن فريق جو بايدن هي أكثر تقدما فيما يتعلق بحقوق المرأة والأقليات والأميركيين من جذور أفريقية والجنسيين المثليين والعمال والطبقات الفقيرة والطبقة الوسطى هذا ما يحصل في العالم , وأحاول هنا تحليل ماحصل في ساحة الحبوبي بحسب المعطيات جماعة مقتدى بدأوا يتوافدون الى الساحة وحين حصل التصادم رأينا في الفيديوات كيف رفع أحدهم مسدسه وأطلق الرصاص ؟ ثم رأينا حرق الخيم وهذه الحادثة لم تحصل لاول مره سبق لهم أن أحرقوا الخيم في الحبوبي وكربلاء والنجف وتلقى أتباع مقتدى الصدر تعليمات بهذا الشأن هذا من الناحية السرية وهناك أخبار تتحدث عن إجتماعات لقادة الميليشات في المنطقة الخضراء لأجل تصفية وكسر شوكة الحراك التشريني الذي صار أقوى من السابق وهذا يدركه أي متابع للأحداث منذ عام 2011 ولكن لايجوز الاستهانة بالعدو والخصم فهم يملكون السلاح ووسائل الاعلام ويقف خلفهم ولاية الفقية الايراني خامنئي , مع هذا فالوضع الداخلي الإيراني في أتعس حالاته حيث رأينا أن خطابهم مجرد جعجعة بلا طحين وثمة خلل في المنظومة الامنية للنظام الاستبدادي وثمة نقمة شعبية من الأوضاع الاقتصادية في ايران و الوضع في العراق سيء أيضا ً كأنما العراق يتأرجح بين الميليشات العابرة للحدود والقائمة على العقيدة التي تتعارض مع مفهوم الوطن والمواطن والحريات والقانون والدستور ,
ويمكننا مراجعة تغريدات مقتدى الصدر كمحرض أول على ثوار تشرين , حينما فشلت محاولة السيطرة على ساحة الحبوبي , استعان مقتدى بقوات السلطة وكل هذه المحاولات ستفشل وسوف يعم الحراك الشعبي التشريني في كل المدن العراقية إما الانتخابات فقد قاطعها شعبنا في المرة السابقة وكانت نسبة المقاطعة هي 80% , رغم كل نقدنا للخطاب المقيد بالديني والمقدس وعدم الفصل بين الحركة الاجتماعية والسياسة والشأن الخاص الديني وعدم التحرر بعد من سلطة كهنة المعبد الا أن الأمل بثورة تشرين وبالأجيال الجديدة يرتفع مثل شمس الصباح , الحل هو بالثورة الشعبية الجذرية ومقاطعة الانتخابات القادمة وتنظيم الصفوف في كل مدن العراق وانتخاب قيادات سرية وعلنية للحراك الشعبي فبالتنظيم والوعي والمعرفة ومعرفة العدو من الصديق يمكن الانتصار كذلك يجب بالحوار اللامتناهي جلب الحقيقة الى السطح كي يصحو المغيب والذي لايعرف ماهي مصلحته الطبقية وماهو جدير ببلده وشعبه ولايركض خلف القتلة واللصوص