ما إن اعلن التيار الصدري عن عزمه على العمل لحوز منصب رئيس الوزراء في الانتخابات القادمة, إلا وبدأت هجمة إعلامية شرسة ضد التيار وقياداته.
الرغبة التي ابداها الصدريون في المنصب -والتي اكدها حساب ثقة الصدر صالح محمد العراقي معللا ذلك بإكمال طريق الاصلاح- لا قت ردود فعل مختلفة من الاحزاب والكتل والافراد المنافسة للصدريين.
طموح الصدريين بهذا الموقع لم يأتي من فراغ, فهم اغلبية برلمانية, وهم اغلبية حكومية, وجمهورهم جمهور كبير, وهو جمهور عقائدي ومنظم, ومنضبط في طاعته لقائده, وهذه الميزات جعلتهم يتكلمون عن منصب رئاسة الوزراء وكأنه استحقاق لهم.
الحقيقة ان الصدريين بانضباطهم العالي في طاعة قيادتهم وولاءهم لتيارهم, هم الاقرب الى ان يكونوا اغلبية برلمانية أيضا في الدورة البرلمانية القادمة, وهذه الاغلبية ستعطيهم الحق دستوريا في أن يتم تسمية رئيس الوزراء منهم.
هذا الطموح دق ناقوس الخطر لدى الكتل والأحزاب المنافسة للصدريين, لذا عمدت بعض الجهات إلى اطلاق حملة تسقيطية كبيره ضد التيار الصدري, ومن يتابع مواقع التواصل الاجتماعي سيلمس ذلك بكل وضوح, كما إن المنافسين يبدوا أنهم بدأوا يخططون للإطاحة بالتيار من خلال خلق رأي عام مضاد للتيار وتكوين حالة نفور شعبي منه.
ما حدث في الجمعة الأخيرة يبدوا وبنظرة فاحصة إنه يدخل في هذا السياق, فما قام به الصدريون هو حق طبيعي لكل عراقي في التظاهر حسب الدستور والقانون, والصدريون خرجوا بمسيرة سلمية لتأييد خطوات قائدهم, لكن يبدوا أن هناك جهات خفية مندسة بين المتظاهرين عملت على خلق حالة من التصادم بين الصدريين والمتظاهرين, الأمر الذي أدى بالأحداث ان تتفاقم وتتسع.
كان رد الصدريين هادئ جدا بعد نهار الجمعة وليلها, وحتى بيان السيد الصدر وثقته صالح العراقي كانت بيانات متزنة, تدعوا الى الهدوء وطرد المندسين وال “الجوكرية” ولم تكن بيانات استفزازية او تصعيدية, وكلنا يعلم أن السيد الصدر لو أراد التصعيد فان جنوده وأتباعه لن يترددوا بذلك.
الآن على الصدريين أن ينتبهوا لخطواتهم القادمة, لأن منافسيهم يتربصون بهم, وعليهم أن يدرسوا بدقة ما حدث في الجمعة الفائتة, ومعرفة من له مصلحة في تشويه صورة التيار, وأن يعملوا على قراءة الساحة الإعلامية بدقة لوضع الخطط اللازمة لمواجهة أي تصعيد إعلامي أو ميداني ضدهم من هذا الطرف أو ذاك وعليهم أن يلتزموا ضبط النفس أكثر وبدرجات أعلى لكي لا يعطوا الفرصة لغرمائهم لتسقيطهم.