24 نوفمبر، 2024 9:48 م
Search
Close this search box.

مجموعة ضجيج جميل.. تعتمد على المفارقة والسخرية من أفعال البشر

مجموعة ضجيج جميل.. تعتمد على المفارقة والسخرية من أفعال البشر

 

خاص: قراءة- سماح عادل

مجموعة “ضجيج جميل” للكاتب العراقي “محمد عبد الجليل شعابث” الصادرة في 2020 عن دار الصواف، تتنوع فيها الأفكار والدفقات الشعورية وتعتمد على حس السخرية والمفارقة.

البداية..

تبدأ المجموعة بإهداء ذو معنى هام (إلى من احتشدوا فانتصرنا). ثم تطالعنا المقدمة التي أهداها الكاتب “عمار الشلاه” للمجموعة يقول فيها: “قد توافرت الكثير من المقومات وعناصر القصة الومضة فيما كتبه الأديب “محمد عبد الجليل شعابث” بين دفتي هذا الكتاب، ويحسب له أيضا حسن اختياره لعنوانين نصوصه، وهذا ما يمكن عدة واحدا من مميزات القصة الومضة، التي تضفي عنصرا مميزا آخر لتتكامل وحدة النسيج العضوي لرسالة الكاتب إذ يسهم العنوان في إرساء النص وتوضيح المعنى.

أما نصوص القصة القصيرة جدا فإنها تقوم عادة على ميزتين من حيث البنية التركيبية هما الإيجاز في مساحة النص وتقليص عناصر وفضاءات السرد كالأحداث والشخصيات وزمن ومكان الحدث. ومن حيث بنية الموضوع فإنها تتناول الظروف التي تحيط بالإنسان وتفعل فعلها فيه، ومنها الاجتماعية والثقافية والسياسية، التي يتداخل فعل بعضها على الآخر. وقد أحاط شعابث بالكثير من هذه المقومات من خلال نصوصه التي يمكن أن نعد معظمها وقعت بين مستويين متجاورين من حيث مساحة النص، وهي “الأقصوصة الموجزة” أو “الخاطرة القصيرة” التي حملت خصائص الومضة القصة في مكونها الثيمي، حتى باتت كأنها القصة الومضة الممتدة على بضعة سطور كما في نصوص (اسمه وطن، طفولة مفقودة، قرار خاطئ، أشباه رومانسية، الكهرباء، عمر للإيجار) وغيرها”.

ويضيف: “إما اللون الآخر من نصوص القصص القصيرة جدا التي ضمتها هذه المجموعة، فقد اتسم بالأنساق الفنية والثيمية لهذا اللون وهي تنطوي على رسائل مشفرة وملمحة بالانتقادات الساخرة لواقع قلق ومضطرب. مثلما تبين في رسائل نصوص الومضة القصة، ومن هذه القصص نقرا نصوص (بكاء الأنثى، القرين، البديل، البرحية، خسارة، كرسي حسن) وغيرها وانفرد نص “صلاة في الملهى” بين النصوص الأخرى حيث انطوى على معظم سمات القصة القصيرة، فيما يتعلق بالكم السردي والنزعة القصصية والمعاني الدلالية وغيرها”.

ويجمل: “عموما إن ضجيج جميل هي مجموعة قصص تنتظم دلالاتها في على سلك عماده الكشف والتشخيص والنقد، في واقع عاشه الكاتب فأفصح عن الإشكاليات والإرهاصات التي تتخلل هذا الواقع على مستوى الذات وصراعها الداخلي تارة، وتارة أخرى على مستوى العقل الجمعي لمجتمع تحتدم فيه التناقضات ما بين الاستلاب والغربة والنفاق الاجتماعي والزيف والحرمان وعلاقات المنفعة والاستئثار والإحباط. إنه يستحضر ويقارن ما بين ما نقش في ذاكرة المجتمع العراقي من القيم الإيجابية وبين تلك التي طرأت عليه بفعل التحولات الاجتماعية والسياسية”.

النصوص..

تبدأ المجموعة بنصوص قصيرة فيما يعرف بالقصة الومضة، تعتمد على تكثيف دفقات شعورية، فنجد الحزن، المفارقة الساخرة، جمل بسيطة محملة بمشاعر كبيرة. مثل نص (طاغية).. (حلمنا بسقوطه، أنهضوه بأفعالهم).

وفي قصة (عاقبة) حيث أصبح الرجل الذي صبغ شعره مثارا للسخرية لأنه كره الشعر الأبيض الذي غزا رأسه.

وفي قصة (البديل) يتناول الكاتب موضوع طريف في مقارنة بين المجانين والعقلاء، حيث أن المجانين الحقيقيين هم الذي يخربون عالمهم ويحاربون بعضهم بعضا ويقتتلون، فأيهم العقلاء.

وفي قصة (صيد بالمقلوب) يعتمد الكاتب على قلب الأمور البديهية فبدلا من أن يصطاد الرجل السمكة اصطادته هي.

وفي قصة (صلاة في الملهى) سخرية واضحة من رجال الدين، الذين يستغلوا الدين لتحقيق المكاسب الشخصية، وسخرية من النفاق الاجتماعي الذي يقدس رجل الدين ويقدس الطقوس الدينية، رغم أن هؤلاء الناس أنفسهم يرتكبون المعاصي.

وفي قصة (ضجيج جميل) يحكي الكاتب عن حلم أحدهم بأن يعيش في مكان هادئ بعيدا عن صخب الناس وزحامهم، لكنه حين استيقظ من الحلم وبعد إحساسه بالوحشة اكتشف أن صحبة البشر أجمل.

وفي قصة (اجتماع بالإكراه) يحكي عن رجل لا يحب الاجتماع بالناس لكنه بموته اجتمع بالأموات رغما عنه.

وقصة (البطل الجبان) تحكي بشكل رمزي عن قائد لقبيلة استطاع أن يوهم القبيلة بشجاعته رغم أنه جبان.

وفي قصة (كرسي حسن) حكي رمزي عن وحشية الإنسان.

المجموعة تستخدم لغة مكثفة، أقرب إلى اللغة الشعرية، وتحمل المفردات بمعاني ودلالات غنية.

الكاتب..

“محمد عبد الجليل شعابث” كاتب عراقي، من مواليد: 1965  بابل، العراق، درس في كلية الإعلام، قسم العلاقات العامة، حاصل على دبلوم صحة عالي، وهو رئيس هيئة الأحياء والتحديث الحضاري- بابل. وعضو اتحاد الأدباء والكتاب العراقيين، وعضو جمعية الرواد الثقافية- بابل، وعضو مؤسس هيئة تراث النجف، وعضو اتحاد الشعراء الشعبيين- بابل، وعضو مؤسس هيئة السياحة والآثار- بابل. له مئات البحوث والمقالات في التراث الشعبي في عديد من الصحف والمجالات العربية والعراقية.

صدر له:

1- كتاب شبابيك حلية، صور من التراث الشعبي.

2- كتاب كشكول حلي.

3- كتاب أيام في الهند، رحلة في تراث الشعوب.

4- كتاب اللغة السايسانية في التراث الحلي.

5- كتاب بائع الهم، مجموعة قصصية.

6- كتاب ضجيج جميل، مجموعة قصص قصيرة وومضات.

 

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة