19 ديسمبر، 2024 12:45 ص

ساحة الحبوبي وتجليات الإصرار العراقي

ساحة الحبوبي وتجليات الإصرار العراقي

الحبوبي ساحة بسيطة لانقاس بذيل ساحات العديد من مدن العالم ، لأن دهور الطغاة فاقت الحد المعقول من الإهمال وفي ظل كل الحكومات منذ تأسيس دولتنا عام 1921 ، لكن تجلت هذه الساحة وأخذت الصدارة في عناوين كبرى الصحف او عند أشهر الفضائيات ، تصدرت العناوين لتقول ها انا رغم الإهمال ، وتلك هي المثنى المنسية لا بل ذاك العراق كله صار اليوم بعيدا عن الذاكرة، منسيا عند البناء منسيا عند الانتاج ، لكنه حاضرا عند ثلة من دعاة السياسة ليعبثوا وفق اهوائهم به وبشبابه المغيب عن العمل والحاضر عندهم في الفاقة والفقر والحاضر عندهم في القتل والتنكيل .
ان ساحة الحبوبي صارت متظاهرة مع كل الأحياء حالها حال كل من عليها ، كيف لا تكتسب الحياة وهي نتقاسم الدماء ثائرة على الظلم والطغيان . انها بحق ساحة الشهداء بعد ساحة شهداء الكرخ عند الجسر القديم (جسر الشهداء) . وحالهما بفعل الفساد لم يطال اي منهما التقدم والزهو كما هي ساحات العالم.
أننا هنا لا نذكر بطغيان الحجاج او استهتار يزيد ، ولا بموسليني او بانيستا ، وإنما نذكر فقط ان نوري السعيد كان أيضا طاغية ولازمه في الطغيان عبد الإله ، وقد ارغمهما الشباب في تموز على الموت ثأرا وانتقامنا للشهداء ، واننا هنا في العراق نعجب كل العجب من حاكم يعرف جييدا انه يحكم شعب يئن صامتا باكيا من الامه ، وها هو لاربعة عشر قرنا يبكي سييد شهدائه ، مترقبا حكامه ، لكنه حينما يثب لا يعرف من هو امامه .، والطاغية ابدا لاتنقذه أحلامه ، وساحة الحبوبي من تجليات الامه…