خاص: كتبت- سماح عادل
فيلم Fifty Shades of Grey أو “خمسون ظلا لجراي” هو فيلم رومانسي يتناول قضية غريبة، وهي السادية التي يعاني منها البطل، وكيف أنه يستمتع بإيلام النساء، وضربهن، ولإخضاعهن لسلطته.
البداية..
يبدأ الفيلم ب “كريستيان غراي” وهو يرتدي ملابسه من خزانة مليئة بالملابس الفاخرة، ثم يذهب إلى عمله، ثم الطالبة “أناستازيا ستيل” التي تذهب إلى مقابلة صحفية بدلا من شريكتها في الشقة والتي تعاني من البرد، تذهب “أناستازيا ستيل” إلى مبنى شاهق تنظر له باندهاش، وتلاحظ أن المكان فاخر، ويلاحظ المشاهد ارتباكها حين دخلت إلى مقر الشركة حتى أنها وقعت حين فتح الباب ليستقبلها غراي، وقد سألته بعض الأسئلة دون أن تخفي ارتباكها، وأيضا انجذابها إليه كرجل، وهو بعد أن بدا غير مهتما في البداية لكن عندما لاحظ ارتباكها بدا مهتما وعرض عليها أن تعمل لديه بعد أن عرف أنها تدرس الأدب الانجليزي لكنها ترفض.
ملاحقة..
تفاجئ “أناستازيا ستيل” بوجود “غراي” في المحل الذي تعمل به بائعة، يشتري منها بعض الأغراض ويرحل، لكنه يعطيها الكارت للاتصال به لكي يجهز لها صورا لحوار صديقتها، وعندما تذهب هي وصديقتها وصديق لها مصور يدعوها لتناول القهوة، لا تخفي انجذابها نحوه وتعترف به لصديقتها، وحين تذهب معه إلى أحد المطاعم ينهي هو المقابلة بشكل مفاجئ، ويقول لها أنه لا يستطيع بعد أن يلمس وجهها لمسة تؤثر فيها.
تذهب هي فيما بعد مع صديقة لها في أحد البارات وتحتسي الشراب بكثرة وتهاتفه تحت تأثير الخمر، لتبدي غضبها من الطريقة التي تعامل بها معها، فيأتي إليها مسرعا مصطحبا أخيه، وحين تراه تقع مغشيا عليها بسبب الإفراط في تناول الكحول، ويحملها ويذهب بها إلى غرفة في أحد الفنادق لتستيقظ وتجد نفسها في سرير وملابسها غير موجودة، وتكتشف أنه هو من بدل ملابسها ونام أيضا بجوارها على السرير. وحين تسأله ماذا يريد منها يقول لها أنه يريد أن يكون قريب منها، ثم يقبلها بشغف كبير في المصعد وهما ذاهبان.
إبهار..
يذهب بها إلى منزله في طيارة خاصة به، ويحدثها عن اتفاقية مكتوبة لابد أن توقع عليها قبل أي تلامس جسدي بينهما، لا تفهم “أناستازيا ستيل” فيدخل بها إلى غرفة ممتلئة بأدوات غريبة، ويشرح لها أن هذه الأدوات هي للمتعة، وأنها لابد وأن تكون مطيعة لها وأن يمتلكها، أدوات تستخدم للضرب ولإيلام الشريك الجنسي. تصاب “أناستازيا ستيل” بالارتباك ولا تفهم، لكن “غراي” يلاحقها ولا يترك لها أية فرصة للابتعاد.
يغرقها بهدايا فخمة لكنها لا تهتم بأمر تلك الهدايا، تذهب إلى منزله مرة أخرى وتحاول فهم المزيد، وحين يعرف أنها عذراء لم يسبق لها عمل أي اتصال جنسي ينبهر بها ويتمسك بها أكثر، ويحدث التواصل بينهما مع إلحاح دائم أن توقع على اتفاقية مكتوبة بها بعض البنود وتضمن الإخضاع التام لها وتضمن سرية ما يحدث بينهما.
ويؤكد لها أكثر من مرة أنه لا يهتم بالتفاصيل الرومانسية وإنما بتلك اللعبة التي تستهويه، لعبة الإخضاع، لا تستجيب له بالقدر الكافي ولا توقع على الاتفاقية لكنها تظل تقابله، وتتساءل عن المزيد، تستجيب لبعض الممارسات العنيفة وتبدي استمتاعها بها، لكن تكره أنها لا تستطيع لمسه، وأنها لابد وأن تناديه سيدي، ويجد المشاهد أنه يتعامل معها بحنان خلافا لتلك الشروط التي يضعها للعبة التي يحبها لعبة السادية- المازوخية.
اعتراف..
ويعترف لها أنه تعرف على تلك اللعبة من سيدة كانت صديقة لأمه التي تبنته، وهو في عمر الخامسة عشرة، وأنه ظل معها لست سنوات ثم تركها، وأصبح هو السيد الذي يحب أن تذعن الفتيات له، وقد قام بممارسة تلك اللعبة مع 15 فتاة قبلها.
لكنه أيضا يصارحها أنه يشعر بالاختلاف معها، وأنها ليست مثل باقي الفتيات، من جانبها تحاول هي جره لعلاقة حب طبيعية وهو يقاوم بضراوة، تحاول لمسه، وتحاول الحديث معه لتعرف أسباب استمتاعه بتلك اللعبة الخطرة لكنه يرفض ويعاقبها بالضرب الخفيف على مؤخرتها.
تشعر هي بالإرباك خاصة مع محاولاته لامتلاكها، وفي إحدى المواجهات حين يرفض الحديث عن ماضيه أو حياته تطلب منه أن يريها إلى أين ممكن أن تصل الأمور، يحذرها من ذلك ومع إصرارها يجلدها ست جلدات، وهي لا تقاوم، لكنها تبكي، ثم تقرر إنهاء تلك العلاقة، وتمنعه من الاقتراب منها وتتركه وينتهي الفيلم على ذلك.
ورغم أن “غراي” يرفض البوح ل “أناستازيا ستيل” بأي شيء عن حياته إلا أن ذلك يظهر في ثنايا الفيلم، حيث يحدثها مرة وهي نائمة ويقول لها أن أمه الأصلية كانت مدمنة على الكوكاكيين، وأنها توفت وهو في الرابعة من عمره.
الإخراج مميز، فأجواء الفيلم هادئة، والإضاءة أحيانا كثيرة تكون معتمة لتعطي إيحاء بالحالة النفسية للبطلة والبطل، وأداء البطلين كان رائعا، فالممثلة التي تقوم بدور “أناستازيا ستيل” تظهر انفعالاتها على وجهها، بشكل واضح، والممثل الذي يقوم بدور البطل يظهر من خلال انفعالاته كيف يتغير ببطء بتأثير اقترابه من “أناستازيا ستيل”.
الفيلم يحكي عن قصة حب تنشأ في أجواء غريبة، حيث يعاني البطل من السادية نتيجة لنشأته منذ الطفولة، وعدم تخلصه من تلك العقد التي تخلفت نتيجة الإساءة إليه والاعتداء عليه وهو طفل.
الفيلم..
فيلم “خمسون ظلا من جراي”، Fifty Shades of Grey هو فيلم إغراء ورومانسية ودراما أمريكي، صدر في 2015. من إخراج “سام تايلور جونسون” وسيناريو “كيلي مارسيل”، مقتبس من رواية “خمسون ظلا من جراي” للكتابة “إي.أل. جيمس” التي صدرت سنة 2011.
عرض الفيلم لأول مرة في مهرجان برلين السينمائي الدولي الخامس والستين في 11 فبراير 2015، وصدر عالمياً في 13 فبراير 2015 من قبل يونيفرسل ستوديوز. على الرغم من الاستقبال المتباين من قبل النقاد، حقق الفيلم نجاح فوري كبير في شباك التذاكر، جامعاً أكثر من 266 مليون $ عالمياً. وصدر الجزء الثاني في 2017.
طاقم التمثيل..
“داكوتا جونسون” بدور “أناستازيا ستيل”.
“جيمي دورنان” بدور “كريستيان غراي”.
“إلويس مومفورد” بدور “كاثرين كيت كافانا”.
“جنيفر إيل” بدور “كارلا ويلكس”.
“مارسيا غاي هاردن” بدور “غريس تريفيليان غراي”.
وصلت أرباح الفيلم إلى 166.2 مليون دولار في أمريكا الشمالية وإلى 404.8 في بقية أنحاء العالم رغم أن ميزانيته تتجاوز 40 مليون دولار.
تلقى الفيلم مراجعات متابينة من قبل النقاد. الفيلم حصل على تقييم 26% على موقع الطماطم الفاسدة، بناء على 167 مراجعة، مع متوسط تقييم 4.2/10. ميتاكريتيك أعطى الفيلم 47 من 100 بناء على 41 مراجعة.