عندما يبصق الولب الفقيه في ايران على الأرض يتسارع عبيده في العراق ولبنان واليمن وسوريا لمسح بصاقة بألسنتهم الطويلة، فبصاق الخامنئي مبارك، كيف لا وجده الحسين بن علي (ع) حسب دعواهم الهزيلة، العجب ان ذرية الحسين (ع) في ايران أكثر منها في العراق، حتى ليخيل للبعض اى أئمة الشيعة من الفرس وليس العرب الأقحاح.
عندما تحدث الخامنئي عن صلح الحسن (ع) مع معاوية (رض)، واعتبره انجازا عظيما، وهو يحاول بذلك ان يمهد الطريق للصلح مع إدارة الشيطان الأكبر بعد إنتهاء ولاية الرئيس ترامب، وهؤلاء اغرب ما فيهم انهم لا يعلموا ان الولايات المتحدة دولة مؤسسات، وان الكارتل الرأسمالي الكبير المتحكم في الإقتصاد الامريكي هو الذي يسير السياسة الخارجية الامريكية، ولو افترضنا جدلا ان الرئيس القادم بايدن سيصالح نظام الملالي، فأن هذا الصلح سيكون بشروط سلفه ترامب وربما بشروط جديدة أقسى منها، سيما ان المؤشرات تدل على ان الكونغرس الامريكي سيكون بيد الجمهوريين، ولذا سيصعب على الرئيس بايدن تمرير القرارات التي تتعلق بالموقف من إيران.
الحقيقة ان موقف الخامنئي من وجهة نظر التأريخية مثيرة للغرابة، لأن النظام الايراني كان يشيد بثورة الحسين بن علي (ع)، واليوم انحرفت البوصلة الى صلح الحسن (ع). اعتبار صلح الحسن (ع)انجاز كبير من قبل الخامنئي يعني الطعن بإنقلابية الحسين (ع)، فمن يحارب يختلف جذريا عمن يصالح. ولا جدال في ان الصلح أجدى من الحرب، لكن السؤال المثار: لماذا رفض الخامنئي صلح البحرين والإمارات مع اسرائيل طالما هو يؤمن بالصلح مع الشيطان الأكبر؟وكيف يبرر موقفه المتناقض؟ مع ان القرآن الكريم حض على الصلح بين الفرق المتقاتلة، بقوله تعالى ” وإن جنحوا للسلم فأجنح لها وتوكل على الله”.
كالعادة سارع قزم لبنان حسن نصر الله الى إعادة اسطوانة صلح الحسن مقلدا سيده الخامنئي، ومن خلال طرحه تبين للكثير ان حسن نصر الله لا يمتلك معلومات تأريخية وافية عن صلح الحسن، فهو الآخر طوع صلح الحسن لترسيم الحدود مع اسرائيل، وتم حذف عبارة (الكيان الصهيوني) من قاموس حزب الدولة، واستبدل بـ (دولة اسرائيل)، يعني ان حسن نصر الله اعترف بدولة اسرائيل، طبعا هذا التبدل السريع في ايديولوجية ما يسمى بمحور المقاومة مصدره الولي الفقيه، حسن نصر لا يتصرف من تلقاء نفسه، وانما يتلقى الأوامر من سيده الخامنئي، وهذا لم يعد سرا، وهكذا تحول محور المقاومة الى الصلح، من ثم اخذت به الميليشيات الولائية في العراق، فقد عقدت هدنة بعدم قصف المنطقة الخضراء والسفارة الأمريكية، وهذه الميليشيات الولائية قائدها الحالي اسماعيل قاآني.
عندما قصفت مؤخرا السفارة الامريكية بسبعة او عشرة صواريخ في انتهاك للهدنة المعلنة، سارع اسماعيل الى العراق موبخا الميليشيات الولائية على تصرفها الأحمق، لأنه يعيق جهود الصلح مع الإدارة الامريكية الجديدة، فسارعت الميليشيات الولائية الى إستنكار القصف واعتبرته تصرفا غبيا، وتبرأت منه، والألطف منه ان العملية حسبت لداعش!! ثم أعلن فصيل من حزب الله منسوب كذبا بإسم (أصحاب الكهف)،
كانت حصيلة قصف محور المقاومة مقتل طفلة وجرح (15) مدني، فقد سقط أحد الصواريخ على بيت عائلة فقيرة. اليس من الغرابة ان صواريخ المقاومة لم تقتل او تجرح جندي امريكي واحد، فكل ضحاياها من العراقيين المدنيين؟
الحقيقة ان التشبث بصلح الحسن يعتبر تغيير في افكار نظام الملالي وما يسمى بمحور المقاومة، فقد تبين ان الخامنئي وحسن نصر الله لا يعرفوا شروط الصلح بين معاوية والحسن، فقد ذكر العلامة المجلسي ان يُسلم الحسن لمعاوية ” ولاية أمر المسلمين على أن يعمل ما في كتاب الله، وسنة رسول الله وسيرة الخلفاء الراشدين، وليس لمعاوية أن يعهد الى أحدا من بعده عهدا، بل يكون الأمر شورى بين المسلمين”. (بحار الأنوار).
لكن لجهل او غباء او استحمار الأتباع، لم يذكر حسن نصر الله في خطابه عن صلح الحسن عبارة (وسيرة الخلفاء الراشدين). ولم يذكر شرط الحسن (ع) ان الخلافة بعد معاوية له او لأخية الحسين (ع) بل شورى بين المسلمين، كل هذه الحقائق التأريخية تغافل عنها حسن نصر الله في قصد طائفي خبيث.
الأمر الآخر ان شيعة الحسن (ع) بسبب الصلح مع معاوية أطلقوا عليه لقب (مذل المؤمنين)، وكان يرد عليهم لست بمذل المؤمنين وإنما حافظ على أرواح المسلمين، وكان تصرفه عقلانيا على العكس من أتباعه، ولكن شيعته رفضت ذلك، ويمكن للمختصين في العقائد والتأريخ ان يوضحوا الأمر بتوسع وتفاصيل أكثر عن صلح الحسن.
ما يهمنا ان تجيير الخامنئي وحسن نصر الله صلح الحسن لأهداف سياسية، يعتبر نقلة نوعية تفني كل طروحاتهم السابقة عما يسموه بثورة الحسين (ع)، فالإنتقال من الثورية الى السلمية يعني إنقلاب فكري تام، ولا نعرف كيف سيرر حسن نصر الله احتفاظ عناصره بالسلاح طالما إنه اخذ بنهج الحسن بن علي في الصلح مع اسرائيل؟
وهل سيتم عزف (سيمفونية) تحرير القدس من قبل محور المقاومة بعد الآن؟ ومن سيقود اوركسترا إزالة اسرائي من الخارطة؟
ضحى عبد الرحمن
العراق المحتل