خيال المآتة اومايطلق عليها تسمية ” الفزاعة ” هي دمية او مانيكان مصنوع على شكلانسان تدخل في تركيبة صناعته القماش وعادة ما يستخدم لاخافة الطيور او كاهدافللتدريب على الرمي او ضربات السيف او كدمى للحرق او للفت انتباه الثيران ٠٠ وجاء تصنيع ” الفزاعة ” بعد صراع مرير بين الانسان والطيور حرب ضروس تبدأ فترة بالسلام وفترة اخرى بالحرب فهناك طيور مغردة يهوى الانسان الاحتفاظ بها في اقفاص استئناسا بصوتها وتغريدها فيكتبون فيها شعرا ويمتدحون الوانها وهناك طيور برية تنظم بينالحين والاخر هجمات متفرقة على المزارع لاكل الحبوب فيمنعها الفلاح بوضع ” الفزاعة ” للحفاظ على الغلال المزروعة ٠٠ في عصرنا الحاضر وفي العراق تحديدا طور بعضالمسؤولين من الحرامية والسراق نوع اخر من هذه ” الفزاعة ” باستخدامات اخرى حيث حولوا البعض ممن يعمل في معيتهم الى ” فزاعة ” يستأنسون بعمله وفق اهوائهم واغراضهم الخاصة ويجعلونه اداة لهم وجعلوا الموقف اكثر مايقترن بالكوميديا او اشبه بفيلم هندي يبدأ بقصة تراجيدية وينتهي بمأساة غالبا ما تكون نهايته بوفاة بطل الفيلم٠٠ وعمل ” الفزاعة ” ليس بجديد فغالبا مايكون اسلوب جديد في عمل المسؤول الخبير في شؤون الشفط واللفظ تحت جنح الظلام واعطاء ” الفزاعة ” فسحة من امل لتلقي الصدماتفي معزل عن الباشا وصاحب المعالي والخشم العالي لكي لايكون في مسرح الحدثوالواجهة التي توقعه تحت طائلة المساءلة والمحاسبة غير المحمودة العواقب وغالبا مايضع المسؤول ” الفزاعة” كمصدر لنزواته وتحركاته خاصة اذا كانت ” الفزاعة ” مؤدبة وتحمل اخلاقا راقية ومشهود عنها بذلك وغالبا ماتكون مصنوعة من قماش واهن غير قادر على مقاومة التقلبات الجوية المفاجئة واعتبارها كمصد للرياح الصغراء التي تستهدفالمسؤول ٠٠ وقد كثرت في العراق بروز هذه الظاهرة ومن القصص العالمية الظريفة حول ” الفزاعة” قصة ذلك الشيخ الذي صرخ قائلا لاحفاده ” تلك الطيور الهائجة اضرتبمحصولنا وغلتنا كثيرا ٠٠ لذا قررت نصب فزاعة وسط الحقل لتخويفها وطردها ”
قال حفيده ” ياجدي قررت وليس قررنا هذا قرار فردي وليس جماعيا ٠٠ لاتتكلم بالوكالة ٠٠ خاب املك ياجدي الفزاعة فقدت هيبتها في هذا الزمن ٠٠ ان زمن “الفزاعات ” قد ولى ٠٠لقد فقدت الفزاعات وظيفتها ” وما ان وضع الشيخ الفزاعة في الحقل حتى تراجعت الطيور عن دخول الحقل ودخلت لاكل المحصول بطريقة اخرى مبتكرة لم تخطر على بال ذلك الشيخ فقال له حفيده ” ياجدي لقد اكتشفت الطيور سر لعبتك لتكرارك لها ٠٠ فالفزاعة اختراع قديم وطيور القرن الاول للهجرة ليس هي طيور العولمة والانترنيت وطائرات اف ١٦ عليك ياجدي ان تتكيف مع الظروف ولاتصر على رايك انك لايمكن ان تستحم في النهر مرتين فتجديد الادوات فرض عين لافرض كفاية ” كانت الفزاعة تبدو كتمثال بليد وكان الشيخ بعد ان ركبه العناد يتمتم حنقا وغضبا ٠٠ واستفاقت العيون على جيوش اخرى من الطيور تتقاطر حول الحقل وقال الحفيد
“اكتفيت انا بتشييع جدي بنظرات حزينة على ديماغوغيته الزائدة ” وظاهرة الفزاعة ليست وليدة اليوم بل هي ظاهرة قديمة استخدمها اصحاب القرار في الحكومات السابقة التي كان اغلبها قد وضعها الشعب في سلة المهملات غير اسف على ماالحقته به من تخلف وعبودية لشعب معطاء تنحدر اصوله الى اكثر من ستة الاف سنه. من حضارة اغنت حضارة العالم بالعلم والمعرفة ٠٠ فيا اخوتي في الايمان من كانت لديه غيره واحساس علىحب هذا الوطن المسلوب الارادة لايمكن ان يعمل ” كفزاعة ” او خيال مآته فكلنا ” فزاعة” بالحق وكلنا نسير بين ” الفزاعا ت ” واشرفنا من فاق من سباته وتفزع قبل ان يتفزع الاخرون ٠٠ فالوطن غالي والاغلى منه التماس طريق الحق والخير لاسعاد الاخرين من البشر