لم تكن هناك أي علاقة بين أبن لادن ورومي شنايدر .سوى إنها غربية والرجل لديه حساسية من الغرب.
هي حملت فتنتها وهو حمل بندقيته لكن من جمعهما هو أثناء كتابتي فصلا جديدا في كتابي ( عراق رومي شنايدر ) ظهر باراك أوباما ليعلن مقتل ابن لادن مما اضطرني لأ ترك مفاتيح الكيبورد وأغادر عيون رومي شنايدر إلى عيون أوباما لأشاهد تفاصيل عميلة اغتيال ابن لادن في عملية حاسمة وتوقيت يسبق البدء بهاجس انتخابات أمريكا قتل الأسطورة الميتة أصلا أسامة ابن لادن ولم يعد هناك ( بعبعاً ) يوقظ مضاجع الامريكيين وحلفاء حضارتها العولمية.
انتهى الأب الروحي للفكر السلفي المتطرف ومعه انتهى فصل شجار دموي متعب بين القاعدة والغرب. وربما البعض بسبب هذه الدراما المملة ووجع الرأس الذي يحمله هذا الاسم يتمنى أن تميط القاعدة عن لثامها وتعود إلى منهجية الحوار العقلاني في معالجة ماتراه باطلا ومدنساً وحراماً وتكف عن هذا السفح المجنون لدماء أبرياء بجريمة بجريرة الجندي المحتل .
ماكان يعتبره بن لادن نصرا له أثناء الوجود السوفيتي في أفغانستان أباح له ليشرع ويحرم ويقود العالم إلى الثمن الباهظ في واقعة مانهاتن ، ولكن بعد سنوات من هذا الشجار الغير المتكافئ بين القاعدة وأمريكا ـ الضحايا الأبرياء لهذا التلاكم والتلاسن أضعاف مضاعفة ممن تعتقد القاعدة أنهم جنودا كفرة عليها ذبحهم واغلبهم ضحايا وليس جنود مارينز…
وكانت القاعدة ــ بعلمه ــ أو بدون علمه ــ بأمره ــ أو بدون ــ أمره ــ تخلق في الساحات العامة موتا غير مبررا في أحزمتها الناسفة وسياراتها المفخخة وسيوف الزرقاوي القاسية وهي تحز رقاب أناس ليس لهم علاقة بآلة الحرب الأمريكية ربما هم صحفيون أو ركابا أبرياء في الطريق الواصل بين الشام وبغداد أو بين عمان وبغداد أو هم من متطوعي منظمات إنسانية تداخل حنانها وقصدها مع الموضة الاحتلالية التي تقودها أمريكا لنشر الديمقراطيات وإزاحة الطواغيت……!
إذن انتهت هذه الظاهرة وفيها إشارة واضحة إلى مشهد عولمي آخر لاتساهم فيه القاعدة سوى بفزعها وانكفاءها وفورة رد فعل حماسية في عدة هجمات ثم تذوب في المشهد الكوني الذي يسير بسرعة الضوء مثلما انصهر بادر مانهوف والجيش الأحمر الياباني والخمير الحمر وأبو طبر وفيلق حنين وثارات أيلول الأسود وكل البيانات التي تكتب بخط اليد لتثأر من هذا وذاك…
مات الرجل بعملية دراماتيكية في بيت لايتوقع احد أن يكون فيه بعد أن وشى به طبيب باكستاني لمعالجته من مرض الكلى المزمن في حي سكني في باكستان لايسكنه سوى الضباط الكبار وفيه مركزا استخبارياً وقاعدة عسكرية مهمة …
من اختار لابن لادن هذا المأوى لحين أن يقتل ( الله أعلم )…؟! .
هذا الظل المرعب لم يعد موجودا ولم تعد أشرطته المسجلة على الكاسيت تبث صوته المتعب من آثار آلام أحجار الحصى في كليته …
مات وماتت معه ذكريات الصور المرعبة للسيناريو الظلامي الذي كان يضعه صقور البيت البيض لهذا العالم وبسببه احترقت كابول وبغداد وطارت رؤوس وعروش وستطير من بعده الكثير….!
أبن لادن ــ كش ملك ــ مات ……!
أغمض الرجل عينيه حين أعدت طلقة في الرأس سلفا ..فهو من أول إعلان ــ كابوي ــ الرجل كان مطلوبا ميتا وليس حيا …فأخذها من رحمة مطارديه واستراح من هذا التخفي الطويل…!
أما انا فعلي أن اعود الى عيون فاتنتي المرحومة رومي شنايدر لأكمل بقية فصول كتابها….!