17 نوفمبر، 2024 5:33 م
Search
Close this search box.

بإنتظارِ ساعةَ صفرٍ !

بإنتظارِ ساعةَ صفرٍ !

جرّدنا ” ساعة الصفر ” من الألف واللام , حيث لا وجود لإنقلابٍ عسكري او ثورة جديدة في العراق ” حالياً ” ولا حتى لقرب حدوث معركة حربية , لكنها لأمرٍ آخرٍ يمكن تسميته بِ < كاتيوشي او غراد > .!
لا ريب أنّ ابرز الأخبار واكثرها سخونةً ليوم امس هو تصريح السيد قيس الخزعلي – زعيم حركة عصائب اهل الحق , حول انتهاء الهدنة بين الفصائل المسلحة مع الجانب الأمريكي .. وفي الواقع فإنّ استخدام مفردة ” الهدنة ” هو اصطلاحٌ مجازيّ , فالهدنة تقع او تحدث عادةً بين دولتين او جيشين او جهتين مسلحتين , ولم يحدث ايّ توقيعٍ او اتفاقٍ مشترك بين الأمريكان والفصائل المسلحة , لكنّ المقصود في ذلك هو انتهاء مهلة قصف الأهداف والمصالح الأمريكية بالضربات الصاروخية او سواها , وذلك لعدم تحققّ الشروط التي وضعتها او اشترطتها الفصائل بعدم الإبقاء على اي قاعدة امريكية او قوات داخل العراق وفقاً لتصريح السيد الخزعلي , والذي اضاف في فقرةٍ اخرى من تصريحه بأنه لا يؤيد قصف السفارة الأمريكية في بغداد …
لا شكّ أنّ التصريح الآنف الذكر قد جعل طواقم السفارة الأمريكية والجنود والضباط الأمريكان في القواعد الجوية المعدودة في حالة استنفارٍ قصوى , وذات الأمر للأجهزة الأمنيّة والعسكرية العراقية , ولحالةٍ من الترقّب الشديد لوسائل الإعلام الأمريكية والعالمية الأخرى , والأهم من ذلك او ما يوازيه لدى الرأي العام العراقي خشيةً ” على الأقل ” من أن تتساقط الصواريخ مرّة اخرى على اهدافٍ مدنيةٍ وتقتل ما تقتل من اطفال ومواطنين ابرياء او تهدم منازلاً ما على رؤوسِ اصحابها كما حدثَ في مرّاتٍ سابقة , بجانب ما يؤدي استئناف القصف الصاروخي من توتّرٍ نفسيٍ وفكري وسواهما لدى الجمهور , ومضاعفات ذلك .!
لا ريبَ ايضاً أنّ اعلان الفصائل المسلحة بأنتهاء الهدنة او المهلة في التوقف عن توجيه الصواريخ ليس منفصلاً عن ادراكها المسبق بأنّ معاودة القصف سيحفّز او يضاعف من تحفيز الرئيس ترامب من توجيه ضربةٍ عسكريةٍ ما الى احدى المفاعلات النووية الأيرانية ” نطنز ” او الى حلفاء واتباع ايران في المنطقة , وذلك وفقاً لما تنقله الأخبار عن بعض المصادر الأمريكية , وننوّه هنا أنّ معظم ما يجري نشره اعلامياً في الولايات المتحدة ” بهذا الشأن تحديداً ” هو ليس كحصادٍ عن الصحافة الإستقصائية , وانما ما تقوم به الأدارة الأمريكية من تسريباتٍ محددة الى وسائل الإعلام الأمريكية , والذي يقود الى سرعة الإنتشار واعادة الإنتشار على الصعيد العالمي .! , وإنّ الضربة العسكرية الأمريكية محتملة الوقوع في هذه المرّة قبل ان يغادر ترامب كرسيّ الرئاسة . وقد غدت ودخلت الأزمة مرحلةَ تحدٍّ خطيرةٍ يصعب التنبّؤ بنتائجها , ويمكن القول بشكلٍ او بسواه أنّ العدّ التنازلي قد بدأ مشواره .! , وأنّ ايّ تأخيرٍ محدودٍ ومفترض في اطلاق صواريخٍ جديدة على المصالح الأمريكية في العراق هو ضمن ما يصطلح عليهِ ” بحرب الأعصاب ” .
بقيَ ان نشير بأنّ سرعة اعلان انتهاء < هدنة – مهلة > الفصائل والمجاميع المسلحة بعد ضربة صواريخ غراد الأخيرة ” وبغضّ النظر عن تصريح السيد الخزعلي ” , فإنها توحي فيما توحي الى استبدال طاقم او مفرزة اطلاق ال ” غراد ” التي فشلت في التسديد .! بآخرٍ غيره وبمهارةٍ اكثر , ولا ندري ولا سوانا يدري كيف ستغدو مواجهة منظومة ” سي رام ” الأمريكية التي تحرف ايّ صواريخٍ موجّهة نحو اهدافٍ امريكية ما في العراق الشاق .! , وكلّ العراق الآن في حالةِ انتظارٍ غيرَ سارّ , ومُثقَل بما لا توضعُ له اوزار .!

 

رائد عمر

أحدث المقالات