مايستحقه السيد الشهيد اكبر من أن تسعه كلماتنا، او يحده بحد فكرنا وأهتمامنا ، أو تحيد به آمالنا..
فهو رجل خارج سياقات زمانه، وكان بحق فلتة.. قل نظيره وكثر اتباعه ومحبوه ومريدوه.. وتجهز وتنقب اعداوءه واتحدرا والتقوا واجتمعوا على باطلهم وكان بينهم بعد المشرقين.
محمد الصدر.. رجل قل نظيره.. محارب من الطراز الاول، لم يتمنطق بسلاح لايحيد استخدامه، ولم يقل ما لايفعل وأن قل مايفعل رجل.. والرجال قليل.. نطق حين ظل الاخرون سكوتاً نياماً.. ايقاظاً، امواتاً أحياء لايهشون ولاينشون..
لم يكتف بان يكون ناطقاً بل كان ناطقاً مؤثراً، يختار كلماته بدقه وامتياز، كما يدقق في اختيار خطب الجمعه التي أحياها وسقاها بيده رياً روياً فكان لكل جمعه عنوانًا ولكل عنوان اطروحات اخلاقية وعباديه وسياسيه ،كان يرتقي باحباءه(الدذين خلقهم الله لأجله) سلم الوعي درجه بعد أخرى يحوطهم بحنانه ويرعاهم بكل ما يستطيع.
الشهيد الصدر(قدس) كان حالماً واعياً، يستشرف المستقبل ويقرأ التاريخ بعيون الحاضر، يتلاعب بطاغية عصره، يعصره ويبصره، كان الطاغيه مجرداً من طغيانه وعنجهيته وقوته بين يدية، لانه كان كبيراً بعقله وايمانه فصغر كل مافي الوجود ولم يعد للمخلوقين(قوة) تؤثر فيه..
لذلك فأنه كان يرصد بوعي تام مدى تأثير كل شعار يطلقه، في كل جمعه كوفانيه يقيمها وفي كل خطبه يلقيها.. وكانت رموزه المقروءه من ابناء العراق الملتفين حوله،، منطلقات للتغيير الواعي في منظومة المواجهه والتصدي مع السلطان الظالم وكسر حواجز الخوف والتدريب على الطاعه الواعيه للمرجعيه الناطقه.
كان يطرق على حديد الطاغية ويوجه له الطعنه تلو الاخرى فكانت صرخات (كلا كلا للظالم) التي هتفت بها حشود الفقراء التي تجمعت بكلمه منه ، حشود في حج المساكين لاتبت في دنيا، تتبع رجلاً تقمص كفنه وسعى الى حنفه كان يقرأ الشهادة وكأنها الحروف الابجديه، فلم تكن الشهادة درسً صعباً بالنسبه للسيد الشهيد الصدر.
كانت الف ياء حياته، فقد خرج الشهيد الصدر (شهيداً) وعادت نفسه المطمئنه الى بارئها راضيه مرضيه.. عاد شهيداً حيث تسمر الاخرون في توابيت الخوف، وتلحفوا بلحاف اللامبالاة في برانيات مادخلتها الشمس التي كانت تشرق وتغرب في براني محمد الصدر كل يوم.
الشهيد الصدر، عنوان كبير يستحق منا لا مجرد (فاتحه) طلب ان نقرأها على روحه الشريفه وهو يعلم أننا لن نستطيع غيرها (طبعاً الا ماندر) انه يستحق منا قراءه حقيقيه لشخصيته الفذه، ومشروعه الوطني الكبير.
كان عنواناً لوحدة العراق واراد ان يشيد جدراناً تقف بوجه فتنه طائفية سيعمل اعداء العراق على إذكاءها.
كانت صرخاته ضد امريكا واسرائيل، ودعوته للتمهيد لأمام العصر والزمان عليه السلام بوعي ايجابي منطلقان اساسيان في مشروعه التغييري الكبير.
كان يفتخر ان بموته (شفوة) لامريكا واسرائيل.. فهو يعلم أن أمر مقتله قد صدر في اروقة مخابراتهما وهو يعلم ويعلمون ذلك.
وربما لم يعتد تاريخ الحوزه العلميه في العراق ان يتعامل بايجابيه وتلقائية مع ظاهرة محمد الصدر الذي كشف عوراتها، وفضح الخفي من اسرارها بدافع التغيير الايجابي، تخيل (حوزه علميه) تتعاطئ بسلبيه مع تثبيت (لوحة اعلانات) او استخدام الحاسوب او فتح حسابات حقيقية مع رقابة ماليه لمدخولات الحوزه.
وتخيل حوزة لم تعتد من ينزل الى الشارع ويتعامل مع الطبقات الدنيا من الناس الذين اعتاد بعض (أيات الله) على تسميتهم بالمعدان او العوام او المكلفين.
بينما كان الشهيد الصدر يقبلهم ويرفض ان يقبلو يده الطاهره ، لسنا في ميدان تعداد حسنات الشهيد الصدر ، ولكننا في ذكرى استشهاده الاليمه تستذكر الامنا وحزننا اننا فقدناه في زمن نحن احوج مانكون الى قمه عاليه، وظل ظليل ونور ساطع نتلمس فيه طريقنا الى النجاة.
إن قتلة الشهيدين الصدرين لازالوا طلقاء، ويتربع بعضهم على كراسي الهيبة الزائفه ويتلاعب ذويهم باموال المساكين من طالبي رضا (نواب الامام) يقف الفقراء وطلبة العلم على ابواب منخوره ساعات طوال كي يحظوا بما يصرفه بعض ذويهم على حلوى …بما يقتاتون به الشهر.
قتله محمد الصدر .. هم بعض من شذ من اتباعه عن جادة الصواب واصبح يتأجر ويظلم بأسمه.
قتلة محمد الصدر هم بعض السياسين الذين صعدوا على اكتاف آل الصدر وتخلوا عن الفقراء وانشغلوا بدنيا دنيئة فانية.
قتلة محمد الصدر هم من ارتكبوا المأثم ولم يكون منتظرين ايجابيين لأمام زمانهم ارواحنا له الفداء
قتلة محمد الصدر ارباب السلطه الذين ارتدوا ثياب التشيع وأصبحوا يظلمون الناس ويعتقلونهم على الشبهه ويبتزون الابرياء ويتركون الجناة والقتله يصولون ويجولون ويوغلون في دماء ابناء جلدتهم.
قتلة الصدر هم امريكا وأتباعها واذنابها ومن وضع يده بيدها وهم كذلك سراق المال العام والمفسدون وكل سيئ ومرتاب وغادر وطائفي ومنافق.
وهم كما نعلم (اي هولاء) كلهم موجودون في زمان غاب عنه الصدر وظهر فيه الصدر، والصدر كما المحنا هو عنوان كبير لمشروع تغيير فعلي في بنية المجتمع، وتصدى لهالسيد الشهيد واستمر على نهجه السيد مقتدى مع ثلة من المخلصين من اتباع السيد الشهيد رضوان الله عليه
ان على من يدعي انه من اتباع السيد الشهيد الصدر، ان يتصدر وان يكون عنواناً ثانوياً للالتزام والوعي والخلق الرفيع.
لايريد محمد الصدر صخباً وهتافات بذكرى استشهاده يريد منا (ورعاً) عن محارم الله.. واجتهاداً في طاعته.
يريد منا اخلاصاً للقيادة التي ماحادت عن طريقه ونهجه.
يريد منا هدوء وسكينه وسلاماً مع كل العراقيين.
يريد منا ان نطفئ بوعينا وقيمنا واخلاقنا نار فتنة اشعلها اعداء الله.
يريد منا أن نقرأ دعاء العهد بوعي وتفاعل واندماج وان ندعوا بتعجيل الفرج بصدق.
ترئ ماذا سنقول لأمام غائب ننتظره من قرون حين يظهر فجأه ويجدنا بحال لايسر عدوأ ولا صديقاً.
هل سنقول له (عد يا أبن فاطمه .. فأن الاسلام بخير
.. فأن لدينا مراجعنا وقيادتنا وحكومتنا ووزراءنا وساداتنا وشرفاءنا ونحن لسنا بحاجه اليك!!!
محمد الصدر اسم ليس للبيع ولا للشراء.
انه اسم (للشرف) والشرف لم يعرض للبيع أبداً
محمد الصدر اسم (للعراق) الذي لم ولن يكون للبيع ابداً
[email protected]