الأسرة هي نواة المجتمع التي تتصل بصميم تكوين الانسان حيث يكتسب الفرد معارفه وسلوكه الاجتماعي وخبراته الأولى من هذه المؤسسة الصغيرة التي تحتضن الفرد وترعاه منذ ولادته من خلال مايتعرض له من ميراث ايجابي او سلبي اذا ان مرحلة الطفولة هي المؤشر الى سلوكيات الطفل الابداعية وهذا يلقي المسؤولية الكبيرة على عاتق الوالدين واكثر ما يتبادر للذهن مادور الوالدين في تكوين الشخصية السوية لدى الأبناء؟ وماافضل الأساليب التي يمكن استخدامها لتحقيقها؟
يتوقف مستوى الأبناء الثقافي والحضاري والاجتماعي على التربية التي يتلقونها اذ ان الطفل في هذه المرحلة يستجيب بشكل ايجابي للتوجه والإرشاد كما تشير العديد من الدراسات الى خطورة تأثير ثقافة الوالدين ومعاملتهم في بناء شخصية الأطفال ففي دراسة قام بها الحافظ عام (٢٠٠٨) في معرفة اتجاه الاسر السعودية في مدينة جدة في التنشئة وعلاقتها بقدرة الأبناء في مرحلة الطفولة المتأخرة ( ٩-١٢) سنة ذات مستويات اجتماعية واقتصادية وثقافية مختلفة اذ بلغ قوام العينة (٢٠٠) اسرة بواقع (١٠٠) اب او ام و(٥٠) ابن و(٥٠) ابنة بينت الدراسة ارتفاع نسبة الآباء الذين يمارسون أساليب التسلط والحماية الزائدة والتذبذب بدرجة كبيرة واسلوب اثارة الالم النفسي بدرجة متوسطة مع ابنائهم وانخفاض نسبة من يتبعون اسلوب السواء.
لذا من منطلق مهمة الوالدين في تربية الأبناء التي تحدد شخصية الطفل ركزت معظم النظريات النفسية على دور الأبوين في إعداد ابنائهم من خلال مبدأ الوقاية خير من العلاج التي تعتمد على التزود بثقافة ومعرفة بالنواحي النفسية والسلوكية التي تطور حاجات الطفل في كل مراحله العمرية والتي تتمثل في كفاءة الوالدين في التربية والتي تستند الى اربعة ركائز مهمة تتمثل بالدفء والبنية ودعم الاستقلال ودعم التطور ويشير مكون الدفء الى الدرجة التي ينجح فيها الآباء والأمهات في التواصل مع ابنائهم وتوفير الشعور بالحب والتقبل والدعم اماالبنية فهي الدرجة التي تصل اليها توقعات الوالدين مع تحديد قواعد سلوك الأبناء ويعبر الاستقلال عن درجة تقبل الوالدين وتشجيعاتهما الفردية وأخيراً فإن دعم التطور هو درجة تشجيع الوالدين وتحسين إمكانيات الأبناء التنموية المتعلقة بالتفكير العاطفي والعقلاني وهذا يعني جودة الأساليب التي يتبعها الاباء في الإهتمام بابنائهم وسلامتهم فالابناء الذين يتمتعون بعلاقة جيدة مع اهلهم هم اكثر نزعة لبناء علاقات اجتماعية ايجابية ويتعاملوا مع الآخرين بإحترام وتعاطف ويحظو بثقة بالنفس وبتقدير اعلى لذواتهم ويستمعوا لنصائح اهلهم ويعملوا بموجبها.
لذا من الضروري ان نغير وجهة نظرنا واساليبنا في الحياة اذا اردنا تطوير مهارات مجتمعنا وتقدمه وحقوق الطفل من اهمها وتغيير اساليبنا لا بد ان تتناسب مع العصر الذي نعيش فيه.