قواعد واصول الفساد عراقة وخبرة وتدبير وتنظير
ونصائح خبير كبير لمدير ومسؤول ووزير ومعمم وافندي وسفير ولايبقى الصغير صغير بفضل التدبير والتنظير
لابد من تعلمها جيدا ومراعاتها بدقة متناهية
#_اولاها :
لا تكن وحدك… فالفساد عمل جماعي يتطلب مشاركة الفاسدين وتوثيق الصلة بهم.
#_ثانيها:
ابحث عن الرجال الذي يقال عنهم إنهم فوق القانون، واشتر شراكتهم بغالي الأثمان…فهؤلاء يعلمونك مهارات لايمتلكها غيرهم، فيختصرون عليك الزمن في صعود سلم الفساد المفيد.
#_ثالثها:
ترتكب خطأً جسيماً إذا كانت قطعتك من “الكاتو” أكبر من قطعة من هو أعلى منك، فقسمة كعكة الفاسدين لا تكون بالتساوي.
#_رابعها:
كن كريماً واجعل شعارك “ربي ارزقني وارزق مني”… ففتات الفساد الذي توزعه على الفاسدين الصغار سيشجعهم لاتباعك لاحقاً وطلب المزيد من الكاتو.
#_خامسها:
ان الفاسد المحترف لابد أن يكون قانونيا.ً..* فالمختلسون البدائيون يذهبون إلى السجن… أما المحترفون فيصفق لهم الناس… ويكرمون أمام عدسات المصورين.
#_سادسها:
لا بد من ان تتعلم كيف تخفي أدلة فسادك وتغرقها في أقرب مجرى للسيول… فإغراقها أسهل من دفنها.
#_سابعها:
لا تخف… ولا تخجل من الفساد… فنحن أكبر امبراطورية في العالم…موجودون في كل مكان.
#_ثامنها:
أقم بشكل دوري الحفلات الصاخبة واجمع المتنفذين بين القطاعين العام والخاص…فكلما زاد السهر زادت قابلية الناس للفساد.
#_تاسعها:
تعلم مصطلحات الفساد جيدا، الفاسد يكره كلمة “رشوة”… هو يحب أن يسميها “عمولة”… والحديث الوحيد الذي يحفظه ويحبه “تهادوا وتحابوا”.
#_عاشرها
لا تنكر الفساد… بل تحدث على أنه كبير إلى حد لا يمكننا إزالته… بل علينا “التعايش” معه… تحدث عن “الشرف والنزاهة” وأكثر من الشعارات والخطب الرنانة… ولا تتوقف عن لعن الفساد وشتم الفاسدين.
#اماالقانونالحاديعشر :
اجعل صورتك نظيفة و قدم خدمات جليلة لمطاردي الفساد…
خذ معهم صوراً تذكارية…
ابحث عن “بوق إعلامي” يساعدك… فالانتهازيون من الإعلاميين يختصرون عليك خطوات كثيرة.
#القانون الثاني عشر:
الفساد مرض معد… وصاحب الدخل المحدود، الذي تمر الملايين من تحت يده سيضعف يوماً ما مادامت الرقابة ضعيفة.
#الثالث عشر:
لا تكترث بالمثقفين…
فهم ايديولوجيين يتطاحنون بينهم بعيداً عنك.
#الرابع عشر
إذا عثرت على قاض فاسد فقد وجدت كنزاً لايقدر بثمن… فاغدق عليه … ولن يسأله أحد من أين لك هذا.
#الخامس عشر:
إحذر “الشفافية”… فهي بداية النهاية…
حاربها بكل ما استطعت.
ودليلنا على اصغر البهلوانيات والتغني تحت طشت الفساد
احمد ملا طلال :
القصر الجمهوري في العراق الذي يعد الرمز السيادي للدولة بعد استلام الكاظمي رئاسة الوزراء لم نجد فيه اثاث وحتى اثاث القمة العربية اختفت وأكثر من ٥٠٠ سيارة اختفت .. !!!!
شني هاي حزورة لو لعبة دعابل …!!!
هذا ناطق بأسم الحكومة ( الدولة العميقة )..
هل رأيتم اكثر من هذه المهزلة …؟
الحمد لله لم يقل أنهم لم يجدوا القصر ….!!
من يسرق مصرف الزوية، لااااا يسرق اثاث القصر وسيارات القصر ….؟
اعترفوا وقولوا ان مايسمى ب “الحكم ا الذي تحكمون به، هو افسد واكثر اجرام وارهاب حكم في تأريخ العراق وشخوصه احقر أنصاف الرجال في العالم..
بعد ثلاثة أسابيع من تصريحه بشأن امتلاك الحكومة العراقية معلومات تخص قتلة المستشار السابق للحكومة والمحلل السياسي هشام الهاشمي، قال أحمد ملا طلال، الناطق الرسمي باسم رئيس الوزراء العراقي، إن “جهات هربت قتلة الهاشمي للخارج”.
وكان طلال كتب في تدوينة على فيسبوك، في ٢٥ أكتوبر الماضي، قائلا إنه لا يمكن الكشف عن المعلومات التي حصلت عليه الحكومة “حفاظا على سرية التحقيقات، توصلنا إلى معلومات تخص قتلة هشام الهاشمي، ولا يجوز التصريح بها حفاظا على سير وسرية التحقيقات.
لكنه قال في حوار إلى قناة العراقية الإخبارية، الأحد، إن جهات هربت قتلة الهاشمي خارج العراق بعد يوم واحد من حادث الاغتيال، مشيرا إلى أن الأجهزة الأمنية كانت حددت هوية اثنين من المتهمين.
وأضاف “توصلنا إلى الدراجات النارية (المستخدمة في عملية الاغتيال) في منطقة ما في العاصمة بغداد، وتعرفنا على شخصين من الأربعة الذين نفذوا الهجوم”.
وأكد أن رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي وعد بملاحقة قتلة الهاشمي، وأن الأجهزة الاستخباراتية “ستعمل على إحضارهم من خارج البلد”. لكنه لم يفصح عن الجهة التي هربت المتهمين.
وقُتل الهاشمي، وهو محلل معروف قدم المشورة للحكومة بشأن هزيمة مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) وكبح نفوذ الفصائل المسلحة الموالية لإيران، برصاص مسلحين اثنين على دراجة نارية أمام منزل أُسرته في بغداد، يوليو الماضي.
وينفي مسؤولو الميليشيات المتحالفة مع إيران أي دور لهم في الجريمة. وعبّر بعض أنصار تنظيم داعش عن سعادتهم بموته، غير أنه لم تعلن أي جماعة مسؤوليتها عن قتله، كما لم تشر الحكومة بأصابع الاتهام إلى جماعة بعينها.
وفي وقت سابق من أكتوبر الماضي، نشر حساب على تطبيق تلغرام للرسائل النصية المشفرة محادثة مسربة للهاشمي تحدث فيها عن خلية إعلامية، تابعة للحرس الثوري الإيراني، في بغداد
ـ نحن شعب العراق.. نحن العراقيون الشرفاء.. الذين وضعنا العراق في قلوبنا.. وفي حدقات عيوننا.
ـ العراق.. شرفنا.. وعزتنا.. وخيرنا.. وهو ربنا الثاني.. هو اسمنا.. وسيادتنا.
ـ نحن منه.. وهو منا.. هو أدميتنا.. وإنسانيتنا.. هو أخلاقنا.. هو موروثنا.. ومستقبلنا.
ـ دافعنا عن عراقنا: أرضاَ.. وسماءَ.. ومياهً.. وحضارةً.. ووطناً.. أمام كل الغزاة والهمج.
ـ بنيناه بأيدينا.. وأيدي آبائنا.. حتى أوصلناه.. باعتراف الدنيا.. إننا على أبواب الانتقال لمصاف الدول المتقدمة.
ـ نحن الذين محونا أمية كل مواطنينا.. وأصبح تعليمنا يشاد به في كل العالم.
ـ واستأذنا الجامعي.. وطبيبنا.. ومهندسنا.. واقتصادينا.. تأخذ لهم الدنيا التحية.
ـ اكتفينا ذاتيا بالزراعة.. وبالثروة الحيوانية والسمكية.. وتمورنا تصدر للكل دول للعالم.
ـ صناعتنا ازدهرت.. وتطورت.. ووصلت الى مستويات عالمية معروفة.. وفق المقاييس والمعايير الدولية.
ـ شوارعنا نظيفة.. بيوتنا نظيفة.. سلوكنا حضاري.. أخلاقنا رفيعة.. أطفالنا جميعهم بمدارس لائقة.
ـ وعندما هجم الأعداء.. لأعادتنا الى العصور الوسطى.. وقفنا وقفة رجل واحد بكل طوائفنا.. دفاعاً عن عراقنا الواحد الموحد.
ـ تحملنا نزقات.. وظلم.. وعنجهية.. وهمجية.. حكامنا.. وتحملنا حروب صدام.
ـ وسقط مئات الآلاف من شبابنا.. وشيبنا.. ونساءنا.. قرباناً لوطننا.
ـ قضينا 13 سنة عجاف.. ولم ننكس رؤوسنا.
ـ كنا نعيش تحت خط الكفاف.. وتحت خط الصفر غذاءاً ودواءاً.. بعنا كل شيء من حطام الدنيا.. إلا شرفنا.. شرف العراق.
ـ ولم نخن وطننا.. ولم نبيع العراق.. فمن باع وطنه.. باع شرفه.. والعاهرة أشرف منه.
ـ فصديقتكم أمريكا.. وشذاذ الأفاق.. ومنظمتهم الدولية.. فرضوا الحصار الاقتصادي والثقافي التام علينا (نحن شعب العراق).
ـ ولم تفرض أمريكا وعملائها.. الحصار على صدام.. نحن العراقيون الأباة.. اكتوينا بحصار صديقتكم.. وسيدتكم أمريكا.
ـ مات مئات آلاف من أطفالنا.. ونسائنا الحوامل.. ومن شبابنا وشيبنا.. بسبب غياب الدواء والغذاء.
ـ وأنتم كنتم يومياً تنعقون في الخارج.. بتشديد الحصار علينا.. وتعرفون جيداً إن الحصار مفروضٌ على شعب العراق.. وليس على نظام صدام.
ـ مئات ممن غُيبَ منا.. وقتل من قتل منا.. واعدم من اعدم منا.
ـ نحن الذين بقينا.. نحن شعب العراق العظيم.. الصابر.. الكريم.
ـ وبرغم اتهامكم لنا نحن عراقيو الداخل.. بأننا خونة وبعثيون.. فأن صدام لا ينام الليل كله.. خوفا منا.. ويومياً.. أقولها بثقة تامة.. يعدم من رجالاتنا العديد.. ومن شعبنا الالاف.. وهذه مقابرنا الجماعية.. وليست مقابركم!!!!!!ـ فانتم تستجدون وتخونون الشعب.. بذبحه بطائرات الفاتنوم الامريكية.. ودول الاستعمار الاخرى .. التي تلفيكم!!
ـ بعد أن غادرتم أنتم لدول أوربا الجميلة.. وهاجرتم بمحض إرادتكم.. من فاشلين.. أو أرسلكم صدام لبعثات دراسية.. وبقيتم في الملذات.
ـ وبعضكم كان بمواقع عليا في سفاراتنا في الخارج.. وعندما انتهت مددهم.. فضلوا البقاء في الخارج.. وعدم العودة للعراق المحاصر!!
ـ نحن نعرف أنفسنا.. وأوصافنا.. ونفتخر بسيرنا وتاريخنا.
ـ لكن من انتم ؟ .. من أنتم ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
ـ كنتم أنتم خلال محننا تستلمون الإعانات وتستجدونها من دول الغرب.
ـ والبعض منكم استلم وما زال يستلم الدولارات من مخابرات أجنبية.
ـ ليخون شعب العراق.. والوطن الذي عشتم فيه عقود.. لتخونوه.
ـ بل ما زال أكثركم يستودع عائلته في تلك الدول حتى الآن.
ـ أنتم اللصيق الذي التصق على جسد العراق.
ـ وامتص دم العراقيين بكل.. بكل كتلكم السياسية.. وأكثر مما فعل قادة البعث ألصدامي.. بنا.
ـ نحن العراقيون بكل فخر وثقة.. رافعي رؤوسنا دوماً.
ـ فمن أنتم أصحاب الجنسيات الأخرى ؟؟
الفساد هو الوحش الذي طالما تربص بأحلام الشعوب، وهو ظاهرة تتغنى الحكومات في دول العالم باختلاف قوتها الاقتصادية وجودة العدالة فيها بمحاربتها، أما الأنظمة الاستبدادية والشمولية فقد تمكنت من تحويل الفساد من سلوك غير سوي ومنبوذ إلى ظاهرة اجتماعية مألوفة يتقبلها العام والخاص وتتوارثها الأجيال، بحجة الانتماء إلى عالم ثالث يعتبر أرضا خصبة لجميع الظواهر السلبية، وفي أبجديات الحكم كل سلوك مدروس له قواعد وظروف مثالية يظهر ويتنامى فيها، والفساد سلوك ينتجه الغياب التام للرقابة الذاتية والمتمثلة في الضمير والمبادئ والرقابة العامة والمتمثلة في القوانين والضوابط التي تسهر على تطبيقها الدولة، وهنا يظهر جليا أن سلطات فاسدة لا يمكن أن تضمن وجودها إلا في مستنقع مجتمعات فاسدة.
إن الفساد صناعة وله علاقة حميمية مع التخلف، تشبه علاقة كليوبترا بيليوس قيصر علاقة لجوء وحماية وعشق أزلي، وتساهم التنشئة الاجتماعية بشكل مباشر في ترسيخ القابلية للفساد في شخصية الإنسان، فالأسرة أو المؤسسات التعليمية قد تكون لبنة أساسية في تصدير إنسان فاسد إلى المجتمع، سلوك بسيط ربما في نظر العامة، عدم احترام الطابور، المحاباة، استعمال المحسوبية، الرشوة، هي الخطوط الأولى لرسم دولة الفساد والفاسدين، وتستعمل الأنظمة السياسية في الدول المتخلفة شعوبها في نشر الفساد في أدق تفاصيل الحياة، بهدف أن يتحول إلى أخلاق شعب، لا أخلاق مسؤول أو هيئة أو سلطة، وهو ما يرفع عن عاتقها المسؤولية الأخلاقية والقانونية لمحاربته.
لا يمكن أن ننكر أبدا من ناحية علمية أو منطقية دور السلوكيات المكتسبة في بناء شخصية الإنسان، فالإنسان هو خلطة ومزيج بين الفطرة والاكتساب
المجتمع بمؤسساته المختلفة هو مدرسة تكونية لإنتاج الأفراد، وكلما كانت هذه المدرسة نزيهة وأخلاقية، كلما أنتجت أفرادا يتصفون بالأخلاق والمبادئ الرائجة داخلها، ودرجة التقبل للسلوك تتعلق أساسا بدرجة انتشار هذا السلوك داخل الجماعة، ولعل نظرية الامتثال الاجتماعي تعد تلخيصا مثاليا لهذه الظاهرة، فالإنسان يرضخ في الغالب لعادات وأخلاق العامة، وقد يناقض مبادئه من أجل مسايرة عرف الجماعة.
الفساد تسلسل هرمي، يتدرج من الغفير إلى الوزير، كل منهم يمارس الفساد على مستوى المنصب والمحيط الذي يوجد فيه، وبدرجات متفاوتة، وفي العديد من الدول المتخلفة لم تكن هناك رغبة حقيقة وإرادة دولة في محاربة الفساد، واقتصرت مكافحته على القوانين والهيئات الشكلية، والتي استنزفت المال العام لعقود، ولم تثمر نتائجا ملموسة، لهذا اتسعت دائرته وتغلل أكثر فأكثر في مفاصل المؤسسات والمعاملات، وذهنيات الناس، وأصبح القضاء على الفساد في عقيدة الشعوب تحديا صعبا وحلما قوميا بعيد المنال على المدى القصير على الأقل، لكن ما يجهله أو يتجاهله الكثيرين أن الفساد مؤامرة ممنهجة، وهم جزء لا يتجزأ منها، وأن محاربته لا تحتاج لمعجزة كونية بل تحتاج فقط إلى تفعيل دور الضمير بداخلهم واحترام القوانين والاعتراف بوجود كيان دولة، وسيرورة هذه المبادئ ستضمن بالضرورة سيرورة لنبذ الفساد والفاسدين.
لا يمكن أن ننكر أبدا من ناحية علمية أو منطقية دور السلوكيات المكتسبة في بناء شخصية الإنسان، فالإنسان هو خلطة ومزيج بين الفطرة والاكتساب، قد يطغى أحد العناصر على الآخر، لكن يبقى دور السلوك المكتسب واضحا في سمات شخصية الإنسان ومعالمها، وحتى لو سلمنا جدلا بأن الإنسان يولد فاسدا أو نزيها بالفطرة، فلقوة القانون دور محوري في كبح جماح الفساد والأخلاق السيئة، فطفلك بذرة تزرعها في تربة اسمها مجتمع، فقد تكون بذرة طيبة في أرض بور، وقد تكون بذرة فاسدة في أرض صالحة، ونبتة الإنسان التي ستخرج من هذه البذرة هي نتيجة حتمية لتعايشها وقدرتها على التأقلم مع طبيعة الأرض التي زرعت فيها.
حتى تكون فعلا من الفاسدين المتفوقين الناجحين، عليك أولا أن تقنع نفسك وتبرمج عقلك على أن أفضل علاج للكساد هو الفساد، وأن نجاح جماعة في الفساد أفضل بكثير من فشل شعب في الإصلاح، وأن الفساد لا يدمّر الاقتصاد ولا يضرّ بمصالح العباد، ولا يطيح بمكانة الدولة ولا باستقرار البلاد، فإذا كنت من دول الربيع البديع، فأنت أمام فرصة تاريخية لتكون في مقدمة الفاسدين، أولا لأن الفوضى تساعدك، والانفلات يحميك، والانقسام المجتمعي يعطيك مساحة مهمة للحركة، وثانيا لأن النظام السابق مضى إلى غير رجعة، والنظام الجديد مازال لم يثبّت قواعده بعد، لأن المتنافسين على الحكم كثر، والمتصارعين على النفوذ شيع وأحزاب، وأصحاب المصالح المتناقضة يحتاجون إلى المال ولو كان متأتيا من الفاسدين أمثالك.
ولا تنسى أن الفاسد الموهوب والناجح والمتميز هو من يُفيد ويستفيد، ومن لا يحتكر الفائدة لنفسه، وإنما يوزعها على المحيطين به، طالما أنه يحتاج إلى حزام أمني، وإلى رعاية حزبية، وإلى تأثير في الساحة القضائية، إلى جانب قدرة على اقتحام المسالك الحكومية لوضع اليد على الصفقات التجارية بأساليب توحي بالنزاهة والشفافية، وحتى إلى علاقات خارجية، ومنافذ دبلوماسية، باعتبار أن الفساد ظاهرة عالمية، ولا يقف عند الحدود المحلية.
ولا تنسى كذلك أن الإعلام في حالة انفلات، وكونه سلاحا مهما في تحديد الاتجاهات وفي حسم نتائج الانتخابات، فمن حقّك أن تخترقه بإمكانياتك المادية، وتجعله في خدمة من يمنحك الغطاء السياسي ويمنع عنك الملاحقة القانونية، على أن تكون في مقدمة من يرفعون شعارات الوطنية والدفاع عن مبادئ الحرية والديمقراطية، فذلك من الشروط الأساسية لتكون فاسدا ذا مواقف تقدمية.
والحذر الحذر من أن تسجن نفسك في أحد الاتجاهات العقائدية، لأنك قد تجد نفسك اليوم بين النخبة الليبرالية، وقد تفرض عليك الظروف أن تخدم مصالح الأحزاب الدينية، أو أن تلتجئ إلى القوى اليسارية، فالفساد ليس له دين ولا ملّة، ولا حزب ولا حركة، ولا طائفة ولا جماعة، وإنما له عقيدته الخاصة الجاهزة للتحالف مع الجميع.
وحتى تكون فاسدا من الطراز الأول، كن كريما مع من يحميك ويراعيك ويدعمك ويواليك، وكن صادقا مع شركائك ولا تتآمر على نظرائك، وشكّل لنفسك شبكة طلائعية في كل الدوائر الحكومية، واقترب بالتواضع والعطاء من الفئات الشعبية، وتبنّ الأعمال الخيرية والإنسانية، وكن أفضل من يطرح نفسه مدافعا عن المبادئ الأخلاقية، وأعط للوقت ما يستحق من أهمية، فهو كالسيف إن لم تقطعه بنضالك في ساحات الفساد، قطعك بتحويلك إلى واحد من عامّة الناس يعاني العوز والحاجة والكساد.
حفلة الفساد العراقية مستمرة. ليس مقدرا لها أن تتوقف الآن، فالقضية لم تعد تتعلق بمجموعة فاسدين أو زعماء قوى سياسية استباحوا أموال الدولة في لحظة فوضى وارتباك وغياب للرقابة وتقديرات وسياقات أميركية خاطئة رافقت مرحلة الاحتلال وأعقبتها، وساهمت في خلق مافيا تكافلية تجمع الثالوث الأكثر خطورة (السياسة، والاقتصاد، والدين)، بل إن مشروع الفساد بات من حيث المنطلقات مشروع الدولة العراقية الحالية.
وأي فساد يمكن أن نتحدث عنه، أكثر إيلاما من صعود أفراد وجماعات فوق سلطة الدولة؟ ومن تغانم أحزاب سياسية لمؤسساتها وعقودها وصفقاتها؟ ومن مشاركة الجميع في طمس معالمها والسطوة على السلاح وعلى إدارة المال العام وعلى حقها الحصري في العقاب لصالح مجموعات مسلحة وعشائر وأفراد طامحين؟
وأي فساد يمكن أن يكون من المجدي البحث عن محاربته في ظل تغول مافيات التجهيل الشعبي، التي تستعرض التزامها الديني على الفقراء والشباب المنتهكة حقوقهم والمسلوبة إرادتهم، وهي تمتص كل يوم ما أتيح لها من موارد موازنة عرجاء معتمدة بشكل مخجل على إيرادات النفط؟
عندما نقول إن الفساد هو جزء من مشروع الدولة العراقية، فلأن 25 عاما في إسهام الدولة، في ظل الحصار الاقتصادي قبل 2003، والتكالب الحزبي بعد هذا التاريخ، بإفساد ثقافة المجتمع وسلوكه ومعاييره الأخلاقية، أنتجت واقعا مشوها يهتف فيه الجميع ضد الفساد ويتقدم صفوف الهاتفين الفاسدون أنفسهم!
لا يمكن البحث عن حلول لشبكات فاسدة تحكم السياسة وقراراتها وتحكم القانون وتطبقه وتفصله على مقاساتها، ولا يمكن الحلم بتجاوز هذه الأزمة المركبة بانتظار اكتفاء هذه الشبكة المرعبة من المال والأراضي والعقارات وتهريب النفط وبيع المواقف للأجنبي، والتواطؤ الجماعي على تزوير إرادة الناخب.
الفساد هو جزء من مشروع الدولة العراقية
وربما يكون الحل بعيدا جدا عن المثالية، يقترب من تجارب دول أميركا اللاتينية وبعض دول الشرق الأوسط والاتحاد السوفيتي السابق، التي أقرت بالفساد واستحالة القضاء عليه، فقررت العمل على إدارته.
صادمة هي الوقائع، تماما كصدمة المجلس الأعلى لمكافحة الفساد في العراق الذي وجد أمامه طابورا من المتورطين مجرد لفظ أسماءهم يمكن أن يعني إسقاط المجلس والحكومة ومن فيها في ساعتين!
ولأنها وقائع صادمة، فالشعارات العريضة وحفلات الندب المستمرة، وصراخ الفقراء في الشاشات وتجهيل الناس بحقيقة وضعهم، قد لا تكون سوى واحدة من بدع شركة “كامبريدج أناليتيكا” التي أدارت الانتخابات وعمليات التأثير في المزاج العام لصالح زبائنها في 70 بلدا، وكان الزبائن العراقيون المجهولون من بينهم، وربما في مقدمتهم!