رغم رفض مستشاريه .. “ترامب” يهدد بضرب مفاعل إيراني في أسابيعه الأخيرة !

رغم رفض مستشاريه .. “ترامب” يهدد بضرب مفاعل إيراني في أسابيعه الأخيرة !

خاص : كتبت – نشوى الحفني :

يبدو أن الرئيس الأميركي، “دونالد ترامب”، لن يترك منصبه إلا بعد سيل من الخطوات والعقوبات التي تخنق “إيران” بشكل أكبر مما هي عليه الآن، ففي تحركات جديدة من جانبه، قالت وسائل إعلام أميركية، يوم الإثنين؛ أن “ترامب” طلب خيارات لمهاجمة الموقع النووي الإيراني الرئيس، الأسبوع الماضي.

وبحسب صحيفة (نيويورك تايمز) الأميركية، قال مسؤول، إن: “ترامب طلب، خلال اجتماع يوم الخميس 12 تشرين ثان/نوفمبر الجاري، مع كبار مساعديه للأمن القومي، بمن فيهم نائب الرئيس، مايك بنس، والقائم بأعمال وزير الدفاع، كريستوفر ميللر، والجنرال مارك ميلي، رئيس هيئة الأركان المشتركة، خيارات لمهاجمة إيران”.

وأكد المسؤول، أن: “المستشارين أقنعوا ترامب بعدم المضي قدمًا في تنفيذ الضربة، بسبب خطر نشوب صراع أوسع”، مضيفًا أن ترامب، “طلب خيارات.. أعطوه السيناريوهات.. وقرر في نهاية المطاف عدم المضي قدمًا”.

ضربة لمفاعل “نطنز”..

ورجحت الصحيفة الأميركية، أن: “الضربة كانت ستوجه لمفاعل (نطنز) الإيراني”، حيث ذكرت “الوكالة الدولية للطاقة الذرية”، يوم الأربعاء الماضي، أن مخزون إيران من (اليورانيوم) أصبح أكبر بـ 12 مرة مما هو مسموح به بموجب الاتفاق النووي، الذي تخلى عنه “ترامب”، في عام 2018.

كما أشارت الوكالة إلى أن: “إيران لم تسمح لها بدخول موقع آخر مشتبه فيه، حيث توجد أدلة على نشاط نووي سابق”، بحسب (نيويورك تايمز).

وقال مسؤولون إن: “الرئيس الأميركي، ترامب، ربما لا يزال يبحث عن طرق لضرب الأصول الإيرانية وحلفائها في المنطقة، بما في ذلك الميليشيات في العراق”، وفقًا للصحيفة.

ستواجه بردٍ ساحق..

من جهتها؛ ردت الحكومة الإيرانية، أمس، على تلك  التقارير، قائلاً المتحدث باسم الحكومة الإيرانية، “علي ربيعي”، إن: “أي عمل ضد الشعب الإيراني سيواجه بالتأكيد بردٍ ساحق”.

نوايا لزيادة الضغط في الأسابيع المقبلة..

وكان وزير الخارجية الأميركي، “مايك بومبيو”، قد قال إن: “الولايات المتحدة مازال لديها مزيد من العمل، في الأسابيع المقبلة، لتقليل قدرة إيران على (تعذيب الشرق الأوسط)”.

وأضاف “بومبيو”، في تصريحات لصحيفة (لو فيغارو) الفرنسية اليومية: “لقد حرصنا على أن يكون لدى إيران أقل قدر ممكن من الدولارات والموارد لبناء برنامجهم النووي”.

وتابع وزير الخارجية الأميركي: “سنواصل الضغط، خلال الأسابيع المقبلة.. ما زال هناك عمل للحد من قدرتهم على تعذيب الشرق”.

يُذكر أن العلاقات تأزمت بين الولايات المتحدة وإيران في عهد الرئيس الجمهوري، “دونالد ترامب”، بعدما انسحب الأخير من “الاتفاق النووي” الإيراني، في 2018، وإعادته فرض عقوبات صارمة على “الجمهورية الإسلامية” متبعًا سياسة “الضغط الأقصى”؛ من أجل قبول اتفاق أكثر إلزامًا لها، كما أصدر أوامر باغتيال قائد (فيلق القدس) السابق، “قاسم سليماني”.

يريد إدخال “جو بايدن” في صراع بالمنطقة..

تعليقًا على توجهات “ترامب”، تجاه إيران، يقول الخبير بالشأن الإيراني، “محمد غروي”؛ أن: “هناك وجهتي نظر بخصوص احتمال ضرب إيران: الأولى تقول إن ترامب الذي لم يستطع الرد على إسقاط الطائرة الأميركية فوق مياه الخليج وضرب قاعدة (عين الأسد) في العراق؛ وتهديداته العنيفة الفارغة لسوريا، فهو بهذه العقلية لا يحبذ الحروب والدخول بأزمات عسكرية في المنطقة، وبالتالي لا يمكن أن يقوم بضرب إيران”.

وأضاف أن: “هناك فرضية أخرى، وأنا أرجحها، بأن ترامب غير عاقل وتصرفاته مجنونة؛ كما فعل حين أمر باغتيال اللواء سليماني وخروجه من الاتفاق النووي وإلى ما هنالك. بناء على ذلك يمكنه أن يفعلها ليس لردع إيران أو إجبارها على التفاوض وإنما ليدخل جو بايدن بمأزق في المنطقة”.

وأضاف “غروي”: “الإيراني سواء من خلال الأصدقاء العراقيين أو السويسريين أو العُمانيين؛ بعث برسائل تحذيرية شديدة اللهجة بأن أية ضربة أو حماقة تقوم بها الإدارة الأميركية تجاه مواقع عسكرية أو نووية إيرانية ستواجه برد مزلزل على مستوى محور المقاومة”.

أثبتت فشلها..

وبشأن التهديد بفرض عقوبات جديدة، قال “غروي” إن: “مرحلة العقوبات الأميركية على إيران أثبتت فشلها طوال السنوات الماضية، ولا سيما خلال العامين الماضيين، والتي وضع فيها ترامب أقصى العقوبات التي يمكن أن توضع على أي دولة في العالم”.

مؤكدًا أن: “المسؤولين الأميركيين أنفسهم قالوا إن هذه العقوبات وصلت إلى حدها الأقصى، ولا يمكن وضع المزيد منها، ومهما كانت المرحلة القادمة، خلال الشهرين القادمين لولاية ترامب، ومهما كانت العقوبات التي ستفرض لن تؤثر على المسار السياسي إلا سلبًا”.

وأوضح أن: “طوفان العقوبات الذي يتحدث عنه الأميركيون؛ يعقد الوضع للإدارة الأميركية الجديدة، خاصة وأن إيران استطاعت الصمود على العقوبات التي سبقت، وأثبتت للعالم أن العقوبات لم تُعد مؤثرة كتلك التي تريدها أميركا، فلن تتمكن من إخضاع الإيرانيين، أو دفعهم لتقديم أي تنازلات، أو الجلوس على طاولة التفاوض، ترامب على وشك الرحيل ولم يتلق أي اتصال من إيران”، مشيرًا إلى أن: “العقوبات الجديدة لن تجعل إيران تذهب لمفاوضات مع الإدارة المنتهية صلاحيته، لذلك هذه العقوبات ستضر الإدارة الأميركية أكثر مما ستنفعها في المرحلة المقبلة”.

واستطرد قائلاً أن: “إيران من خلال ثباتها وصمودها أمام العقوبات الأميركية الصارمة، لن تقدم أي جديد حتى تتضح الصورة كاملة للإدارة الأميركية، وهي ستصمد حتى تتجلى الصورة كاملة”.

نغمة أميركية مستبعدة..

من جهته؛ قال المحلل السياسي المتخصص بالشأن الإيراني، “محمد حسن البحراني”؛ إن: “إيران تسمع منذ غزو العراق هذه النغمة الأميركية المستبعدة كليًا، سواء من إدارة ترامب أو أي إدارة أخرى، خاصة أن مستشاري ترامب أكدوا أن ضربة كهذه ستؤدي إلى اندلاع حرب واسعة يصعب السيطرة عليها”.

مضيفًا أنه: “بمنطق الاحتمالات في حال أقدمت الإدارة الأميركية على أي عمل عسكري ضد طهران، سيكون الرد جاهزَا، حيث هناك الكثير من المصالح والقواعد العسكرية والقطع البحرية الأميركية في المنطقة، وكذلك هناك مضيق هرمز الذي يمكن إغلاقه”.

وفيما يخص الحديث عن إمكانية فرض عقوبات جديدة على “طهران”، قال: “لا أعتقد أن يكون هناك طوفان من العقوبات التي ستفرضها إدارة الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، قبل مغادرته البيت الأبيض، كما يحاول البعض الترويج، حيث أن هذه العقوبات فرضت بالفعل طوال العاميين الماضيين، ولم يتبق أي قطاع سواء عام أو خاص ولم تطله العقوبات الأميركية، خاصة المصارف ومؤسسات النفط والغاز وشركات الطيران، وكل ما له علاقة بتصنيع الأسلحة الإيرانية”.

تنتظر وعود الرئيس الجديد..

وتابع: “ما تروج له الإدارة الأميركية عن نيتها بفرض عقوبات جديدة، ربما لا تتعدى البروبوغاندا الإعلامية، وفي كل الأحوال هذه العقوبات التي فرضت فشلت في تحقيق أهدافها، وهي إجبار طهران على التفاوض وقبول شروط أميركا، خاصة المتعلقة ببرنامجها النووي، والصواريخ الباليستية، ودورها الإقليمي”.

وأكد على أن: “إيران صمدت أمام كل تلك العقوبات، ولن تتفاوض مع إدارة الرئيس الأميركي، خاصة بعد خسارته في الانتخابات الأميركية الأخيرة، أمام بايدن، وطهران تراقب الأوضاع الداخلية والتغييرات الجديدة التي قد تطرأ على السياسة الأميركية، ومدى إلتزام الرئيس الجديد بوعوده خلال حملته الانتخابية”.

واستطرد: “إيران تنتظر منذ سنوات طويلة، وستنتظر أسابيع قليلة قادمة لذهاب إدارة الرئيس الأميركي دونما رجعة، ومستقبل السياسة الإيرانية تجاه الإدارة الأميركية الجديدة سيحدده سلوك بايدن”.

يعتزم إحياء الاتفاق النووي..

وكان الرئيس المنتخب، “جو بايدن”، قد قال إنه يعتزم إحياء “الاتفاق النووي”؛ عندما يتولى منصبه، في كانون ثان/يناير المقبل، لكن تلك الخطة قد تتعرض للخطر إذا تصاعدت التوترات بين “الولايات المتحدة” و”إيران” في الأسابيع الأخيرة لـ”ترامب” في “البيت الأبيض”.

ويُذكر أنه منذ الانسحاب الأميركي وفرض عقوبات جديدة، مارست طهران ضغوطًا على الأطراف المتبقية في الإنتهاكات للتوصل إلى طرق جديدة لتعويض إجراءات واشنطن التي تُعيق الاقتصاد.

أجندته لم تُعد تحمل الكثير..

وفي تقرير لصحيفة (واشنطن بوست) الأميركية، نشرته أمس، رأت أنه مع تبقي شهرين فقط على إنقضاء رئاسة “دونالد ترامب” للولايات المتحدة، فإن أجندته حيال “إيران” لم تُعد تحمل الكثير ضد قادة طهران، بنحو أوشكت معه سياساته في هذا الملف أن تنتهي بالفشل.

وأستهلت الصحيفة تقريرًا لها في هذا الشأن بالقول؛ إنه على عكس نبرة إدارة “ترامب”، التي استمرت لأربع سنوات، فشلت إعادة فرض العقوبات في أن تُعيد “إيران” إلى طاولة المفاوضات للتوصل إلى اتفاق أكثر صرامة.

كما أن سياسة “الضغط الأقصى” لم تحد من نفوذ إيران وتدخلاتها في شؤون جيرانها. حتى أن النظام هناك نجح في تثبيت موطيء قدم له في “اليمن والعراق ولبنان وسوريا”، من خلال وكلاء وحلفاء أصبحت مواقفهم في بعض الحالات أقوى الآن مما كانت عليه قبل بضع سنوات.

حملة “الضغط الأقصى”..

وأعادت الصحيفة الأميركية إلى الأذهان حقيقة أنه بعد أيام قليلة من تنصيب “ترامب”، رسمت إدارته خطوط المعركة ضد إيران. ففي “البيت الأبيض”، قال مستشار الأمن القومي، آنذاك، “مايكل فلين”؛ إن الإدارة الجديدة كانت “تنبه إيران رسميًا” بسبب أنشطتها المزعزعة للاستقرار في جميع أنحاء الشرق الأوسط. حتى أطلق “ترامب” وحلفاؤه حملة “الضغط الأقصى” لخنق الاقتصاد الإيراني؛ وإنهاء “الاتفاق النووي”، المبرم في عام 2015، بين النظام في طهران والقوى العالمية.

ووقتها، أعلنت إدارة “ترامب” أنها “أعادت الردع” مع إيران بعد أن استهدفت غارة أميركية، القائد الإيراني، “قاسم سليماني”، في بداية العام.

غير أن ذلك تناقض مع سلسلة الإجراءات التصعيدية التي قامت بها القوات التابعة لإيران. حتى أصبح من الواضح أن بعض مسؤولي إدارة “ترامب” المُتحمسين إيديولوجيًا ضد طهران ينظرون إلى “الضغط الأقصى” على أنه استراتيجية لإنهاء النظام الديني هناك.

ومع ذلك، لم يكن بوسعهم فعل الكثير إزاء إخماد الاحتجاجات الجماهيرية داخل إيران بوحشية من قِبل القوات الحكومية.

وفي الوقت نفسه، لم تسفر تكتيكات “الضغط الأقصى”، التي أتبعتها الولايات المتحدة، سوى عن تعزيز معسكر المتشددين الإيرانيين قبل الانتخابات الرئاسية المقرر إجرائها في إيران، العام المقبل.

أجبر حكام إيران على استئناف تخصيب “اليورانيوم”..

وتعليقًا على ذلك؛ نقلت (واشنطن بوست)، عن “مات داس”، مستشار السياسة الخارجية في حملة “بيرني ساندرز”، قوله: “إن ترامب تولى منصبه باتفاق نووي قوي وفعال؛ تفاوضت عليه الولايات المتحدة بشق الأنفس إلى جانب حلفائنا.. وكان بإمكان ترامب اختيار تنفيذ الاتفاق مع الضغط على إيران عبر قضايا أخرى. لكن المتعصبين المناهضين لإيران في واشنطن كانت لديهم أفكار أخرى”.

وبخصوص هذا، قالت الصحيفة إنه في الوقت الذي سببت فيه العقوبات الاقتصادية ضد إيران أوجاعًا شديدة للاقتصاد الوطني والإيرانيين العاديين، إلا أن هذا الأمر أجبر حكام إيران على استئناف بناء مخزونهم من (اليورانيوم) المخصب، والذي قد يتجاوز الآن 12 ضعف الحد الذي حدده الاتفاق النووي لعام 2015. حتى أصبحت إيران من الناحية النظرية أقرب إلى صنع سلاح نووي؛ ما كانت عليه عندما تولى “ترامب” منصبه.

بحث فرص جديدة للاستفادة من السوق الإيراني..

وأوضحت (واشنطن بوست)؛ أن بعض من دول العالم سئموا بالفعل من تصرفات “ترامب”. ومن المقرر أن يجتمع مستثمرون أوروبيون في مؤتمر أعمال، الشهر المقبل، بتمويل من “الاتحاد الأوروبي” بهدف استكشاف فرصًا جديدة للاستفادة من السوق الإيرانية بعد تولي الرئيس المنتخب، “جو بايدن”، منصبه.

وإذا أوفى “بايدن” بإلتزامه بالعودة إلى “الاتفاق النووي”، فقد يستلزم ذلك رفع التهديد بالعقوبات المفروضة على الكيانات التجارية الأوروبية التي تفكر في الاستثمار في إيران.

بايدن” يرث وضعًا أكثر فوضاوية..

وفي الوقت نفسه؛ وجدت إيران بالفعل طرقًا للتغلب على القيود التي تفرضها الولايات المتحدة، مع وصول شحنات النفط السرية وغير السرية إلى أماكن مثل “فنزويلا” و”الصين”. وكتب محللون في هذا الشأن أن: “حجم مبيعات النفط يمثل زيادة بأكثر من عشرة أضعاف منذ الربيع”، ويشير ذلك إلى ما يعتبره الخبراء إضعافًا كبيرًا لعقوبات الضغط الأقصى التي فرضتها إدارة “ترامب”، منذ انسحابها من “الاتفاق النووي” الإيراني عام 2018.

وأخيرًا، اعتبرت الصحيفة الأميركية أن “بايدن” ربما يرث وضعًا أكثر فوضوية. فيما تخطط إدارة “ترامب”، وهي تلفظ أنفاسها الأخيرة، فرض عقوبات جديدة ضد إيران أسبوعيًاً حتى يوم التنصيب.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة