من العسير عليك الحصول على فرصة عمل او وظيفة حتى وان كنت تحمل مؤهلا علميا أو لديك خبرة عملية … لكن الحصول على هذه الفرصة لدى الميليشيات أسهل بكثير … فالفرصة هي من تبحث عن الأشخاص وليس العكس .
انطلاقا من ذلك اتبعت بعض الميليشيات طريقة في تجنيد الأشخاص تستند الى حاجاتهم المادية قبل كل شي فهي تتقصى عن الأشخاص ذوي الحاجة وتبدأ بالتواصل معهم من خلال عرض مساعدة مادية مجزية من قبل احد الأفراد المرتبطين بها وما ان يأخذ الشخص هذه المساعدة حتى يعرض عليه عملا بسيطا براتب جيد وبعد مدة تبدأ عملية تكليفه بمهام بسيطة في العمل حتى تتطور تلك المهام ليجد الشخص نفسه وقد تورط الى حد لا يمكنه الرجوع عنه .
ولا يوجد رقم محدد عن عدد أفراد الميليشيات لكن بعض التقارير تقدرهم بعشرات الألوف جميعهم من الشباب وأغلبهم من محدودي التعليم .
وإذا ثبتت هذه التقديرات فان العمل الميليشياوي استطاع استقطاب وتوظيف أشخاص عجزت الأجهزة الحكومية والمتخصصة عن توفير فرص العمل لهم ولعل هذا الأمر هو ما أساهم أيضاً بزيادة ظاهرة الميليشيات في العراق .
وفي 2005 كشفت دراسة قامت بها بوز آند كومباني “أن أعداداً كبيرة من العراقيين تخلت عن البحث عن عمل. أثر هذا في الأغلب على فئة الشباب التي تعتبر اكبر مجموعة بين السكان واسرعها نمواً، ما قد يسبب مشاكل حادة قادمة، مع عدم استقرار اجتماعي، وتجنيد هؤلاء الشباب في المجاميع المسلحة ما لم تتم إعادة هيكلة الاقتصاد” .
وحذرت دراسة بوز اند كومباني من انه “اذا لم يتمكن العراق من إيجاد فرص عمل لشبابه فان ذلك قد يقود الى زيادة عدم الاستقرار كما ان بعض الشباب انجروا الى المجاميع المتطرفة بسبب الإحباط والحاجة الى المال” .
وكانت نسبة البطالة بعد سقوط نظام صدام عند 25% ثم انخفضت بشكل حاد إلى 17% بحلول عام 2005 لكنها استقرت بعد ذلك ولم تتحسن إلا الى نسبة 15% في 2008 .