لو خلعتُ أنسابَ أصحابِكَ لصغروا
الا انت بكَ الأجدادَ صارت تفتخرُ
قد وضعَ الرحمنُ فيكَ كل مكارمِهِ
خُلقتَ من دونِ عيبٍ كأنكَ المطرُ
ما أطفئتَ نارا و الضيفُ بغيرِ زادٍ
و اجرُكَ كقبلِهِم تاركاً بظهرِكَ الأثرُ
فما صرتُ شاعراً حتى لأمدح قوماً
لكنَكَ قوافي العزةِ و بها أنهمرَ الشعرُ
فاذا الصديق أسى عليكَ يوما أكرِمْهُ
كي تعرفَ الليوثُ لمَ على قردِ صبروا
واذا جار الزمانِ عليكَ و القى كربهِ
قِفْ شامخا فالنخلةَ مع الصبرِ تثمرُ
فكم من فارسٍ باعَ سيفهِ لأجلِ لمالِ
و عاشَ ميتاً قبلَ ان يشتريَ القصرُ
فلا تَرجُ الوفاءَ و الرزقَ من بخيلِ
فأن البخلاءَ لولاك ما ضنوا قد كبروا
لما سحبتَ شسعَ نعليك من أقدامِهم
قد عرفوا مقدارهم عفواً قد صغروا
فعادةَ رجالِ الوغى تُبارزُ بالسيوفِ
ألا انت بالعيونِ بارزُتهم فلم ينتصروا