روما اقامت امبراطورية عظيمة من حيث مساحة انتشارها ونفوذها ومن حيث المنجزات الهندسية العظيمة التي حققتها كالطرق والجسور والقنوات المائية المعلقة لنقل المياه لمسافات بعيدة .. وبناء المعابد والقصور والتماثيل العملاقة وغيرها من الانجازات المذهلة..
لكن ذلك كله كان على حساب ارواح ملايين العبيد الذين كانت حياتهم لاتعني شيئاً للسلطات الرومانية ..
كانوا يستغلون العبيد للقيام باعمال شاقة تؤدي الى الوفاة الحتمية بعد أشهر ..
لم يكن هؤلاء العبيد هم أسرى من الاعداء يتم أسرهم بعد نشوب الحروب وانتصار الرومان ، فقط بل كان الرومان ،ايضاً ، يشجعون الفايكنغ الاسكندنافيين القساة والعتاة والبرابرة
على مهاجمة مناطق اوربا التي يقطنها الاقوام السلافيون المسالمون ويأخذونهم أسرى من قراهم ومزارعهم لكي يقوموا ببيعهم للرومان .. ويقال ان كلمة عبد بالانكليزية ( slave )جاءت من كلمة سلافي بسبب الاعداد الهائلة منهم التي تم بيعها كعبيد للرومان.
طبعاً هذا اضافة الى إجبار العبيد على مقاتلة بعضهم حتى الموت لتوفير المتعة للجمهور الروماني ألمتعطش للدماء ، وغيرها من الرياضات والمسابقات الدموية الفظيعة التي يروح ضحيتها العبيد..
اما بالنسبة للولايات المتحدة الامريكية ، فأن ازدهارها على حساب العبيد الذين كان يتم “اصطيادهم” من افريقيا ، يعتبر تاريخاً حديثاً قياساً بالتاريخ الروماني..
حيث شجع قادة امريكا تجارة العبيد واقاموا الاسواق لتلك التجارة ..
ويكفي ان نذكر ان جورج واشنطن قائد حرب الاستقلال عن بريطانيا وأول رئيس للولايات المتحدة ، كان تاجراً كبيراً للعبيد وكانت ثروته بحدود مئة مليون دولار وهي ثروة هائلة في ذلك الوقت وقد جمع ثروته من تجارة العبيد !!!
لم تمنعه ثقافته وكونه تنويرياً ومن الآباء المؤسسين وديمقراطي ومغرم بالفلسفة اليونانية والرومانية ، لم يمنعه ذلك من ممارسة هذه التجارة اللاانسانية واللا أخلاقية ..
نشاطات اقتصادية رئيسية في الولايات المتحدة لم تكن لتنشأ لولا وجود العبيد كقوة عاملة مجانية .
ظروف اصطيادهم ونقلهم بالسفن الى امريكا ، مريعة وتكفي لالحاق العار بالبشرية الى نهاية العالم..
كانوا يقيدون بالسلاسل في عنبر السفينة طيلة الرحلة التي تستغرق أشهر .. كان معدل الوفيات بينهم ٣٠٪ تلقى جثثهم في البحر ببساطة..
من يستطيع تقدير وتصور حجم الألم لهؤلاء المساكين ولعوائلهم ( امهات وآباء وزوجات وبنين وأقارب واصدقاء)؟؟
يبدو ان الانسان مغرم باصطياد ( أخيه) الانسان وذلك الغرام موروث في جيناته !!
كم أجتهد الفلاسفة والمفكرين والأنبياء لتعديل هذا الشذوذ الأخلاقي لدى البشر ، ولكن ما أن تبرز فرصة لأعادة الاستعباد حتى ينهض الوحش في داخل شعوب كاملة لكي تنقض على امم أخرى وتلحق بها ابشع انواع الضرر والدمار والاستعباد !!
لنتذكر مافعله الالمان وهم شعب ورث اعظم الانجازات الفلسفية والعلمية وكان يقود العالم في ميدان النهضة التكنولوجية ، بأمم أخرى دون ذنب !!!