لا بدّ أنَّ ايّ قارئٍ او قارئة يدرك ايّ رئيسٍ من رؤساء الرئاسات الثلاث هو المقصود .!
ثُمَّ قطعاً فليسَ الرصيد المالي في بنوكٍ خارجيةٍ او داخلية هو المقصود ايضاً , ولا نشكّ أنّ ايّ امرءٍ سيظنّ أنّ الرصيد المقصود هو رصيد كارد الموبايل للرئيس , وهذا اقرب للمحال وليسَ بمستحيل كذلك .!
وفقَ الآراء والرؤى التي تغزو معظم الشارع العراقي وارصفته فضلاً عن الأمكنة العامة وروّاد المنتديات والكافيهات وسواهنَّ , بجانب حتى ما يدور من احاديثٍ في وسائل النقل , فإنّ الرصيد السياسي لرئيس الوزراء السيد مصطفى الكاظمي في حالة تذبذب نزولاً وصعودا , وقد لعبت ازمة الرواتب دوراً حيويا في ذلك , لكنها سحابة صيفٍ محرقة ومبهمة في طريقها للتلاشي . وبالرغم أنّ رئيس الوزراء استلمَ سدّة الحكم منذ اكثر من 6 شهورٍ , وهي فترةٌ قصيرة في احكام وحكم الولاية .! لكنه من المفارقات اللافتة للنظر أنّ الكاظمي حصلَ وكسبَ تأييداً جماهيرياً كبيراً خلال الأشهر الأولى من عهده , ولم يكن ذلك محصوراً او منحصراً بتعهداته ووعوده في الإعلام فحسب , بل جرى استشعارٌ ملموس الى حدٍ غير قليل لتقاطعاته مع الأحزاب ذات الفصائل المسلحة , بجانب محاولاته لإقامةِ توازنٍ مدروسٍ وصعبٍ ما بين طهران وواشنطن ” وخصوصاً عبر الأطراف السياسية الموالية او التابعة لطهران , وبأدراكٍ مسبق لحجم ووزن المطبات في هذا الطريق .
وبجانب اضطراب الجبهة الداخلية في ميادين الأقتصاد وانعكاسات اسعار النفط على الميزانية العراقية التي لم يجر تثبيتها لغاية الآن , وارتفاع نسبة تظاهرات المواطنين المطالبين بأيجاد وظائف لهم في مؤسسات الدولة التي لم تعد تستوعب هذه الأعداد منذ عام 2003 , وعدم امكانية رصد وتثبيت تخصيصات مالية لهم جرّاء وقف او ايقاف معظم المنشآت والمشاريع الصناعية للدولة لأسبابٍ لم تعد خافية .! , وبجانب ارتفاع نسبة البطالة واسباب ومسببات اخرى , لكنّ اهم ما يتصدر ذلك هو مدى هيمنة الأحزاب وقدراتها في التحكّم النوعي ” بشكلٍ او بآخر ” بمشاريع الكاظمي السياسية والأقتصادية التي لا تتناغم مع التوجهات والمصالح الأيرانية . واذا ما أخذنا بنظر الإعتبار ايضا موقف البرلمان الأخير بوقف ارسال التخصيصات المالية لكردستان جرّاء عدم تسديد الأقليم لحصة النفط الى الحكومة المركزية في بغداد , ومع ما يرافق ذلك من مداخلاتٍ سياسيةٍ ذاتَ مضاعفات .! , ويضاف لكلّ ذلك دَور الإعلام في التأثير على الخطوط البيانية لكلا نِسب النزول والصعود في مسيرة ادارة الكاظمي لشؤون الدولة , فمن المؤكد انه في وضعٍ لا يُحسد عليه , بالرغم من التأييد الجماهيري لسياسة الأنفتاح مع المحيط العربي والتي تجسدت مؤخرا بعقد اتفاقياتٍ اقتصادية وسواها مع السعودية ” التي تواجه اعتراضاتٍ شديدة من احزاب السلطة او احزاب الأسلام السياسي ” , لكنَّ عدم امكانية التكهن المتكامل لسياسة وموقف المرشح الأمريكي للرئاسة جو بايدن بالنسبة الى ايران والأحزاب العراقية الموالية , فلا ريب أن يغدو له دَور وتأثير ستراتيجي ليس على رصيد الكاظمي فحسب , بل على الإنتخابات العراقية المفترض القيام بها في حزيران القادم .. وفي كلّ الحالات والأحوال فإنّ اجواء العراق ملبّدة بغيومٍ كثيفة حتى لو كنّا في فصلِ صيف .!