18 ديسمبر، 2024 11:45 م

نعلم بالبداية ولا نعلم بالنهاية

نعلم بالبداية ولا نعلم بالنهاية

الكلمات قد تكون عقار لتفريغ الهموم ومثل هكذا حالة فانها بلا فائدة مجرد تحريك اوتار الحنجرة لاثبات الحضور كحضور جلسات البرلمان .

العراقيون ماعادوا موحدين واختراقهم اسهل من تفجير بالونة والاثار اسوء من كارثة كورونا، ولو عدت لبعض مشاهد الوضع العراقي ساقف بين الحسرة والالم حسرة على الجهود التي تطالب بحقها والم على سهولة انخداعها واختراقها ويأسها .

ثارت صفحات مواقع التواصل الاجتماعي لرفض تجديد عقود شبكات الهاتف النقال لما فيها من خسائر جسيمة وسرقات عظيمة للمال العام وحاول رواد التواصل الاجتماعي ان يحصلوا على مبتغاهم فلم يحصلوا حتى على جلبة شعير.

وثارت مرة اخرى مواقع التواصل الاجتماعي بخصوص رواتب الموظفين وانها خط احمر وهاهي تاخرت نصف شهر ولم تتاثر الحكومة ولا تلتف اصلا لما احدثوه من مشاكل بحق الموظفين الذين اغلبهم لديهم التزامات مالية شهرية ضرورية فعندما تتاخر تتاثر العلاقات الاجتماعية والحكومة ترى نفسها متفضلة انها اطلقت الرواتب بعد نصف شهر .

ومرة اخرى تعج مواقع التواصل الاجتماعي بدعم مشروع ميناء الفاو الكبير وبدات المؤسسات المعنية بالتماشي مع هذا المطلب غايتها توهين قوة التيار المطالب ودائما هذا الاسلوب هو الناجح في تضعيف التيار وهو السير معهم ونخره من الداخل والتلاعب بالمشاعر على اهداف فضفاضة لا وجود لها على ارض الواقع وحتى على طاولة البرلمان .

لا شبكات النقال تاثرت ولا الرواتب تقدمت ولا الميناء بوشر بالعمل فيه ، وهذه الالام يشترك في اسبابها الحكومة والبرلمان والشعب العراقي .

ولا انسى التعريج على خسائر المظاهرات من ارواح بريئة وتعطيل عجلة التعليم والاقتصاد وتاخير البلد في بقية مجالاته وكان الغاية تحققت ممن تلاعبوا بالمظاهرات وكانوا اي المتظاهرين هم الاداة لذلك ، ورفعت الخيام ومزقت اليافطات وثاروا في مواقع التواصل الاجتماعي ولم يسمع لهم صوت الا الجدران .

تابعوا بقية الضوضاء كيف تاخذ مجالها وتاثيرها على الواقع العراقي من خلال مواقع التواصل الاجتماعي عندما يطالب بعض القرقوزات المدعومة خارجيا باثارة غوغاء معينة في يوم معين فيتم ذلك ولا يسال نفسه من يشارك فيها من هو الموجه وما هي النتيجة ؟ النتيجة خلق اجواء الفوضى وقتل الابرياء والانسحاب ليلا .

والان لعبة كورونا التي اصبحت ورقة السياسيين الفاسدين لتاجيل الانتخابات ففي الوقت الذي تعلن فرنسا عن اصابة اكثر من 60 الف فرنسي في يوم واحد يشارك 150 مليون امريكي في الانتخابات ، وفي الوقت الذي تعلن الحكومة العراقية بالغاء او تاجيل الدراسة بحجة كورونا يسير اكثر من عشرين مليون لاداء زيارة الاربعين وقبلها احيوا ركضة طويريج ، والان يعيش العراقيون وكان شيئا لم يكن اسمه كورونا ، ولكن الحكومة تصر على طرق الوقاية من كورونا لغاية سيئة وهي تسويف الانتخابات ، بالمناسبة لو جرت الانتخابات في موعدها فمن ستنتخبون يا من تطالبون بالتغيير ؟

والجانب الخطير في كل هذا هو عدم التوعية اللازمة للمواطن العراقي بعضهم يعيش الياس وبعضهم يعيش الانتقام وبعضهم يعيش الجهل ويتصرف بجهالة والقاسم المشترك هنالك خلط بين الدولة والحكومة وهذا جعل الحق العام عرضة للتلف والسرقة وعدم الاحترام ، الدولة هي كيان العراق والحكومة هي كيان الفساد

كمية السرقة وشكلها وقيمتها كلها تحت بند من يسرقها سارق فالذي يستغل الرصيف لبيته او محله هو سارق لا يختلف عن عضو برلمان مرتشي يتلاعب بمقدرات الشعب ، والذي يتلاعب بمعاملات المواطنين في دوائر الدولة ويتقاضى الرشاوى لا يختلف عن تصرف حكومي على مستوى رئاسي بصرف اموال لجهات معينة دون اخرى

الجراح كثيرة جدا وقد لا نستطيع ان نعالجها دفعة واحدة ولكن هنالك جرح واحد لوعالجناه فان جراح اخرى ستندمل بشكل تلقائي ، انه جرح اصلاح النفس واحترام حقوق الاخرين سواء كان عام او خاص فاذا عرفنا حقوقنا وحقوق الاخرين وهي سهلة وواضحة امام العيان فاننا نقطع دابر الفساد من اعلى راس في السلطة الى ادنى موظف فاسد ، والاهم انكم تكونون صورة اعلامية مشرقة تغلق الباب بوجه الاعلام الفاسد الذي يشوه صورة العراق امام العالم.