من الملاحظ علميآ ان لكل إنسان نزعة طبيعية Propensity Natural , اي ميل موروث بايولوجيآ او مكتسب من سلالات بشرية سابقة ولعهود مختلفة سواء في جانبها السلمي او العدواني , إذ من المعروف أن الأمراض وحتى العادات التي تصاحب الإنسان في حياته قد تصبح وراثية فتنتقل من جيل الى جيل لاحق .
تنشأ هذه النزعة منذ الطفولة وتكون بإتجاه شيء ما من فنون الحياة كالفلسفة والموسيقى والشعر والرسم ..الخ , وهي هنا بالطبع نزعة إيجابية تسهم في تطور المجتمع . ومن هؤلاء , أيضآ , ممن تنشأ في نفوسهم نزعة طبيعية نحو العنف أو الكذب او الأحتيال أو السرقة وهي , بالطبع , نزعة سلبية تسهم في إعاقة حركة تطور المجتمع .
في فقهنا الاسلامي ان الله سبحانه قد احيا من به ضلالة بنورالقرآن فجعله يمشي بهذا النور بين الناس , وفي ناحية أخرى زيّن للكافرين , الذين انكروا ماجاء به رسوله , ماكانوا يعملون بماورثوه من اثم وضلالة ليزيدهم ضلالآ الى يوم الحساب , حتى أنهم اورثوا ضلالهم الى ابنائهم من بعدهم كممثلين لهذا الضلال . أي أن الإنسان ذو النزعة السلبية قد أسعفه الله بالقرآن لينير قلبه من إرث الجهالة والضلال , أما الذين لم يدركوا هذا النور , فهم في ضلال مبين .
من هنا يتضح أن للإنسان نوعان متنازعان من النزعة الطبيعية هما ; النوع السلبي Negative Genre والنوع الإيجابي Positive Genre . الأول يصنع الحضارة , أما الثاني فيصنع سقوطها والأمثلة على ذلك كثيرة . ولو درس القاريء وكل من له شأن بالتمعّن في مايجري بالعراق بشكل منصف عن اسباب سقوط جميع الحضارات في العهود الغابرة لوجد انها سقطت بعوامل من صنع اصحاب النزعة السلبية , وهذا ربما يجعله يتعلم ويتعض من الماضي ودروسه المستنبطة ليدرأ عن نفسه وعن حضارة العراق كنموذج بعد سقوط الحكم البائد عام 2003 خطر السقوط .
وكما هو الحال بالنسبة للحضارات التي شيدها الإنسان , إذ كانت وفقآ للنزعة الطبيعية الإيجابية , فقد أنبئنا التأريخ أن كل واحدة منها كانت باتجاه معين من الأنشطة الإنسانية , يدفع بإتجاه تطورها , فعلى سبيل المثال برزت حضارة الأغريق في مجال الفلسفة والفن وآثارهم تشهد على سمو حضارتهم . وتميزت الحضارة الرومانية بالسياسة فجعلوا من الديمقراطية التي ابتكروها وتشكيل مجلس الشيوخ من ابرز العلامات في تأريخهم السياسي , وتميزت الحضارة الفرعونية بفن العمارة والرياضيات والطب , أما الحضارة العربية فتميزت بالشعر والخطابة والفلسفة وفقه اللغة والطب والرياضيات والمذاهب الدينية والبناء والفتوحات الإسلامية , وكانت هذه الحضارات بحق من ارقى الحضارات الإنسانية على الأرض .
هاتان النزعتان هما اللتان تسيَّدتا الصراع السياسي القائم بالعراق بعد السقوط عام 2003 . ففي بلد يتكون من أربعين مليون إنسان تقريبآ وإن كان أقل من ذلك بمليونين نسمة بموجب إحصاء عام 2015 , لابد من ظهور لهاتين النزعتين في النظام الاجتماعي العراقي وبشكل كبير وفقآ لدرجة الوعي والمصلحة والحاجات الإنسانية .
هذه المصالح والحاجات الإنسانية , من دون شك , ترتبط بشكل وثيق بالموروث السياسي والثقافي بكل أنواعه منذ العصر الجاهلي الى عصر الانترنت . هذه الموروثات هي التي توجه الإنسان العراقي للقيام بأعماله بين المجتمع , علمآ أن كينونته في عصر الجاهلية هي ليست نفسها بعد فتح مكة وحقبة صدر الإسلام , وهي ليست نفسها في مراحل الخلافة الرشيدة والخلافة الاموية والعباسية والعثمانية وصولآ الى حقبة ما بعد سقوط النظام البائد .
وهنا يبرز السؤال التالي : هل هذا الإنسان الذي خضع للداروينية الأجتماعية لعهود طويلة يتمتع بالأصالة العرقية وقد تناسل بالطرق العرفية السائدة وفي مجتمع غالبيته لم يتقيد بمباديء الدين او المذهب بنسبة مائة بالمائة عبر تلك العهود التي امتازت بالحروب والمنازعات والظلم والفقر والتهجير والمرض عدا أهل بيت النبوة ؟
الجواب بملء الفم : لا
لأن الإنسان لم يخضع لشروط الأصالة في كل شيء ولا الى شروط العدالة وتبادل العلاقات السَّويّة وصولآ الى الرفاه الأجتماعي , ومن ناحية اخرى أن هذا الإنسان لم يستمر بالبقاء على تربية حاكم واحد او شريعة واحدة لكي تبقى هويته ثابتة , لذلك فإن الهوية الثقافية تتبدل من حقبة الى أخرى وهذا هو دأب الإنسان بالحياة الدنيا , وهي حقيقة ثابته لايختلف عليها العقلاء .
إذآ ففي الشكل الأول من النزعة , نرى حالة التعارض كبيرة في المصالح والإتجاهات مع الشكل الثاني من النزعة . هذا التعارض هو الذي سمي إصطلاحآ ب “الصراع بين الخير والشر ” وهو في حقيقته حرب أزلية ابتليت بها البشرية منذ المراحل الأولى لنشأة الخليقة وتطورها , فتارة مستترة وتارة أخرى جهيرة .
ومن اجل ان يتحكم اصحاب النزعة السلبية بأصحاب النزعة الأيجابية , عمدوا الى إنشاء ايديولوجيات وضعية مختلفة مبنية على الإتجاه المادي وليس الأخلاقي , وأول هذه الإتجاهات هو الإتجاه نحو إمتلاك القوة العسكرية ليبدأ عصر البارود وتلاه بعد ذلك صناعة السلاح التقليدي ومن ثم الذري لينبثق مصطلح التوازن في القوى بين الدول ليكون حجة في سباق التسلح.
وفي الجانب الثاني قام ذوو النزعة الإيجابية بمقاومة اصحاب القوة العسكرية الذين أغتصبوا الأرض وأستعمروا الشعوب بما يتيسر من الطرق البدائية او الأسلحة التقليدية وما زال الصراع قائمآ من دون تحقيق شيء ذا قيمة ومثال ذلك القضية الفلسطينية .
أما الإتجاه الثاني فهو إمتلاك القوة الإقتصادية عن طريق توظيف مبدأ ” البقاء للأقوى ” الذي جاءت به النظرية الداروينية وعن طريق إنشاء فكرة إستعمار الشعوب بحجة ” عبء الرجل الأبيض ” إزاء الشعوب المتخلفة ليقوم بدور أنقاذها من حالة التخلف الى حالة التطور . وأول من طبّق هذه الفكرة هي بريطانيا وبدعم كبير من مفكريها وعلى رأسهم روديارد كبلنج Rudyard Kipling (1865-1936) , بينما الحقيقة هي خلق إقتصاد قوي من خلال إستعمار الشعوب وسلب ثرواتها الطبيعية لإدامة قوتها العسكرية وهيمنتها عليها .
وكما نرى الآن أن أصحاب النزعة السلبية يسيطرون على العالم بالقوة العسكرية والإقتصادية حتى انهم وضعوا الأسس لإدامة التعارض والعداء مع أصحاب النزعة الإيجابية من خلال المجيء بالشتاة اليهود ومنحهم وطنآ على حساب شعب آمن من اجل أن يتضامنوا معهم بالعداء مع أصحاب النزعة الإيجابية المتمثلة بالشعب الفلسطيني الضعيف , ومن وحي هذه الفكرة انبثقت فكرة إنشاء التحالفات والجمعيات والاحزاب الوهمية في ميدان السياسة , وفكرة أستمرار التخلف وعدم التوافق بين شعوب العالم الثالث لخلق تغيرات في كافة الانشطة الاجتماعية لتهيئتها للحروب فيما بينها لكي يتعزز التخلف والتراجع في مفهوم التطور الأجتماعي .
لم يكتف اصحاب النزعة السلبية بتطبيق المفاهيم الداروينية على الشعوب , بل نمت لديهم تطبيق فكرة ” عاصفة التدمير الخلّاق ” The gale of creative destruction التي أشتقت من ماركس وروّج لها عالم الأقتصاد النمساوي الأصل والأمريكي الجنسية جوزيف الويس شومبيتر (1883-1950) Josef Schumpeter ولكن بشكل معكوس , أي تدمير ماموجود من دعائم الأقتصاد على الأرض ومن دون بدائل . ومن خلال هذا التدمير المرتبط بالروابط الاجتماعية بمافيها الروابط الدينية والاخلاقية سيجعل التهيئة لتقسيم البلاد بشكل اسرع الى مناطق وتصنيفات كلا حسب ثرواته الطبيعة وجدواها الاقتصادية لتكون جديرة بحثالات السياسة المتهافتين على ابواب امريكا ينتظرون من بايدن الفائز بالرآسة الامريكية ان ينفذ خططه الخاصة بتقسيم العراق وعلى احر من جمر جهنم التي وعدهم بها الله سبحانه لضلالهم المبين .
وبمعنى آخر فإن فكرة “عاصفة التدمير الخلاق” التي جاء بها ماركس هي بالأصل تهدف الى تدمير البنى الأقتصادية القديمة Old economic infrastructures وإبتكار أسس إقتصادية أخرى أكثر ابداعآ وتطورآ في العملية الأنتاجية , أما اصحاب النزعة السلبية فقد عملوا على العكس من ذلك , إذ عمدوا على مسح الثروات كما قلنا بدأ من النفط وسائر المصانع الأخرى لتصبح الفكرة تحت عنوان ” التدمير المنظم لإقتصادات الدول ” وتهيئتها للتقسيم كما هو معروف مبدأيآ.
في خضم هذه السياسات برزت فكرة إنشاء الأنترنت للعب دور تقسيم الوحدة العقلية المتمثلة بالدين والأخلاق ومن ثم تفتيتها على نحو منظم من خلال فرض عالم افتراضي بالغ الخطورة على الشرائح المجتمعية غير الناضجة من الناحية الفكرية ليكونوا الأساس لهذا التفتيت , معتبرين ان ماتبثه من افكار وقيم هي من دواعي تطور المجتمعات التي يرون انها قد عانت من ظلم العهود الغابرة , لكن الأهداف الحقيقة وراء ذلك هي تغيير مواقف الشعوب بإزاء مطالبها الشرعية من خلال تغيير نزعتهم الطبيعية الإيجابية في جميع المعتقدات والسلوك الإنساني .
مما ذكرناه يكشف بوضوح ان ماجرى على العراق بعد السقوط هو الخضوع التام لأصحاب النزعة السلبية سواء كانوا اميركيين او بريطانيين أو عراقيين ممن جاءوا وشاركوا بالسلطة بعد عام 2003 سواء أن أصحاب النزعة الإيجابية يدركون ذلك أو لايدركون أو يتغافلون لغبائهم السياسي أو لأن وسائل الإقناع التي يقدمها أصحاب النزعة السلبية كانت بالغة الإقناع والتأثير في عقولهم الضيّقة ماجعلهم في ذلك النطاق من الخضوع .
ففي جانب سياسة التدمير التي تمت بمراحل تفكيك الجيش العراقي وتدمير اسلحته الأستراتيجية ونهب وبيع الباقي منها الى جهات معروفة , وإيقاف الاف المصانع الأنتاجية وتركها عرضة للنهب والتلف , لم يكتف اصحاب النزعة السلبية , بل عمدوا الى جعل الثروة النفطية رهينة بأيدي الأجنبي من خلال عقود جولات التراخيص التي لم تدرس من قبل لجنة من علماء الإقتصاد والسياسة من مختلف المدارس الفكرية والخبراء بالشأن النفطي سواء كانوا عراقيين أو عربآ , علمآ ان العراق يملك أرقى المؤسسات النفطية القادرة على حفر الآبار النفطية ونصب خطوط الأنابيب النفطية وبناء الخزانات العملاقة إضافة الى امتلاكه للمعاهد النفطية التي ترفد القطاع النفطي بالكوادر ذات الأختصاصات المختلفة لإدارة هذه الثروة الوطنية .
كل ذلك جرى منذ 2003 وبشكل ممنهج وعلى العكس من تلك المعايير التي جاءت بها عاصفة التدمير الخلّاق . فكان من الممكن أن تمارس هذه البنى التحتية التي دمروها دورآ إيجابيآ في رفد الإقتصاد العراقي بموارد مالية هائلة لو بقيت على حالها بعد السقوط , إلا أن القوى المضادة لتطور المجتمع العراقي سواء من الداخل او خارج البلاد لم يعجبها الافق الذي تتطلع اليه النزعة الطبيعية الإيجابية للشعب العراقي وهو افق السيادة بالقوة الاقتصادية والعسكرية وبناء مجتمع حر وموحّد , ولا يعجبها نزعة التطور الطبيعية من ايِّ كائن كان ولا نوع الاحتمالات الموضوعية التي تنجم عنها .
العقلاء من القوى المساهمة في العملية السياسية يدركون ذلك وبعمق إلا أن الجهلة من القوى ذات النزعة السلبية دأبوا يحاربون اي توجه نحو تطور البلاد بأسلوبين ; الأسلوب الأول يتشعب مرة على انه تطلّع مثالي ونزعة بطولية بعيدة عن الواقع , ومرة أنه يهدف الى دعاية إنتخابية , ومرة لأنه يشكل خطرآ على وجود القوى السياسية نفسها . أما الأسلوب الثاني فهو الدعم للتطور بالقول الظاهر وامام العلن , وفي الخفاء يحاربونه بقوة . أما السبب في كل ذلك هو الإبقاء على حالة الضعف لتبقى انياب الفساد نائمة في جسد البلاد . وبتعبير أدق أنهم يحاربون كل فكرة مبدعة تبقي البلاد والعباد على قيد الحياة .
خير شاهد على مانقول هي النزعة الطبيعية الإيجابية التي تجسّدت في فتوى المرجعية في تأسيس الحشد الشعبي كقوة كفائية لمواجهة قوى الظلام وماتعرضت له من انتقاد ومحاربة في الخفاء والعلن من اجل تفكيكها لجعل العراق ساحة معارك وتصفية حسابات ونهب للثروات ليس إلا .
لعل سائل يسأل : كيف , إذآ , الخروج من هذا المأزق ؟
الجواب انطلق مبكرا من افواه المراقبين والمختصين ومنذ بدء العملية السياسية وفي جميع مراحل تطورها ويتلخص بما يلي : أولآ ; إعادة النظر بكتابة الدستور الذي تمت كتابته بطريقة تعسفية ومن دون دراسة مستفيضة لفقراته الملزمة وأهمها التأكيد على السيادة الكاملة على وحدة اراضي البلاد . ثانيآ ; أن يمتلك العراق مفاتيح إقتصادة بيده وأولها النفط , أي إعادة النظر بجولات التراخيص النفطية , إذ من دون السيطرة على ثروات البلاد لن تكون هناك أي إرادة وطنية لتحقيق مجتمع تسود فيه العدالة . ثالثآ ; إعادة النظر في برامج التعليم والمؤسسة التعليمية ووضع ضوابط جديدة للمدارس الخاصة وإيقاف تفشيها بالبلاد بشكلها المجاني الحالي على حساب المجتمع بشكل خاص والتعليم بشكل عام .
رابعآ ; إعادة النظر في هياكل القوى الأمنية لتقوم بواجباتها في كل أنحاء البلاد وعدم توطين جهاز مكافحة الإرهاب بوظيفة مشابهة لوظيفة سيارة الإسعاف الطبية , حيث يتم إرسالة عند الطلب الى الأماكن الساخنة بينما الأجهزة الأمنية الأخرى لا تقوم بالواجب نفسه بسبب عدم توفر الأستعداد القتالي وذلك بسبب سوء السياسة في حقل الأقتصاد الذي يمثل الشريان والعصب في بناء كيان القوة العسكرية لتكون اليد الضاربة لكل تدخل خارجي .
كما يتعين على كافة مراكز الشرطة المحلية ان تحتوي على مراقبين قانونيين , ينتخبون من المؤسسة القانونية في البلاد ويكون ارتباطهم المباشر بهيئة النزاهة , وتكون مهمتهم القيام بمهمة متابعة شؤون المواطنين ودعاواهم القانونية منذ اللحظة الأولى لدخولهم مراكز الشرطة وحتى غلق ملف الدعوى , لكي تقوم الشرطة بواجبها المطلوب إزاء المجتمع للقضاء على حالة اعتماد المواطنين على العرف العشائري لحل قضاياهم القانونية بدلآ عن المراكز الحكومية . خامسآ , الرقابة على موارد البلاد وصادراته من خلال السيطرة على جميع المنافذ الحدودية وبالنظم الرقمية لزيادة الدخل السنوي .
ان بؤر النزعة السلبية الموجودة بالعملية السياسية وهي تسعى يوميا الى محاربة اي ارادة نحو بناء مؤسسات وانماط دستورية تساهم في خلق استقرار سياسي يرتكز في جوهره على القيم الاخلاقية في قيادة السلوك الاجتماعي بعيدا عن كل مرتكز سياسي لم يقدم غير الانتهاك للمباديء والقيم الانسانية , إنما هي قوى مضادة ينبغي إيقافها من خلال إعادة كتابة الدستور.
هذه الملاحظات لا تنطوي على نقد لهيكل العملية السياسية لأنها بالأساس بنيت على أخطاء دستورية , أما السعي الى تغييرها فمازال حثيثآ وإن كان بلا نتائج , إلا أنها تنبه الى الاسس الحالية التي يتبعها ذوو النزعة السلبية الرامية الى تنفيذ مرحلة تدمير البلاد من خلال ماعرضناه , فضلآ عن تشكيكهم بشكل عام لكل تطبيق يدعوا اليه اصحاب النزعة الإيجابية من اجل دفع البلاد نحو الاستقرار ولو بدرجة أقل .
هؤلاء الشكوكيون (= المرتابون) هم الوجه الثاني للنزعة السلبية في تعاملهم مع اصحاب النزعة الإيجابية , فهم من ناحية لايمتلكون القدرة على فهم مايجري بالعالم من نظريات معقدة , ومن ناحية أخرى لا يقدمون النموذج الناجع لأقرانهم بالعملية السياسية إن كانوا يفقهون وفقآ لمقياس الحكم الذي يجري في البلد , لأنهم يعتبرونهم غرماء لهم , وهذا مايجعل الجميع كذرات غير مرتبطة بنواة مصلحة الوطن , ويرون أنفسهم قادة , لذلك لايريدون من خلال تقديم الخيارات الايجابية لأقرانهم ان يصنعوا منهم قادة للتغيير , إذ ماذا سيفعلون في وسط عملية سياسة وكل اعضائها قادة وفرسان , وهذه هي علّة النزعة السلبية الطبيعية لدى الإنسان في كل انحاء العالم وليس العراق وحده .