الشيخ عبد الحافظ البغدادي
بسم الله الرحمن الرحيم
{ذَٰلِكَ الَّذِي يُبَشِّرُ اللَّهُ عِبَادَهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِۗ قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَىٰ وَمَن يَقْتَرِفْ حَسَنَةً نَّزِدْ لَهُ فِيهَا حُسْنًا}. ” الشورى 23″
من أهم المبادئ التي أرساها الإسلام وحرص الرسول(ص) على العمل به مبدأ التساوي بين الناس، سواءً في اللون والقومية والجنس , الإنسانيّة، أو في الوظيفة وفي الحقوق والواجبات ،بهذا اختلف مع كلّ أشكال التمييز العنصري والاجتماعي، واصطدم بقانون الارستقراطيّة القرشيّة ومعاييرها في تفضيل الناس بعضهم على بعضهم ،ثم قدم معايير جديدة للتفاضل بين الناس وبنظام جديد لا يقوم على النسب والدم ولا العشيرة واللون ولا الجنس الذكوري على الانثى. ولا غيرها من المعايير الجاهلية.
بدأ يلغي المعايير الباطلة التي تفضل العربي خاصة قريش على غيرهم من الاجناس فقال: “لا فضل لعربيّ على أعجميّ ولا لأحمر على أسود إلاّ بالتقوى” .. بعد الغاء هذه المعايير المتخلفة كونها غير حقيقية بالتفضيل البشري, جاء بمعيار جديد ..
المعيار الجديد اختلافه انه لا بد ان يسعى له الانسان ليصل اليه فيكون عند الله والنبي من الفضلاء.. , لا انه ابن فلان او من القومية الفلانية والمنطقة الفلانية .. فجعل عددا من المباديْ الانسانية معيارا للتفاضل. اولها وعلى راسها المجاهدون ثم الشهداء . وطلاب العلم .. خاصة من يعملون بالقران. أي العاملين بالقران لهم التفضيل ..؟ الان ما إن يقدم شهر رمضان إلا وترى المصاحف قد نشرت بين أيدي الصائمين، وهُرع كل صائم إلى مصحفه الذي تركه على الرفوف كانه خاصمه منذ سنة، فينفض التراب عن أوراقه، ويتلو الآيات كانه في سباق فعلا يُسابق عقارب الساعات، عساه ينتهي من ختمة، ويهديها اغلى موتاه قبل أن يلملم رمضان رحاله، ويعيد المصحف الى الرف ويغطيه للسنة القادمة. هذا أمر، محمود،ان تعيش ساعات وايام مع كلام الله , ولكن لا يعطي للقاريء الافضلية التي وردت في الحديث . نحن لا نشكك في قدسية التلاوة حين يجلس العبد يتلو فيها كلمات ربه!.. لكن غير المحمود، أن يتصور المسلم أنه قد أدّى ما عليه بمجرد التلاوة! …نعم، هناك أحاديث في فضل القرآن تلاوة وحفظًا، لكنها لا تُعفي من بقية الواجبات.
مثال على ذلك : القرآن، هو الكتاب الوحيد الذي يُتعبدُ الانسان بتلاوته، لكن التلاوة لا تُغني عن الصلاة أو الصيام. والحج . بل ورد ذم من يقرأ القران ولا يتدبر اياته ويترك اثرا في نفسه .هناك حديث مختلف عليه , والاقوى ان الامام مالك هو من قاله ثم نسبوه للنبي زورا: «رب تال للقرآن، والقرآن يلعنه» وذكره صاحب[الوسائل: ج4، ص249]. والظاهر أنّ المراد: من يقرأ القرآن رياءً ولا يتعظ ولا يعمل به؛
وقد لعن القرآن: «الكافرين والمنافقين والظالمين وكلّ من آذى الله ورسوله ومن كتم الحقّ والهدى»، وفي الحديث عن النبي (ص): «من قرأ القرآن ثم شرب عليه حراما أو آثر عليه حبا للدنيا وزينتها، استوجب عليه سخط الله، إلا أن يتوب» [الأمالي للشيخ الصدوق: ص513].
عن الإمام الباقر (ع): «من دخل على إمام جائر فقرأ عليه القرآن يريد بذلك عرض الدنيا لعن القارئ بكل حرف عشر لعنات ولعن المستمع بكل حرف لعنة» عن الإمام الصادق (ع) قال: «القراء ثلاثة: قارئ قرأ القرآن ليستدر به الملوك. ويستطيل به على الناس فذاك من أهل النار.. واغلبهم يسمونهم وعاظ السلاطين .
وقارئ قرأ القرآن فحفظ حروفه وضيع حدوده فذاك من أهل النار، وقارئ قرأ القرآن فاستتر به فهو يعمل بمحكمه ومتشابهه ويقيم فرائضه ويحل حلاله ويحرم حرامه فهذا ممن ينقذه الله من مضلات الفتن، وهو من أهل الجنة ويشفع فيمن شاء “..
** لو اطلعنا على موقف القران” راي الله في التعامل” هل أن التلاوة تُعفيه عن الصلاة والصيام، وأن القارئين التالين يصلون ويصومون، ولكن، ألا يوجد واجبات يقررها القرآن غير الصلاة والصيام! .
الاسس التي قام عليها الاسلام, ليس الشعائر دون الباطن وهي .
1، يقوم التفاضل على أساس الدين والتقوى وما يقدّمه الإنسان لنفسه وملامته من أعمال الخير..هناك قصى جميلة عن غطرسة تاريخ العرب في معلقة عمر بن كلثوم .هي المعلقة الخامسة مملوءة بزيف ادبي مملوء بالملاحم والحماسة ومبالغة في عزة النفس .
هي مائة بيت أنشأ الشاعر قسماً منها في حضرة (عمرو بن هند ملك الحيرة ) الذي حضر لحل الخلاف بين قبيلتي بكر وتغلب، فوجد الملك أن الشاعر لا يقيم له وزناً . يتحدث بتعالي وعزة نفس فارغة. . منه.
ومَـلأْنَا البَـرَّ حَتَّى ضَاقَ عَنَّـا****وَظَهرَ البَحْـرِ نَمْلَـؤُهُ سَفِيْنَـا
إِذَا بَلَـغَ الفِطَـامَ لَنَا صَبِـيٌّ ***** **تَخِـرُّ لَهُ الجَبَـابِرُ سَاجِديْنَـا
هذه الصفات التي يسمونها ملاحم وعزة وغيرها ليس لها في الاسلام نصيب, لان الكلام لا يغني عن الافعال .
2- الفضلاء الذين يقدمهم الاسلام لمن يتحلّى بخصال حسنة طيّبة، قال تعالى: {إن أكرمكم عند الله أتقاكم}.وقال:{قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون}،وقال تعالى: {أفمن كان مؤمناً كمن كان فاسقاً لا يستوون}.باختصار: معيار التفاضل يرتكز على عنصرين أساسيين هما الفضائل والرذائل،( لا بد ان تكون حسنة في نظر العقل والشرع).
**** فكان النبي (ص) من اكثر الناس حرصا في تطبيق هذه المبادئ على أهله وعشيرته، ليسجّل رفضاً قاطعاً لكل الامتيازات التي اسستها العقليّة الجاهلية، فلم يقبلْ أن يحابي أهل بيته أو يعطيهم أية خصوصية تميِّزهم عّن غيرهم أو ترفعهم عن مستوى الناس،ومن مواقفه التي يشهد بها التاريخ ,حين نزل قوله تعالى: {وأنذر عشيرتك الأقربين}.
وجّه خطابه لذوي رحمه وقرابته قائلاً: “يا معشر قريش اشتروا أنفسكم لا أغني عنكم من الله شيئا ، يا بني عبد مناف لا أغني عنكم من الله شيئا، يا عباس بن عبد المطلب لا أغني عنك من الله شيئاً، ويا صفية بنت عبد المطلب لا أغني عنك من الله شيئاً، ويا فاطمة بنت محمد سليني من مالي ما شئت لا أغني عنك من الله شيئاً” .. هنا ارسى اول اللبنات في النظام الجديد في التفضيل ولم يستثني احدا منهم .
ليس هناك أحد من أقربائه أو ذريته فوق القانون، فقال” إنّما أهلك من كان قبلكم أنّهم كانوا إذا سرق فيهم الشريف تركوه، وإذا سرق فيهم الضعيف أقاموا عليه الحد، وأيمُ الله لو سرقت فاطمة بنت محمد لقطعتُ يدها” .
(( المذاهب الاسلامية ياخذون من هذا النظام موقفا من اهل البيت(ع) ويقولون ان الامامية انتهكوا هذا النظام بعد وفاته في خصوص ذريّة النبي (ص)،مقابل هذا.. هم وضعوا قدسية للصحابة , ورفعوهم الى درجات ليس فيها دليل الا احاديث موضوعة يعترفون بها ولكن جحدوا بها واستيقنتها انفسهم . ما نريد معرفته , هل فعلا ان الاسلام لم يعطي امتياز لال رسول الله (ص), رغم اننا نعتقد انهم ليسوا جميعا اصحاب امتيازات , بل الذين فضلهم الله على الناس بالقران والاحاديث المعتبرة .لماذا وضعوا الصحابة مقابل اهل البيت (ع) الذين يحظون بمئات احاديث وآيات التفضيل.
راي المذاهب الاسلامية :ــــــــــــــــــ يقولون نسلِّط الضوء على أهمّ الأمثلة التي تجاوز الشيعة ذلك المبدأ، وهي “تجاوزات” أُعطت ذرّية النبي (ص) بعض الامتيازات، وهي بدافع عاطفي بحت، او من اجتهاد معيّن، أو بسبب تفسير بعض نصوص وفتاوى بطريقة مغايرة لفحواها .
وننبِّه إلى طبيعة إنسانية لم يقف الإسلام في وجهها، وهي أنّ الإنسان إذا أحبّ شخصاً وعَشِقَه، فإنّ حبَّه سوف ينسحب على كلّ ما يتّصلُ بالمحبوب والمعشوق من آثار ومتعلّقات، وقد أجاد مجنون ليلى في التعبير عن هذا المعنى حيث قال:*أمرّ على الديار ديار ليلى **أقبّل ذا الجدار وذا الجدارا 5 وما حبّ الديار شغفن قلبي**** ولكن حبّ من سكن الديارا
وفقاً لهذا السجيّة نجد أنّ المسلم ومن موقع حبه لرسول الله (ص) فإنّه يرتبط عاطفياً بكل ما يتصل به وينتسب إليه, حتى لو كان حجراً أو بيتاً أو ثوباً، فكيف لو كان ابناً من أبنائه، ولهذا كان من الطبيعي عندما يرى المسلم أحد أبناء رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أو أحفاده وذريته أن يندفع إليه فيحتضنه أو يقبّله، لأنه يُذكّره برسول الله (ص).
واحيانا يقبِّلَ الجدار الذي أظلّ الرسول(ص) أو الصخرة التي جلس عليها، أو البيت الذي سكن فيه، أو الثوب الذي ارتداه، وإذا ما سار المسلم- في أزقة المدينة المنوّرة أو أحياء مكة ربما يشعر بأنفاس رسول الله (ص).
يقولون كل ذلك أمر طبيعي ، إلاّ أنّ هذه العاطفة الإنسانية والتي تعبّر عن اندفاع المسلم إلى احتضان الذرية الطيبة لرسول الله (ص) واحترامهم وتكريمهم على قاعدة “لأجل عينٍ ألفُ عينٍ تُكْرَمُ”.
**ومن اراء المذاهب أيضا. كلّما زاد الهاشمي إيماناً وتقىً وسما خلقاً كلما زاد احترامه وتقديره أكثر لدى المسلمين وغيرهم، لأنّه جمع النسب الطيِّب وما يُزيِّن هذا النسب وأمّا إذا هبط بأخلاقه وابتعد عن سيرة المصطفى(ص)فإنّه بذلك يستحقّ الملامة والتوبيخ أكثر من غيره، لأنّ انتسابه إلى رسول الله (ص) مدعاة ليكون أولى الناس باتّباعه.
قد نصّ القران على أنّ الفاحشة لو صدرت من زوجة النبي (ص) فإنّ عقابها يكون مضاعفاً، بالمقارنة مع الفاحشة التي قد تصدر من سائر النساء،لأنّ انتسابهنّ إلى رسول الله (ص) سوف يطلق العنان لبعض الألسنة لتنال من رسول الله، فضلاً عن أنّه قد يُغري بعض الناس بارتكاب المعاصي، قال تعالى: {يا نساء النبي من يأت منكن بفاحشة مبينة يضاعف لها العذاب ضعفين). وهناك ايات عديدة بهذا الصدد..
**بعد هذا التنبيه المهم فإننا نطلُّ فيما يلي على دراسة جملة من المقولات التي قد تُطرح أو تُفهم بعنوان أنّها امتيازات مُنحت لذرية النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)، مما يعكس حالة من الطبقية المرفوضة، والمؤسف أن يتم تكريس هذا التمايز الطبقي تحت غطاء “شرعي” ويُدَعم ببعض الروايات أو الفتاوى، ونحن نحاول دراسة هذه “الامتيازات” على ضوء مرجعية القرآن الكريم، وصحيح السنة.
وأشكال التمايز التي أمكننا رصدها منها الامتياز التمايز التكويني.
وهو تمايز على مستوى الخلقة أن الله خصّ ذريّة النبي (ص) بخصوصيّة تكوينيّة لا يشاركهم بها أحد! وهناك رأي مشهور عند بعض العلماء فيما يتصل بسن اليأس عند المرأة، فالمرأة العلوية يتأخر سن اليأس عندها إلى الستين من عمرها، أمّا المرأة “العامية” سن اليأس عندها يبدأ على رأس الخمسين عاماً. وهذا الراي ليس له سبب مقنع. والصحيح ليس هناك امتياز أو تفضيل إلهي للمرأة المتصلة نسباً بالرسول على من سواها.
2- التمايز التشريعي وهو تمايز يؤسس لطبقيّة “شرعية” تجعل ذرية النبي (ص) مُحصَّنين ببعض التشريعات التي تجعلهم في موقع “النبلاء” و”الأشراف”، ويمكننا أن نستشهد على هذا النوع من التمايز الموهوم ببعض النماذج من الأحكام الفقهية، وأهمها:
1- الاستئثار ببعض الضرائب المالية :بالخمس، حيث إنّ الفتوى المشهورة عند فقهاء الأمامية تقضي بأن يكون نصف الخمس من نصيب الهاشميين من نسل الزهراء (ع)، وهو ما اصطلح تسميته بـ “سهم السادة”، كما اصطلح على تسمية النصف الآخر بـ “سهم الإمام (ع)”.
هذه الفتوى أسهمت بطريقة أو بأخرى إنتاج حالة من الطبقيّة جعلت “السيد” يشعر بأفضليّته على سائر الناس، أفضليةً خصه الله بالكرامة، وميّزه بمصدر مالي الذي لا يشاركه فيه أحد، هذه الفتوى تُسهم– كما يرى البعض- في استعادة قيم الجاهلية لا سيما أنّ الخمس كما هو الرأي المشهور إنّما يستحقه فقط من انتسب إلى هاشم بالأب دون الأم.زاد في الطين بلَّة أن اعتُبر الخمس للسادة “مالاً طاهراً “،أمّا الزكاة التي حُرِّمت عليهم وأبيحت للناس، فإنّها “أوساخ في أيدي الناس”، ليتم بهذه اللغة العنصرية ليس تكريس مبدأ التفاضل على أساس العشيرة وحسب، بل وتوجيه إهانة إلى سائر الناس وتحقيرهم، لا لشيء إلا لأنّ “الحظ” لم يحالفهم في أن يتصل نسبهم برسول الله (ص)!
**الخمس وسدّ احتياجات الأمة: الملاحظة الأولى: إنّ الفتوى المذكورة ليست من المسلَّمات الفقهيّة، بل إنّها رأي اجتهادي يتبناه كثير من الفقهاء، لكنْ في المقابل ثمة رأي فقهي آخر هو الأقرب إلى الصواب وإلى عدالة التشريع الإسلامي يرى أنّ الخمس لا ينقسم إلى السهمين المذكورين اللذين يُخصَّص أحدهما “بالإمام”، والآخر “بالسادة”، بل الخمس- حق واحد يُعبِّر عن ميزانية متكاملة أقرّها المشرِّع الإسلامي بهدف سدِّ احتياجات الأمة الإسلامية بأكملها،هذا هو الأقرب إلى عدالة الإسلام.
لِمَ حُرِمَ “السادة” من الزكاة؟ ليس ذلك تمييزاً لهم عن سائر الناس أو تنزيهاً لهم عن “أوساخ الناس”، بل من بعض الاعتبارات التاريخيّة، إنّ النبي (ص) لمّا طلب منه بعض الهاشميين، ومنهم “المطلب بن ربيعة والفضل بن عباس” أن يُؤمِّرهما على الزكاة أراد إبعادهم عن هذا المنصب، دفعاً للتهمة عنه، أو الشبهة التي تراود بعض الصحابة، أو يثيرها المنافقون في أنّ محمداً (ص) قد آثر أهل بيته وعشيرته وقدَّمهم على مَنْ سواهم، ولذلك فإنّه (صلى الله عليه وآله وسلم) اتخذ في هذا المجال قراراً حكيماً يقضي بمنعهم من تولي أمر الزكاة،
فكيف يصف النبي (ص) المال الذي يدفعه المكلف امتثالاً لأمر الله سبحانه وتعالى بالأوساخ هو في حدّ ذاته أمر مستغرب،في وقت يقول القران {خذ من أموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها وصل عليهم إنّ صلاتك سكن لهم والله سميع عليم} لا يدلّ بأيِّ نحو أنّ المال الزكوي هو قذارة أو وسخ بدفعِ زكاته فإنّه يَطهر، وإنّما المقصود أنّه بامتثال هذا التكليف.
******حبّ أهل البيت عليهم السلام في الكتاب والسُنّة : سأتناول في هذا الفصل بعض الاَمثلة من النصوص القرآنية والاحاديث والروايات التي نزلت تحض المسلمين على محبة ال الرسول.
حب أهل البيت: في القرآن الكريم :
1 ـ قوله تعالى : ( قل لا أسالكم عليه أجراً إلا المودة في القربى ) هذه آية المودة التي أكدت كتب التفسير ومصادر الحديث نزولها في قربى النبي (ص) علي والزهراء والحسن والحسين وذريتهم الطاهرين (ع) روى السيوطي وغيره في تفسير الآية عن ابن عباس ، قال: لما نزل قوله ( قُل لا أسألُكُم عَليه أجراً إلاّ المودَّةَ في القُربى ) قالوا : يارسول الله ، من قرابتك الذين وجّبت علينا مودتهم ؟ قال « علي وفاطمة وولداهما » .
قال الزمخشري ثبت أن هؤلاء الاَربعة أقارب النبي(ص) واذا ثبت هذا وجب أن يكونوا مخصوصين بمزيدٍ من التعظيم ، ويدلّ عليه وجوه :
الاَول : قوله تعالى : ( إلاّ المودَّةَ في القُربَى ) الثاني : لاشك أنّ النبي(ص) يحبّ فاطمة(ع) قال فيها« فاطمة بضعة مني ، يؤذيني ما يؤذيها » وثبت عن رسول الله (ص) أنه كان يحبّ علياً والحسن والحسين، واذا ثبت ذلك وجب على كلّ الاَمة مثله، لقوله تعالى:( واتَّبعُوهُ لَعلَّكُم تَهتَدُونَ)
الثالث :الدعاء للإل منصب عظيم، فجعل الصلاة عليهم خاتمة التشهّد في الصلاة، وهو قوله«اللهم ّصلِّ على محمد وآل محمد “وهذا تعظيم لا يوجد في غير الآل، كلّ ذلك يدل على أن حب محمد وآل محمد واجب.
قال الشافعي: إن كان رفضاً حبّ آل محمدٍ * فليشهد الثقلان أني رافضي
وأشار إلى نزول آية المودة في أهل البيت(ع) بقوله : يا أهل بيت رسول الله حبكم فرضٌ من الله في القرآن أنزله .كفاكم من عظيم الشان انكم , من لم يصل عليكم لا صلاة له. ..و ما روي عن أئمة أهل البيت عليهم السلام في هذه الآية : فقد احتجّ أئمة الهدى المعصومون عليهم السلام بهذه الآية على فرض مودتهم ووجوب محبتهم وحقّهم على كلِّ مسلم ، فقد روى زادان عن الاِمام أمير المؤمنين علي (ع) أنّه قال : « فينا في آل حم آية ، لا يحفظ مودتنا إلاّ كل مؤمن » ثم قرأ : ( قُلْ لا أسألكُم عَليهِ أجراً إلاّ الموَدَّةَ في القُربَى ) واقتراف الحسنة مودتنا اهل البيت.
حديث مرفوعا عن أبي بصير قال: بينا رسول الله (ص) ذات يوم جالسا إذ أقبل أمير المؤمنين (ع) فقال له رسول الله : إن فيك شبها من عيسى بن مريم( ولولا أن تقول فيك طوائف من أمتي ما قالت النصارى في عيسى بن مريم لقلت فيك قولا لا تمر بملا من الناس إلا أخذوا التراب من تحت قدميك يلتمسون بذلك البركة) قال: فغضب الأعرابيان و المغيرة بن شعبة وعدة من قريش فقالوا: ما رضي أن يضرب لابن عمه مثلا إلا عيسى ابن مريم فأنزل الله على نبيه (ص) فقال: ” ولما ضرب ابن مريم مثلا إذا قومك منه يصدون).
وفي كربلاء :ما ورد أنّ البكاء عليه يوجب غفران كلّ ذنب، عن الريّان بن شبيب، عن الإمام الرضا(ع)، في حديث: (يا بن شبيب! إن كنت باكياً لشيء فابكِ للحسين بن عليّ (ع)، فإنّه ذبح كما يذبح الكبش، وقتل معه من أهل بيته ثمانية عشر رجلاً، ما لهم في الأرض شبيه، ولقد بكت السموات السبع والأرضون لقتله. إلى أن قال: – يا بن شبيب! إن بكيت على الحسين(ع) حتـّى تصير دموعك على خدّيك، غفر الله لك كلّ ذنب أذنبته، صغيراً كان أو كبيراً، قليلاً كان أو كثيراً).
دمعي أساً يجري لأي مصيبةٍ * ونواظري تبكي لأي رزيةٍ **سالت عليك دموعها لمحــبةٍ **تبكيك عيني لا لأجل مثوبةٍ**لكنما عيني لأجلك باكية
يلي تناشدني عليمن تهمل العين . كل ابكا والنوح والحسرة على حسين