26 نوفمبر، 2024 9:41 م
Search
Close this search box.

جائزة الأدب العربي في فرنسا ل”عبد العزيز بركة ساكن”

جائزة الأدب العربي في فرنسا ل”عبد العزيز بركة ساكن”

 

خاص: إعداد- سماح عادل

أعلن معهد العالم العربي بباريس عن فوز رواية “الجنقو مسامير الأرض” في ترجمتها إلى اللغة الفرنسية بجائزة الأدب العربي في فرنسا، الرواية للكاتب السوداني “عبد العزيز بركة ساكن”، والتي ترجمها البروفيسور “كْزافيهْ لُوْفَان”.

عند افتتاح أعمال الملتقي الـ 37 للترجمة الأدبية، أعلن مجلس أمناء جائزة الترجمة الكبرى لمدينة “أرل” عن فوز المترجم “كْزافيهْ لُوْفَان” بالجائزة عن ترجمته لرواية “الجنقو مسامير الأرض” إلى الفرنسية، واستلم “كْزافيهْ” الجائزة مساء الجمعة السادس من نوفمبر 2020 في مدينة “آرل” الفرنسية.

جائزة الأدب العربي بفرنسا، هي جائزة أدبية مرموقة أسسها معهد العالم العربي بباريس، بالاشتراك مع مؤسسة “جان- لوك لاقاردير” في عام 2013، وتُمنح حصراً للأعمال الأدبية لكُتّاب عرب شرط أن تكون هذه الأعمال مكتوبة باللغة الفرنسية أو مترجمة إليها، وتبلغ قيمة الجائزة عشرة آلاف يورو، وفاز بها في دورتها الأولى الروائي اللبناني “جبور الدويهي” عن روايته “شريد المنازل”، بينما فاز في دورتها الثامنة الروائي المصري “محمد عبد النبي” عن روايته “بيت العنكبوت”.

تحديات الترجمة..

وذكرت لجنة تحكيم جائزة الترجمة الكبرى في بيان لها أن المترجم “كْزافيهْ” قد واجه عددا من التحديات أثناء عمله بالترجمة، فالرواية تضم مجموعة كبيرة من الشخصيات التي تنتمي لإثنيات مختلفة ولفئات اجتماعية تتدرج من الأكثر ثراءً إلى الأكثر بؤساً، كما أن ثقل الواقع الذي عملت على سرده قد أفسح مجالاً للسحر والتعاويذ، للرصانة والجنون. ونتج عن هذا التنوع الإثني والاجتماعي في الرواية أن تنوعت اللغات المستخدمة، فدارت الحوارات فيها بلهجات سودانية، وكانت بعض ألفاظها عبارة عن مفردات مستعارة من لغات أخرى لبلدان مجاورة مثل التغرينيا من أثيوبيا.

ووفقاً لبيان لجنة التحكيم تمكن “كزافيه لوفان” بموهبته ومعرفته بالسياق الاجتماعي والجغرافي لمجتمع الرواية، من التقاط التفاصيل اللغوية الدقيقة والتي عبرها أرشد القارئ الفرانكفوني للثراء الثقافي للعوالم المتشابكة التي قدمتها (الجنقو).

مشروع ترجمة..

تعتبر ترجمة رواية (الجنقو) إلى اللغة الفرنسية هي الترجمة الثانية لرواية من روايات الكاتب السوداني “بركة ساكن” يقوم بترجمتها “كزافيه لوفان” وهي ضمن مشروع لترجمة أعمال “بركة ساكن” تشرف عليه وتنفذه دار “زولما” للنشر بباريس، وكانت الترجمة الأولى لرواية “مسيح دارفور”، وهي الترجمة التي أتاحت للقارئ الفرانكفوني الاطلاع على أدب سوداني غير إنتاج الكاتب السوداني الشهير “الطيب صالح”. حققت ترجمة روية “مسيح دارفور” للغة الفرنسية نجاحا ساحقا في البلدان الفرانكفونية الأوروبية والإفريقية، وحصلت على جوائز مهمة في فرنسا وسويسرا.

يذكر أن البروفيسور “كْزافيهْ لُوْفَان” يعمل أستاذاً للأدب العربي، وعميداً لكلية الآداب والترجمة والاتصال بجامعة بروكسل الحرة، وهو عضو بالأكاديمية الملكية في بلجيكا، سبق ل”كْزافيهْ” أن ترجم عدداً من الأعمال السردية السودانية منها، رواية “العطر الفرنسي” للروائي “أمير تاج السر”، التي صدرت عن دار هارمتان الفرنسية، ورواية “الخريف يأتي مع صفاء” للروائي “أحمد المك” والتي صدرت عن دار سندباد واكت دو سود، وترجم مجموعة من القصص القصيرة لكتاب سودانيين نشرتها دار ماجلان تحت عنوان “قصص من السودان”. كما قام بترجمة عشرات الأعمال الأدبية من اللغة العربية إلى اللغة الفرنسية لكُتّاب من البلدان العربية مختلفة.

عبد العزيز بركة ساكن..

“عبد العزيز بركة ساكن” هو كاتب وروائي سوداني، ولد بمدينة “كسلا” عام ١٩٦٣، نشأ في “خشم القربة” بالقرب من مدينة “القضارف”، درس المرحلة الابتدائية بمدرسة “ديم النور الابتدائية بنين” بالقضارف، والتحق في المرحلة المتوسطة بمدرسة “خشم القربة” ثم مدرسة “حلفا الجديدة” في المرحلة الثانوية، وتابع دراسته الجامعية في مصر، ودرس إدارة الأعمال بجامعة أسيوط. ويعيش حاليًّا في “النمسا”، وهو متزوج وله ولدان.

عمِل مدرسا للغة الإنجليزية في الفترة من ١٩٩٣ إلى ٢٠٠٠ ، وشغل عدة أعمال، أبرزها: عمله مستشارا لحقوق الأطفال لدى اليونيسيف في دارفور من ٢٠٠٧ إلى ٢٠٠٨، ومديرا لمشروعات التنمية في صندوق تنمية المجتمع التابع للبنك الدولي بالنيل الأزرق، إلى أن تفرغ للكتابة. وهو عضو نادي القصة السوداني وعضو اتحاد الكتاب السودانيين.

وبالإضافة إلى رواياته وقصصه، كتب في كثير من الدوريات والمجلات والجرائد، منها: “مجلة العربي”، و”مجلة الناقد اللندنية”، و”مجلة الدوحة”، و”جريدة الدستور” اللندنية، و”الجزيرة نت”، وغيرها.

فازت روايته “الجنقو مسامير الأرض” على جائزة الطيب صالح للرواية عام ٢٠٠٩، ليصدر بعد قليل قرار وزارة الثقافة السودانية بحظر الرواية ومنع تداولها، وقبل ذلك صودرت مجموعته “امرأة من كمبو كديس” في ٢٠٠٥ ، وفي ٢٠١٢ قامت السلطات بمنع عرض كتبه بمعرض الخرطوم الدولي للكتاب، وكان رأى الكاتب في منع كتبه  تضييقًا غير مقبول، قائلا أنه “كاتب حسن النية وأخلاقيٌّ، بل داعية للسِّلْم والحرية، ولكن الرقيب لا يقرؤني إلا بعكس ذلك”.

ورغم ذلك التضييق على إبداعه نال جائزة “بي بي سي” للقصة القصيرة على مستوى العالم العربي ١٩٩٣ عن قصته “امرأة من كمبو كديس”، وجائزة “قصص على الهواء” التي تنظمها “بي بي سي” بالتعاون مع مجلة العربي عن قصتيه “موسيقى العظام” و”فيزياء اللون”، وفي ٢٠١٣ قرر المعهد العالي الفني بمدينة سالفدن سالسبورج بالنمسا أن يدرج في مناهجه الدراسية روايته “مخيلة الخندريس” في نسختها الألمانية التي ترجمتها الدكتورة “إشراقة مصطفى” عام ٢٠١١.

ونقل الموقع الرسمي لمعهد العالم العربي عن ” عبد العزيز ساكن” يوم الاثنين 9 نوفمبر 2020 قوله إنه سعيد للغاية للفوز بهذه الجائزة المرموقة التي سبق وأن فاز بها كل من اللبناني “جبور الدويهي” والعراقي “سنان أنطوان”.

وقال: “أعتقد أن هذه الجائزة جاءت في الوقت المناسب تماما لأن روايتي تتحدث عن التسامح الديني والحب والإنسانية، حيث نعيش الآن في عالم تمزقه صراعات الهوية، ويمر بما يشبه صدام الحضارات”.

كما نوهت لجنة تحكيم الجائزة برواية (موفيز إيرب) أو “نباتات سيئة” للبنانية “ديما عبد الله” الصادرة باللغة الفرنسية عن دار “سابين ويسبيسر” في باريس.

وقرر معهد العالم العربي استضافة كلا من “ساكن” و”ديما” في لقاءين أدبيين يومي الخامس من ديسمبر- كانون الأول 2020 و27 فبراير- شباط  2021.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة