أول أميركية تنتخب لمنصب نائب الرئيس الأميركي .. “كامالا هاريس” قصة صعود امرأة آسيوية !

أول أميركية تنتخب لمنصب نائب الرئيس الأميركي .. “كامالا هاريس” قصة صعود امرأة آسيوية !

خاص : كتبت – نشوى الحفني :

“ربما أصبحت أول امرأة تولت هذا المنصب، لكنني لن أكون الأخيرة !”، هكذا أشادت السيناتورة الأميركية، “كامالا هاريس”، بقرار المرشح الديمقراطي الفائز بانتخابات الرئاسة، “جو بايدن”، باختيارها لمنصب نائب الرئيس في إدارته.

وثمنت السيناتورة دور المرأة، لاسيما من أصول إفريقية، في الحياة السياسية الأميركية، مشيدة بشجاعة “بايدن”؛ الذي “كسر أحد الحواجز الأكثر متانة في بلدنا، واختار امرأة لمنصب نائب الرئيس”، معربة عن قناعتها بأن النساء السود يشكلن أساسًا للديمقراطية الأميركية، على الرغم من التجاهل بحقهن في كثير من الأحوال، مشددة على أن ملايين النساء السود في الولايات المتحدة “يستحقن الفرصة العادلة”.

وأصبحت “هاريس”، التي ينحدر والداها من “الهند” و”غامايكا”، أيضًا أول شخصية من أصول آسيوية جنوبية يتم انتخابها لمنصب نائب الرئيس الأميركي.

نشأتها..

ولدت “هاريس”، في 20 تشرين أول/أكتوبر عام 1964، في “أوكلاند”، بولاية “كاليفورنيا”، لأم من أصول هندية وأب من غامايكا. وبعد طلاق والديها وهي في سن الخامسة، عاشت مع والدتها الهندوسية، “شيامالا غوبالان هاريس”، الباحثة في مجال السرطان والناشطة في الحقوق المدنية.

وخلال نشأتها، تواصلت مع جذورها الهندية، حيث رافقت أمها في زيارات إلى “الهند”. لكنها تقول إن أمها إنغمست في ثقافة سكان “أوكلاند” السود، وربت ابنتيها – “كامالا” وأختها الصغرى “مايا” – في محيط هذه الثقافة.

أصلها المزدوج؛ مكنها من الوصول إلى قلوب أعراق شتى في المجتمع الأميركي. وتنظر إليها المناطق التي شهدت تغيرًا ديموغرافيًا سريعًا – بما يكفي لتغير سياسات تلك المناطق – باعتبارها رمزًا يُطمح الوصول إليه.

إلا أن تجربتها في جامعة “هوارد”، المشهورة في تاريخ الأميركيين السود، كانت هي التي صقلت حياتها، على حد تعبيرها.

وتتعامل بسهولة وسط المجتمعات التي يغلب على سكانها بيض البشرة أيضًا، إذ عاشت فترة من صباها في “كندا”، عندما عُيّنت أمها أستاذة في جامعة “ماكغيل”، فدخلت “كامالا” وأختها مدرسة في “مونتريال” لمدة 5 أعوام.

تطور حياتها العملية..

“هاريس”؛ بدأت عملها في مكتب المدعي العام بمقاطعة “آلاميدا”، بولاية “كاليفورنيا”، ثم أصبحت المدعي العام في “سان فرانسيسكو”، في عام 2003، قبل أن يتم انتخابها أول امرأة وأول شخص أسود لتولي منصب المدعي العام في “كاليفورنيا”، أكبر الولايات الأميركية من حيث عدد السكان، ثم استغلت شهرتها في (الحزب الديمقراطي) لتترشح لعضوية “مجلس الشيوخ” عن “كاليفورنيا”، في عام 2017.

ولم يكن الأمر سهلاً عليها في التوفيق بين إرضاء الديمقراطيين، ذوي الميول اليسارية، في “كاليفورنيا”، ورغبتها في أن تصبح سياسية على المستوى الوطني الذي لا يقرر فيه اليسار هوية الرئيس.

واكتسبت شعبية بين التقدميين في مساءلتها للقاضي المرشح للمحكمة العليا، “بريت كافانو”، قبل تعيينه، ولكنها لم تتمكن من الحصول عل بطاقة تمثيل (الحزب الديمقراطي) في الانتخابات الرئاسية، حيث لم تلق دعمًا كافيًا من التقدميين في حزبها ولا من المعتدلين.

تعرضت للانتقاد باعتبارها ليست تقدمية بما فيه الكفاية، ربما بسبب وظيفتها في الإدعاء العام، رغم مواقفها اليسارية في قضايا مثل زواج المثليين وعقوبة الإعدام.

ترشحها لانتخابات الرئاسة..

واعتُبِرت “هاريس” من كبار المنافسين والمرشحين الأوفر حظًا في الانتخابات الرئاسية التمهيدية لـ (الحزب الديمقراطي) لعام 2020.

وخلال حملتها الانتخابية، هاجمت “بايدن”، بخصوص قضية العرق، أثناء مناظرة بينهما. وأعتقد كثيرون أنها قللت من حظوظه في الفوز. لكن بحلول نهاية العام، انتهت حملتها، وكان “بايدن” هو الذي أعاد المرأة، البالغة من العمر 56 عامًا، إلى الأضواء عندما اختارها نائبة له.

وأعلنت “هاريس” رسميًا، في 21 كانون ثان/يناير عام 2019، ترشحها لمنصب رئيس الولايات المتحدة في الانتخابات الرئاسية الأميركية لعام 2020.

وسجلت “هاريس”، خلال 24 ساعة من إعلانها ذلك، رقمًا قياسيًا سجله “بيرني ساندرز”، في عام 2016، لأكبر عدد من التبرعات التي جُمِعت في اليوم التالي من إعلان ترشيحها.

وحضر أكثر من عشرين ألف شخص حفل إطلاق حملتها الرسمي في مسقط رأسها، “أوكلاند” في “كاليفورنيا”، في 27 كانون ثان/يناير الماضي، وذلك وفقًا لتقديرات الشرطة.

وأعلن “بايدن” اختياره لـ”هاريس”، نائبة له في انتخابات الرئاسة، في 11 آب/أغسطس عام 2020، ومنذ اختيارها شريكة لـ”بايدن”، في السباق الرئاسي، انتقدت “هاريس”، “ترامب”، بشدة لتعامله الفوضوي مع أزمة (كوفيد-19)، إضافة إلى قضايا العنصرية والاقتصاد والهجرة.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة