منذ أكثر من أربعة عشر قرنا من الضحك على الناس بدين كاذب ، ومشاريع حياكة مؤامرات لإلقاءنا ( نحن العراقيون ) خارج مشروع الدولة ، وخارج مشروع الحياة ، وأكثر من ألف سنة من مشروع التخدير بإسم المذهب ( الشيعي ) ، إجلسوا في بيوتكم ، إلزموا منازلكم حتى لايسخط عليكم إمام زمانكم ، إنتظروا مهديكم ليحرركم ، ليملأها ( عدلا وقسطا ) ، يبشرون آباءنا وأجدادنا بأن أولاد سلمان الفارسي ، سيأتون إليهم من الشرق ، يفتحون الكوفة ، ويتقدم ( اليماني والمهدي ) لهدم مساجد الكوفة ( النجف ) لأنهم يقولون للمهدي : إرجع يا إبن فاطمة لاحاجة لنا بك القرآن يكفينا ، فيقتل من كبارهم سبعين ( مرجع ) ومن صغارهم ألف .
ونام الشيعة على بطونهم ، حالة إنبطاح خطيرة ، لأن الإنتظار هو الحل ، لبناء دولة آل محمد آخر الزمان ، يفتون لنا منذ ألف سنة : أن إسكتوا ، لاتحركوا ساكنا ، لا تخرجوا في تظاهرة ولا ثورة ، لا تشاركوا في الحكم ، حتى لا تخرجوا من ولاية علي ، ويسخط عليكم مراجع التقليد ، وبالتالي تدخلون النار .
أوجدوا لنا تشريعات وثقافة إنهزام نفسي ، حتى لا نعترض ، قدموا لنا قدوة ( عليا ) غير الذي تعرفه العرب ، وهو ذلك الجبان ، الذي ضربت أمامه زوجته ، وسكت حتى تستمر عقيدة المراجع الفارسية ، فمن يعترض ويريد الخروج ، مثلما خرج الحسين في ثورة ضد يزيد ، يكفرونه ، وهكذا يستمر مشروع التخنيث والترويض ، إلى أن تمكنوا منا ، حولونا إلى قطيع من الأغنام ، يقوده معمم فارسي ، جاء ليطلب ثأر سقوط الإمبراطورية الفارسية ، وفي غفلة من الزمن ، ومفاجآت غير مسبوقة ، يذهبون إلى نسخ كل روايات المهدي ، التي كانت ولازالت آلية لعودة أحفاد كسرى إلى الحيرة ، وأهم رواية نسخت بعد 2003 ، هي رواية : كل راية ترتفع قبل راية المهدي ماهي إلا راية ضلال .
ويطل علينا العباس بشركته الكفيل ، لبيع الدجاج والبيض ، وبمستشفاه ( الكفيل ) الذي يدخله الشيعي ، ويخرج جثة هامدة .
إختفت عقيدة (الأعلم ) الذي جاء لإستنباط الحكم الشرعي ، وتخرج إلينا عقيدة العتبة ( العباسية ) وتدخل عالم الإقتصاد الرأسمالي ، وتشارك برأس مال (دولة ) في البورصة الامريكية ، وتقبل الربا الذي يكسر ظهر الإنسان الشيعي ، تصل بعض الاحيان إلى 54 % لمن يقترض ؟.
وتتحرك تلك العتبة العباسية ، بسلاحها الفتاك ( فرقة العباس القتالية التي يقودها محمد رضا سيستاني ) ، عناصرها جميعهم من الفرس ، ومن التبعية الايرانية ، ومعهم مرتزقة من مناطق شيعية مسحوقة في العالم ، تقتل شباب الشيعة القصر ، وتنتهك أعراض من قلدوا المرجع ( الأعلى ) الذي أوهم الشيعة العراقيين أنه أب لهم ، وهو نائب المهدي ، تحرك مبطن خطير ، يبيح للحرس الثوري الإيراني أن يستولي على عقارات الدولة العراقية ، وممتلكات الناس ، كنا نعاني من سيطرتهم على أهم مورد مالي في العراق ( المال الشرعي ) ، و إذا بنا نعيش حالة الصدمة والذهول ، عندما شاهدناهم إستولوا على ثروات العراق بالكامل ، من الموانئ العراقية ، وآبار النفط ، والأراضي الزراعية ، ولم تتوقف عمليات الإستيطان عند هذا الحد ، بل تحرك الحرس الثوري الإيراني بغطاء ( الوقف الشيعي والعتبة العباسية وسراديب النجف وكربلاء ) للسيطرة على مساحات شاسعة من صحراء العراق ، إبتداء من الرطبة مرورا بصحراء النخيب ، وإنتهاء بمثلث العراق السعودية الكويت ( منطقة الحياد ) ، لتسجل ثلث مساحة العراق المحاذية للسعودية بعنوان : الإستثمار الزراعي في البادية .
السؤال الجوهري الذي يجب أن يسأله كل عراقي ، وخصوصا الشيعي هو : هل هذه العمائم التي جاءت من خارج الحدود ، لتبيان حكم السماء ( الشريعة الاسلامية الشيعية ) أم أن هؤلاء مستثمرون ؟.
في الوقت الذي تقف آلاف النساء اللواتي فقدن أولادهن وأزواجهن في حرب محرقة السيستاني وسليماني والمذهب الشيعي ، في طابور مذل طويل في مدينة الرميثة ، للبحث عن رغيف خبز ، يجلس محافظ المثنى ( أحمد منفي ) مع عمائم ما يسمى العتبة العباسية ، ليسلم مساحات واسعة من بادية المثنى مجانا للحرس الثوري الإيراني ، بعد إكتشاف آبار نفطية جديدة .
سبق وأن كتبت وتحدثت في عشرات المداخلات على اليوتوب ، وحذرت من مشروع فارسي جديد ، مكمل لمشروع الاحتلال الفارسي قبل الفتح ، والذي دام 750 سنة ، وعودتهم هذه خطيرة جدا ، حيث تلبسوا بلباس المذهب الشيعي ، ومن يستطيع أن يعترض على أطماع العباس ( كافل أو كفيل زينب يوم الطف ) ؟.
التقليد والعتبات ( المقدسة ) ومراجع الفرس في سراديب النجف ، كلها واجهات يختفي خلفها الحرس الثوري الإيراني ، ليستولي على العراق مجانا ، وبالتالي تكون النتيجة هي : إفراغ العراق من شعبه ، على طريقة التخلص من شعوب الهنود الحمر في شمال أمريكا ، والمشروع الامريكي البريطاني الصهيوني الفارسي هو : إستبدال شعب بآخر ، وثقافة بآخرى .
وهذا ما تشتغل عليه عمائم إيران منذ الف سنة ، وقد تحقق لهم ما يريدون في زمن الاحتلال الامريكي للعراق ، بصقوا على تلك العقيدة الشيعية التي خدروا بها شيعة العراق الف سنة ، وإستبدلوا فكرة المهدي الذي يأتي آخر الزمان ليملأها ( عدلا وقسطا ) بعتبة عباسية وحسينية وعلوية ، وهي واجهات لغزو ثقافي وإقتصادي خطير جدا ، يرافقه تشكيل مليشيات من المرتزقة ليحرسوا مشاريع الحرس الثوري الايراني ، يقتلون شعبهم ، وفي النهاية يتخلصون منهم بعدة طرق منها الاغتيالات .
خطورة المشروع الفارسي في العراق ، أنهم يسلبون الأرض التي يقف عليها العراقيون ، وشيعة العراق يذرعون الارض عرضا وطولا ، مشيا على الاقدام حفاة ، يلهثون خلف سراب عقيدة المهدي المزعومة ، لا مقومات حياة ، ولا مستقبل لأبناءهم ، ولا مستشفيات للعلاج ، ولا مدارس لأطفالهم ، إنها العبودية المختارة التي كتب عنها المفكر الفرنسي ( دي لابواسيه ) قبل 4 قرون من الزمن ، فشيعة العراق الذين لازالوا يقلدون ما يسمى المرجع الاعلى ، قد إختاروا الذهاب إلى الانقراض بإرداتهم .
من يتعبد بعقيدة تستهدف إنسانيته ووطنه وعرضه ، ويقبل بأن يكون كلبا لرقية ، ويطين نفسه في زمن الحداثة ، ماهو إلا ميت وإن مشى على الارض ؟