كي تخرج بمظاهرة جماهيرية ناجحة ذات مطالب مشروعة لابد من ان توفر لها ثلاثة شروط
اولا_وجود الاهداف المشروعة دستوريا وقانونيا او وجدانيا بما ينسجم مع العقل والمنطق والمثل العليا لتكون شعارات المظاهرة مفعمة بالصدق ومقبولة للمراقب االرسمي والمحلي والدولي
ثانيا_ان تكون لها القاعدة الجماهيرية الواسعة المؤمنة باهدافها والمستعدة لمجابهة الاخطار المحتملة في مواجهة السلطة
ثالثا_ولابد من وجود كاريزما من العيار السياسي او المجتمعي او الديني الثقيل ليقود المظاهرة, يكون معروفا بنظافة اليد وسلامة الطوية بعيد عن الاغراض الشخصية او الميول العرقية والطائفية وذو ماض ناصع ومنزه من العمالة والتبعية للاجنبي,حكيم مطاع في قومه مهيب بين ناسه محترم من قبل مناوئيه واعدائه صادق الوعد وفي العهد, مثابر اذا عمل صبور على الظلم مسامح عفو اذا غلب,, ثابت على المباديء قادر على التفاوض..فمثل هذا النموذج يكون ضروريا جدا لتوجيه المظاهره وتوحيد الرؤى فيها مع وحدة الهدف يسيطر على سلوك المتظاهرين ويكشف المتسللين اليها وزيف المستفيدين منها . يحميها من غوائل السلطان بكاريزمته ومستعدا ان يكون كبش فداها اذا تعسفت السلطة ضده ا و ضد المظاهرة وعندها اذا اعتقل سيكون صدى اعتقاله اقوى واشد وقعا اعلاميا وسياسيا ودوليا مقارنة مع احترامي باي شخص مغمور سوف ينسى بعد يومين من اعتقاله فيكون هو واسرته ضحية المظاهرة , يطويه النسيان مع تغافل الاخرين عنه كما حصل لمئات المعتقلين في مثل هذه المظاهرات
نظرة الى مظاهرة 31 اب اجد ان الشرطين الاولين متوفر فيها لكنها تفتقر وبشكل موضوعي للشرط الثالث مع احترامي لقياداتها الشابة والشيبة,, مظاهرات كهذه تحتاج الى مراجع دينية تنزل بعمائمها الى الساحة تقود جموع مقلديها الى حد تحقيق الاهداف وعلى نمط عبدالعزيز البدري او الصدرين او حتى الشيخ قاسم الطائي الذي ينأى بنفسه عن الخطوط السياسية او الشيخ محمد اليعقوبي الذي لازال يمتلك نفسا معارضا للوضع عندما يحيق الحيف باهل العراق.. او من السياسيين المستقلين المعروفين بباعهم السياسي والفكري الطويل والذين اكتفوا بالفضائيات للتعبير عن رفضهم..او روؤساء احزاب خارج السلطة اطلاقا مما يعدون من احزاب المعارضة, وهذا نادر التحقق في العراق لانك تجد الاغلبية والمعارضة متواجدون في كل مفاصل الدولة يتقاسمون كل شيء ويتنازعون على اي شيء ومن اجل منافعهم فقط… اما ان يخرج من يطالب من داخل البرلمان او الحكومة من الكتل السياسية المعهودة بما تطلبه الجماهير فان ذلك لا يعدو ان تكون مطالبه نكتة او مزحة سياسية فجة بحق الشعب ورفاقهم الجدد في البرلمان لسببين الاول .. انكم انما تطالبون بالغاء رواتبكم التقاعدية اما لدعاية انتخابية ضمانا لتواجدكم في المرحلة الآتية فلاحاجة عندها للتفكير بالتقاعد لاربع سنوات قادمة وبعدها يحلها الحلَال, او انكم ملأتم ارصدتكم في البنوك بما يغنيكم عن رواتبكم التقاعدية التي ستبدوا ارقاما تافه امام ارقام ما تملكون..ولا اتجنى على احد ان طالبتكم في تقييم الوضع المادي لكل من يخرج من النواب ويطالب بالغاء رواتبهم التقاعدية ستجدونهم باي ثراء فاحش يرفلون.. وثانيا… أقول اين كنتم عندما شرع الدستور ووضعت القوانين لكل ما تعترض عليه الجماهير الآن وانتم تتقافزون من مجلس الحكم الى الجمعية الوطنية الى دورتين برلمانية مع ما رافقها من حكومات ورئاسات… هل اخذتكم نشوة السلطة فغفوتم على لحنها لتصحون على اي مفسدة سنها لكم قانون بريمر. ام انكم تغافلتم فترة من الزمن لتتمتعوا بمنافع السلطة حتى ايقضتكم صيحات الجياع… ام ياترى انكم مغلوبين على امركم فيما يحصل اذا ما الفائدة من وجودكم في السلطة ليعاد انتخابكم من جديد.
ليبارك الله كل من يرفع راية للعدل والحق وغايته رضا الله تعالى… ورجائي لاحزاب السلطة والبرلمان الكف عن المزايدات في تبني مشاريع الاخيار من ابناء الشعب وسرقة الجهد الخير للوطنيين في اعادة الامور الى نصابها… الا بعد خروجهم من السلطة بالاستقالة من الحكومة والبرلمان … والا فان وجودهم في وقت واحد في البرلمان لكسب المنافع..والاصطفاف مع المتظاهرين لمزاحمتهم على المواقع, انما هو عين النفاق السياسي الذي لاينطلي على اهلنا في العراق
لتمضي المسيرة بمشيئة الله تعالى حتى يحكم الله امرا كان مفعولا .