27 نوفمبر، 2024 7:43 م
Search
Close this search box.

نتائج مسابقة القصة القصيرة للمنتدى الثقافي الأسترالي العربي

نتائج مسابقة القصة القصيرة للمنتدى الثقافي الأسترالي العربي

 

خاص: إعداد- سماح عادل

نظم المنتدى الثقافي الأسترالي العربي مسابقة في القصة القصيرة، تهدف هذه المسابقة إلى المساهمة في تنشيط وتدعيم النصوص الأدبية المكتوبة باللغة العربية في أستراليا وبلاد المهجر وفي الوطن العربي. فضلا عن أهداف أخرى منها اكتشاف المواهب وتشجيعها على الإبداع، في المهجر وفي سائر البلدان العربية.

والجدير بالذكر أن المنتدى الثقافي الاسترالي العربي Australian Arab Culture Forum  تأسس حديثا وقد نظم العديد من الفعاليات والمسابقات الشعرية والأدبية المتنوعة.

تقول رئيسة المنتدى الثقافي الاسترالي العربي البروفيسورة “أميرة عيسى” في حديث مع برنامج “استراليا اليوم”: “تأسس المنتدى الثقافي الاسترالي العربي قبل تقريبا ثمانية أشهر، بهدف إبراز الطاقات الثقافية والأدبية في بلاد المهجر”.

وعن أهداف مسابقة القصة القصيرة التي نظمها المنتدى توضح البروفيسورة “أميرة عيسى”، أن  أهداف المسابقة هي: “تنشيط جو الأدب العربي في أستراليا وبلاد المهجر وفي الوطن العربي. اكتشاف المواهب وتشجيعها على الإبداع، في المهجر وفي سائر البلاد العربية. خلق مناخ من التبادل الفكري والثقافي بين الجاليات العربية في بلاد المهجر والوطن العربي”.

وأن شروط المسابقة هي:

– الموضوع: بدون تحديد

– أن لا تكون القصة منشورة لا ورقيّا ولا رقميًا

– أن يكون عدد كلماتها حوالي 500 كلمة

– أن لا تُنشر على صفحة المنتدى قبل ظهور النتائج

وأوضحت البروفيسورة “أميرة عيسى” عن المدة الزمنية للمشاركة في المسابقة: “بدأنا بتسلم المشاركات من السادس من آب- أغسطس الماضي وحتى الثلاثين من أيلول- سبتمبر الجاري. وتُعلن النتائج في الحادي والثلاثين من تشرين الأول أكتوبر المقبل. وهناك جوائز رمزية للفائزين”.

يذكر أن الجوائز رمزية، وتقدر بمبلغ ١٠٠٠ دولار استرالي، تقسم إلى جائزتين:

  • الأولى ٥٠٠ دولار استرالي للقصة الفائزة داخل الجالية الأسترالية.
  • الثانية ٥٠٠ دولار استرالي للقصة الفائزة خارج استراليا.

لجنة تحكيم المسابقة..

يذكر أن لجنة تحكيم المسابقة تتكون من مجموعة من الأدباء والأكاديميين، الروائيين والقصّاصين والشعراء، تجمعت في لجنة التحكيم لمسابقة المنتدى الثقافي الأسترالي العربي، وهم:

١- د. نجمة حبيب، أستاذة الأدب العربي والنقد الأدبي في جامعة سدني/ استراليا. قاصّة، روائية وناقدة أدبية صدر لها العديد من المطبوعات.

٢- د. محمد إقبال حرب، أخصّائي بصريّات، روائي، قاصّ وشاعر، عضو اتحاد الكتاب اللبنانيين. عضو اتحاد كتاب مصر، صدر له العديد من المطبوعات.

٣- أ.د. أميرة عيسى، أستاذة الأدب الفرنسي والنقد الأدبي في الجامعة اللبنانية، صدر لها مطبوعات في النقد الأدبي والشعر. حائزة على السعفة الأكاديمية برتبة فارس من الدولة الفرنسية.

٤- د. علي نسر، أستاذ الأدب العربي والنقد الأدبي في الجامعة اللبنانية، روائي وشاعر وناقد، صدر له العديد من المطبوعات.

٥- الشاعر والروائي ناصر رمضان، القاهرة، عضو اتحاد كتاب مصر، سكرتير رابطة الأدب الحديث، صدر له: أربعة عشر كتابا ما بين الشعر والرواية والنقد.

٦- أ.د. بول طبر، أستاذ في الجامعة الأميركية اللبنانية/ بيروت، درّس في جامعة غرب سِدني/ أستراليا. باحث في مركز دراسات الثقافة والمجتمع في جامعة غرب سدني/ استراليا. صدر له العديد من المطبوعات باللغة العربية واللغة الإنكليزية.

٧- الروائية دينا سليم حنحن، بريزبن/ استراليا، صحفية، روائية وقاصّة، صدر لها العديد من المطبوعات.

النتائج..

وقد أعلنت نتائج مسابقة القصة القصيرة للمنتدى الثقافي الأسترالي العربي المسابقة السبت 31/ تشرين الأول 2020، وتوزعت بين فئتين من داخل أستراليا وخارجها، وشاركت فيها 275 قصة من داخل أستراليا وخارجها.

فازت بالجائزة الأولى قصة (طرق قوي) ل”هاني بيتو”، وقد فازت الكاتبة “نضال نجيب موسى” بالجائزة الثانية عن قصة (ثوب الزفاف)، التي جاءت من مشاركات داخل أستراليا، وفازت بالجائزة الثالثة قصة (الكاهن) ل”أمجد سمير”.

أما بالنسبة لمن خارج استراليا فكانت الجائزة الأولى لقصة (تحديق) للكاتب”حسام الدين عبد الباسط” من مصر، والجائزة الثانية لقصة (وغدًا موت آخر) للكاتبة “مريم شمص” من لبنان، أما الجائزة الثالثة فحازتها قصة (رِجل ويدّ) للكاتب “سفيان بشار” من المغرب.

المنتدى الثقافي الأسترالي العربي سيمنح الحائزين على الجائزة الأولى سواء من داخل استراليا أو خارجها جائزة نقدية والتي تعادل قيمتها ٥٠٠ دولار استرالي لكل منهما.

القصة الفائزة بالجائزة الأولى من داخل أستراليا..

طرق قوي..

قصة قصيرة، للكاتب “هاني بيتو” من مالبورن/ أستراليا.

“طرقٌ قويٌّ على بابنا الخشبي. إنّها الساعة الثالثة صباحاً، عندما بدأت الأصوات تتعالى خارج منزلنا الريفي الرابض فوق التل. سمعت عمي يصرخ بأعلى صوته طالباً منا الخروج بسرعة، “أسرعوا إنهم قادمون!!!”.

تناول والدي مسدسه وانضم إلى رجال القرية، وبدأت أمي لملمة أغراض صغيرة وقامت بلف أختي الرضيعة بقماش ثخين، وأمسكت يدي بشدة وسحبتني خارج منزلنا الطيني الدافئ المجاور لكنيستنا القديمة.

سمعت صوت والدي يناديني: بني انتبه جيداً لوالدتك وأختك، أنت رب العائلة الآن!!! لم أفهم ماذا كان يقصد ولم أعلم بأن هذه ستكون كلماته الأخيرة!!

اجتمع الناس على ضفة النهر وساد الرعب والخوف المكان، ركبوا السفينة الوحيدة أفواجا أفواج بدء بالنساء والأطفال والشيوخ والشباب، حيث قرر الرجال البقاء والدفاع عن أرضهم وعرضهم وتاريخهم.

تعالى صوت الرصاص وألسنة اللهب تنهش بيوت القرية، وعيوني مسمرة بجرس الكنيسة الذي قام الغرباء بإلقائه وتحطيمه ولكن رنينه لا يزال يشدو في أذني.

على الضفة المقابلة استمرت قافلة النزوح بالهروب والسعي نحو الملاذ الآمن، مشينا ومشينا لمدة طويلة وبدا التعب واضحا على الجميع، ولكن الخوف من ملاحقة الغربان كان الدافع للقافلة أن تستمر.

تناوبت مع أمي على حمل أختي الصغيرة حتى وصلنا المغارة حيث قررت قافلة النزوح الحزينة قضاء أول ليلة بعيداً عن قريتنا الوديعة.

أشعل البعض النار وتعاون الجميع وتشاركوا في الطعام القليل، ومن شدة التعب والإعياء خلد معظم الناس إلى النوم، مع بقاء بعض الشباب عيونا يقظة تحرس المغارة.

حاولت أن أنام واقتربت من أمي لتحضنني وأحسست بدفء قلبها قبل يديها، وما لبثت أن اختلطت الصور أمامي مع أصوات الرصاص وألسنة النار وصورة أبي. استيقظت على صراخ أختي الصغيرة وبكائها المرير الذي زاد مرارة الموقف، وحاولت كثيراً إلهائها وحاولت أمي مراراً دون جدوى، فالظاهر أن البرد والجوع والتعب قد أعياها مثلما أعيا الجميع. هدأت أختي قليلا بعد تناول الحليب فحاولت النوم مرة أخرى، وفي هذه المرة ارتسمت صور طفولتي على جدران المغارة فتذكرت طفولتي، أصدقائي، غرفتي، بيتي، مدرستي، الشجرة الكبيرة على ضفة النهر التي كنا نتسابق بالقفز منها إلى النهر.

دخل حراس المغارة بهدوء وطلبوا من الجميع السكون والسكوت لأن مجموعة من الغربان تحوم بالمكان، ولا نريد أن يكتشفوا مكاننا!! لسوء حظنا استفاقت أختي الرضيعة وبدأت بالبكاء والصراخ، وكأن شيئا قد قرصها أو لدغها وباءت كل محاولات والدتي لإسكاتها بالفشل، وتعالت الأصوات في المغارة مطالبة والدتي إسكات الطفلة ولكن دون جدوى. فجأة سكتت الطفلة الرضيعة وساد الارتياح والصمت القاتل جو المغارة، وبعد مضي ساعات من الانتظار والترقب تيقن حراس المغارة أن الخطر قد زال.

أطلقت أمي صرخة ألم ملأت المكان بالحزن الكئيب وتردد الصدى معلناً نهاية شهقة أم نازفة دماً قبل الدموع، اقتربت من أمي متسائلاً: أمي لماذا تبكين؟.

واقتربت نسوة القرية يثرثرن ويرددن السؤال القاتل: لماذا تبكين؟

بدموع حارقة أشارت أمي إلى الطفلة الرضيعة المستلقية على القماش وقد فارقت الحياة، آه… آه… لم أستطع إسكات ابنتي الرضيعة… لقد قمت بخنقها لكي لا تكشف موقعنا!!!

إلى روح الشهيد البطل والدي.. وإلى روح الملاك الصغير أختي.

……………………

القصة الفائزة بالجائزة الأولى من خارج استراليا..

تحديق..

قصة قصيرة للكاتب “حسام الدين عبد الباسط” من مصر.

“يراودك يقينٌ أنّ عيونًا تحدّق بكما من وراء النوافذ؛ عبر شوارع المدينة المتّشحة بالسواد.. وتتمنّى لو تغادر دفئها وتنضم إليكما.. رغم أنّكما تبدوان للوهلة الأولى – في تلك الأجواء – كمجنونين أو متشرّدين..

وهي كانت تضحك.. تهمس بكلماتٍ.. تداعب – في نزقٍ طفولي – برك المياه الصغيرة التي كوّنتها أمطارٌ هطلت وقت المغيب, ثم تبتسم وتشيح بوجهها تجاه الليل.. هبّات من الرياح الباردة المُثقلة بالحكايا والأنفاس تبعثر حروفها وتمنحها معانٍ أخرى.. يصلك الكلام مشوّشًا غريبًا ودون معنى محدّد.. توخزك آلام لوزتان في بدايات الاحتقان, وبقايا كابوس النوم الفائت.. يداك تزحفان داخل جيبيّ معطفك.. تتحسّسان مجموعة أشياء غافلتك وانسلّت إلى جيبك.. أوراقٌ ماليةٌ مبعثرة.. تذكرة قطار.. جواز سفر استلمته صباح اليوم ولم تبح بأمره لأحد.. عدة مفاتيح لم تعد تعرف لأي أقفالٍ تنتمي.. ورقة مدوّنٌ عليها كلماتٌ؛ كانت تبدو منطقية ولها معنى لحظة كتابتها..

قال لك رئيس الوردية منذ أسبوعين إن اليوم هو آخر أيام عملك في المصنع.. قال – متصنّعًا الأسى – إن الإنتاج يتراكم ولا أحد يشتري ولا بد من تخفيض النفقات.. قال – متظاهرًا بالجدّية – إن الحال واقف في العالم كله ولا بد من إجراءاتٍ لوقف الخسائر.. قال إنه يأسف وإنه يتمنى لك حظًا سعيدًا..

الصمت ينسج عشًّا فوق وجهك.. تكملان السير وسط الطريق المبتل غير مبالين بعربات قليلة تمر مسرعة ومعتمة لا يبين ما بداخلها.. تحدّق في الأخيلة السوداء التي تتحرّك عبر الأضواء المعتلّة المنبعثة من النوافذ..

أجسادٌ ترتجف.. أبوابٌ تغلق.. ثمّة جدال.. أصواتٌ تحاول ألاّ تعلو أكثر.. دموعٌ سوداء تنحدر عبر وجنتين ناعمتين.. نوافذ لها صريرٌ يشبه النحيب.. جسدٌ نحيلٌ متصلّب يتأرجح على كرسيٍّ هزّاز.. يدان معروقتان تلوذان بفنجان شاي ساخن.. دخّان سيجارة.. نشرة إخبارية..

تنتبه فجأة إلى أنّها تحكي.. لا تدرك إلا آخر الحكاية.. ترمق البحيرات الصغيرة التي تناثرت في عتمتها حبّات نور مجهولة المصدر.. تحاول أن تُعمِل خيالك وتعلّق بكلماتٍ قليلة كأنّك أُحطتّ علمًا بأول الحكاية..

قالت لك أمها في هدوءٍ غير معتاد إن الخطبة قد طالت أكثر من اللازم.. زمّت شفتيها وقالت إن هذا لم يكن اتفاقنا من البداية.. رشفت من الشاي الجاثم أمامها, ثم رفعت حاجبيها وقالت كلامًا لم تتبينه.. ثم قالت كلامًا لم تكترث به.. ثم قالت كلامًا لم تفهم منه شيئًا..

جواز السفر له ملمس ثعبان وضعته بكامل إرادتك داخل جيبك.. تُخرج يدك وتضغط على كفّها المدسوس في قفّازٍ جلدي متقشّر, تبحث عن صورتك في مرآة عينيها اللتين هرب لونهما.. تقترب منها أكثر.. تسيران ملتصقين وكأنّكما على شفا التوحّد.. ترفع رأسك للسماء.. يجتاحك ما يشبه البكاء.. وما يشبه الخوف.. وما يشبه الحنين لذكرى ضالّة..

عبر النوافذ تموت أضواء وتنبعث أخرى.. بيضاء وصفراء.. شاحبة ومراوغة..

خيالٌ لرأسٍ نادمٍ يقبّل جبينًا مُطرقًا.. مشطٌ عاجي.. أدوات زينة.. زجاجات عطور.. صفحةٌ مصفرةٌ تُطوى برفق وكتابٌ قديمٌ يُغلق.. جسدٌ أنثويٌ يرقص بهمّةٍ على إيقاعٍ مجهول.. أصابع تنحدر على الزجاج البارد بإستغاثةٍ صامتة.. ستائر سوداء تنسدل.. رنين هاتفٍ مفاجئ.. بقايا حلمٍ منفلت..

ترتجف وتشعر كأن جواز السفر يزحف داخل جيبك.. وكأن له صارت أنياب, ويهم بلدغك..

من حولك تتأرجح أوراق شجرٍ سقطت للتو.. رنينٌ مكتومٌ لعملةٍ معدنية تسقط أخيرًا عبر ثقبٍ منسيٍّ في جيب بنطالك.. أشباحٌ بيضاء ترقص خلال الظلمة الكثيفة, تطاردها صفارة دوريّة شرطة بعيدة تأتي متقطّعة عبر الريح والأوحال..

قال صاحبك إن هناك فرصة في إحدى دول الخليج.. قال – وأشاح بيده في حماس – إن الراتب سيزيد مع مرور الوقت, وأنت وهمّتك.. قال – وقطّب جبينه – إنه سيتعين عليك دفع مبلغ وقدره لزوم مصاريف مكتب السفر ورسوم الفيزا وخلافه..

تجد نفسك أمام منزلها, تودّعها بابتسامة لا تعرف كيف رَسَمَت نفسها على وجهك.. هي لم تفقد ابتسامتها بعد.. تعتذر لشرود ذهنك وتتعلّل بالريح والعتمةٍ والضغوط المعتادة..

تعطيها ظهرك مغادرًا ويجتاحك سؤال؛ أي لونٍ كان لعينيها؟!..

بيتك ليس ببعيد.. والنوافذ عيونٌ مُتعبة تحدّق بك في إصرارٍ, وتبادلك التلصّص..

ثمّة من يسعل بإلحاح.. حبوب دواءٍ تنفرط على أرضية رخامية.. كوبٌ زجاجيٌ يتهشّم..

-“الولد ساخن, يلزم طبيب”..

-“طبيب؟!… في هذا الوقت والطّقس؟!”..

رياح باردة مفاجئة تضرب نافذةً منسيّة.. خفافيش تحلّق في سماء غرفةٍ مهجورة.. أنينٌ مكتومٌ له رائحة الفجيعة, ورائحة النبوءة, ورائحة النشوة..

نباح كلبٍ وحيد.. ودقّات حذائك على الأسفلت المبلّل بمزيج الماء والضوء.. وترانيم حشدٍ من فراشات الليل.. أصداءٌ بعيدةٌ لعدة طلقاتٍ نارية.. وهدير آلات المصنع مازال يعربد في أذنيك…

تصل وتدخل حجرتك.. تفتح مصباح السقف وتنسال خيوط الضوء الكابي للمبة سقيمة, شاحبة ومراوغة.. تقبع خلف النافذة.. تستحيل إلى خيالٍ أسود يتحرّك داخل بقعة ضوئية باهتة؛ وعينين بلونٍ ضائع تتلصّصان في ظلام الكون.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة