18 ديسمبر، 2024 11:13 م

في احدى زياراتي الى الشقيقة ( سورية ) وفي اثناء تجوالي في العاصمة دمشق لفت انتباهي نصب كبير في احدى الساحات المهمة وكان النصب عبارة عن رجل يمتطي حصانا وعند السؤال من صديقي السوري المرافق عن صاحب النصب اخبرني انه لوالي دمشق ( اسعد باشا العظم ) .. وقد حدّثني صاحبي بشكل مختصر عن ذلك الرجل ومواقفه الوطنية … وعند عودتي الى العراق دفعني ( الفضول المشروع ) الى البحث والسؤال عن ذلك الرجل الوالي الذي مازال ( تمثاله ) شامخا لأنه ترك بصمات طيبة تدل على وطنيته وعقليته القيادية والسياسية وحسن ادارته ، وبعد البحث عثرت على احدى مآثر ذلك الرجل كان قد كتبها الأستاذ ( عوني صادق السعدي ) سأرويها لكم ( بتصرّف ) ..
تقول القصة ان ولاية دمشق مرّت بظروف اقتصادية حرجة وكان هناك نقص في الموارد والأموال وان خزينة الولاية لاتكفي لسد احتياجاتها ، فجمع الوالي ( اسعد باشا العظم ) حاشيته ومستشاريه وطلب منهم المشورة للخروج من الأزمة الأقتصادية فأقترحوا عليه ان يفرض ضريبة على المسيحيين وصغار التجّار ، فسألهم الوالي اسعد باشا وكم تتوقعون ان تجلب لنا هذه الضريبة ؟؟ فقالوا له : من خمسين الى ستين كيسا من الذهب فقال لهم : ولكنهم اناس محدودي الدخل فمن اين سيأتون بالأموال ؟؟ لم يقتنع الوالي بمشورتهم وقال لهم وماذا تقولون لو حصلنا على المبلغ المطلوب وربما اكثر وبطريقة افضل ولم يخبرهم بالطريقة الأفضل التي رسمها … وفي اليوم التالي قام اسعد باشا وبشكل سري باستدعاء ( مفتي دمشق ) وعندما وصل المفتي قال له اسعد باشا : لقد وردتنا اخبار عنك بأنك ومنذ زمن طويل تسلك سلوكا غير صحيح في بيتك وانك تشرب الخمر وتخالف الشريعة ، أخذ المفتي يرتجف ويتوسل ويعرض على الوالي اموالا طائلة من اجل ان لايفتضح أمره وهو المفتي فعرض على الوالي ألفا من القطع الذهبية لكن الوالي رفض وأخيرا تم الأتفاق على ستة آلاف قطعة ذهبية …….. بعد ذلك وفي اليوم التالي استدعى القاضي وأخبره بأن هناك معلومات موثقة بأنه يأخذ الرشوة ويستغل منصبه ويخون الثقة الممنوحة له من اجل جمع الأموال بغير وجه حق ، وهنا قام القاضي بمناشدة الوالي ويعرض عليه المبالغ كما فعل المفتي قبله … بعدها استدعى الوالي كلا من ( المحتسب ) والنقيب وأصحاب المواقع المهمة وشيخ التجار والكبار من التجار من المسلمين والمسيحيين وتصرّف معهم بنفس الطريقة مع المفتي والقاضي لأنه يعرفهم ويعرف كيف جمعوا أموالهم بطرق غير شرعية وباطلة على حساب الناس الفقراء …… بعد ذلك قام الباشا بجمع افراد حاشيته ومستشاريه وقال لهم :: لقد جمعت مائتي كيس بدل الخمسين التي كنت سأجمعها بطريقتكم التي اقترحتموها عليّ فتساءلوا بأعجاب :: وكيف فعلت هذا يامولانا ؟؟ فأجابهم الوالي بمقولته المشهورة ( ان جزّ صوف الخراف أخير وأحسن من سلخ جلود الحملان ) انتهت القصة …. والسؤال هنا وهو ( مربط الفرس ) هل سيأتي اليوم الذي نستطيع فيه جز صوف الفاسدين وماأكثرهم ؟؟ بدلا من سلخ جلد المواطن البسيط …. نسخة منه الى :
السيد مصطفى الكاظمي رئيس مجلس الوزراء مع وافر الأحترام