تحولت مؤسسات ألأعلام ألمرئية وألمسموعة وألمكتوبة ؛خلال حقبة نشوء ألدول ألعربية في عشرينيات ألقرن ألماضي ألى أدوات تدمير لمكونات ألدول وطوائفها وأثنياتها وزرعت بذور ألفرقة والتناحر وأصبحت أسلحة بيد ألحكام ألطغاة وأبواق دعاية ودكاكين تبيع بضاعتها لمن يدفع أكثر ؛ومعظم ألعاملين فيها مرتزقة يبحثون عن ألدولار ويحجون أليه قبل ألحجيج بعام!!.دعونا نستعرض مجالات أستخدام هذا ألسلاح ألخطير وألرهيب؛في ألحربين ألعالميتين ألأولى وألثانية ؛أستخدمته ألدول ألمتحاربة لتخدم مصالحها ؛في ألوقت ألذي دعم ألأعلام ألجبهة ألداخلية وزرع روح ألوطنية وألدفاع عن ألوطن ورفع ألروح ألمعنوية لجنودها للقتال في ألجبهات؛بنفس ألوقت راحت أجهزة ألأعلام تبث ألدعايات ألكاذبة بحجم ألخسائر ألتي مني بها ألطرف ألأخر وبث روح ألفرقة بين مكونات ألشعوب لزعزعة ألجبهة ألداخلية للجهة ألمعادية وتهويل حجم ألأنتصارات ألتي تحققها في كافة ألميادين ألعسكرية وألتكنولوجية وتهددهم بأستخدم ألأسلحة ألفتاكة للقضاء على ألروح ألمعنوية للأعداء.تعالوا نتابع ماتقوم به أجهزة أعلامنا ألمختلفة:-
1-ألمكتوبة:منذ خمسينيات ألقرن ألماضي ألى يومنا هذا؛تقوم أغلب ألجرائد والمجلات وألنشريات ؛بدعم ألحاكم ألظالم وتبرير حماقاته ورفعه ألى مستوى ألأنبياء وألقديسين؛وتنشر ألأكاذيب وتبرر ألقتل والتعذيب وألتهجير وأعتبار ألمعارضون خونة وعديمي ألوطنية ؛ويتم شراء ألصحفيون وألكتاب في ألداخل والخارج ؛ففي ألسينيات ظهرت صحافة في بيروت هي عبارة عن أبواق دعاية للنظام ألناصري في مصر أو لمشايخ ألخليج أو للأحزاب ألفاشية ألقومية وألبعثية ؛وشنت حملة جهنمية على مؤوسس ألجمهورية ألعراقية ألشهيد قاسم؛ومن أمثلة هذه ألدعايات ألتي نشرت في ألصحف ألمصرية ؛أن عبد ألكريم لاتجري في عروقه دماء عربية ؛وأنه كان بعيد عن ألطبقات ألمسحوقة ؛حيث كان ينام على ألحرير؛ وألملاعق ألتي يأكل بها من ذهب ويستورد ألكافيار من روسيا لحسابه؛ووصل ألأمر ببعض ألصحف ألناصرية تصدر بيانات لعلماء دين يكفرون ألزعيم ومنهم ألعلامة حسن ملصة!! ؛ذكرت أنه قاد مظاهرة شارك فيها عشرات ألألوف لتنديد بقرارات الزعيم ألتي تستهين بالدين ؛وقد نشرت نصوص ألبرقية في أذاعة صوت ألعرب ؛وكانت ألصحف ألمأجورة ؛تهرج على ثورة تموز ؛حسب ألدفع ؛مما أدى ألى أنشقاق وشرخ بين مكونات ألشعب ألعراقي وطوائفه ونتيجتها كارثة شباط ألأسود ألتي راح ضحيتها ألملايين من ألعراقيين ولازالنا ألى يومنا هذا نعاني من نتائجها ألكارثية. ومن ألأمثلة ألصارخة لنوعية ألأعلاميين وأخلاقهم ألمفكر حسن ألعلوي؟!!حيث أنتقل من حاضنة ألى أخرى حسب ألدفع ؛عندما كان رئيس تحرير في مجلة ألف باء ؛قال في أحدى مقالاته عن صدام عندما كان نائبا{ أن في صدام عشر صفات من ألرسول{ص}!!}ثم أرسل رسالة تأييد من لندن للطاغية بعد أعدام مجموعة محمد عايش{ سلمت يداك؛لقد قطعت رأس ألحية!!}.
وعندما شعر بالخطر لأعدام أبن خالته عدنان ألحمداني ؛أحتمى بدول ألخليج ثم أستقر بحماية حافظ ألأسد بعدما كان يتهمه بالخيانة بترك ألجولان محتلة بيد أليهود ؛ثم ألتحق بقافلة ألعم ساهم وأصبح رئيسا للتحرير في جريدة ألمؤتمر التي كانت تصدر في لندن ؛ولما عاد ألى ألعراق أخذ يتقرب من ألأحزاب ألدينية ألشيعية بعدما كان يتهمها بالرجعية وألعمالة للنظام ألأيراني ؛وألآن أستقر في شمال ألعراق بحماية ألبرزاني بعدما أهدته حكومة كردستان قصرا في صلاح ألدين وأخير أنفعل وهاجم ألفقراء لخروحهم بمظاهرات تطالب بالغاء تقاعد ألبرلمانيين؛هذا نموذج للحثالات ألتي تشتغل في ألأعلام ألعربي.والمثال ألأخر هي ألمهرجانات ألتي تقيمها ألحكومات ألفاشية أو ألعشائرية ألمستبدة مثل ألمربد في ألعراق وألجنادرية في ألسعودية ألذي كان يستقطب مجموعة كبيرة من الشعراء والكتاب والصحفين للحضور لهذه ألمهرجانات ؛ألتي كان هدفها تلميع وجوه ألحكام ألفاسدين وألقتلة ألمجرمين ؛يأتي هؤلاء بطائرات درجة أولى وينزلون في فنادق فاخرة وموائد طعام دسمة ؛بعد ألخروج يستلم كل منهم حقيبة مليئة بألوف ألدولارات كما كان يفعل أسلافهم سلاطين بني أمية وبني ألعباس وغيرهم .أروي لكم ماذكره أحد ألمشاركين في ألمربد أثناء حقبة ألنظام ألصدامي وألذي دعي أيضا ألى ألجنادرية بعد سقوط ألنظام ؛قال بالحرف ألواحد ؛معظم ألوجوه ألتي كانت تشارك في ألمربد ؛شاهدتها في ألجنادرية ؛وحصلنا تقريبا نفس مكرمات ألقائد ألضرورة من خادم ألحرميين!!ولكن بدون مشروبات كحولية وعند خروجنا تم تسليمنا ظروف مليئة بالدولارات ؛والشخص على قيد ألحياة ويعيش في بريطانيا.
2-ألمسموعة وألمرئية.عصر ألفضائيات كان يمكن أن يساهم مساهمة فعالة في خدمة ألشعوب ألعربية ويجعلها أكثر تواصلا مع تطورات ألحداثة ألمتسارعة ألتي تجري في كثير من دول ألعالم ؛ولكن في العالم ألعربي حصل ألعكس تماما أذ سيطرت ألحكومات ألمتخلفة على عصر ألفضائيات وحولته لخدمة ألحاكم ألفاسد وجعلته سلاح للتدمير وشرذمة ألشعوب وزرعت ألحقد وألكراهية بين مكونات ألشعب ألواحد ونشرت ألتخلف ؛ومن أمثلة ذلك فضائية ألجزيرة ألتي تمولها عشيرة أل ثاني ألقطرية ؛ألتي جمعت مجموعة من ألأعلاميين وأشترت ذممهم ومبادئهم بالأموال ألطائلة ومن خلفهم خبراء من دول غربية أخصائيين في صنع ألمؤمرات وبث ألأشاعات ؛ولكون معظم ألناس في ألمنطقة ألعربية لم يتعودوا على هذا ألنوع من ألأعلام ألمفتوح لكونهم عاشوا في ظل حكومات عشائرية ودكتاتورية تمنع حرية ألتعبير ؛فأختلطت عليهم ألأمور وألمفاهيم؛فراحوا يتحركون بعفوية وأنفعال دون ألرجوع ألى مايحدث خلف ألكواليس من مؤمرات ودسائس وكانت نتائجها حركات أنفعالية ؛وهي محقة الى حد ما ولكنها صبت في مصلحة ألعدو ألأسرائيلي وألدول ألغربية ومصالحها بثروات ألمنطقة ؛فتحولت ألدول ألى مقاطعات تحكمها ألجماعات ألأرهابية وقبائل متناحرة وسياسيون فاسدون يلهثون وراء ألمال والسلطة ؛فأصبحت ليبيا وألعراق وسوريا دول فاشلة وتتعرض دول أخرى الى نفس ألمصير مثل تونس وألمغرب وألسودان وربما ألجزائر ؛ألمحصلة أصبحت ألفضائيات عوامل هدم لا عوامل بناء ومصادر لنشر الفرقة والكراهية وألطائفية وألعرقية ؛وخاصة ألفضائيات ألدينية ألتي تبث ألتخلف وتشجع على ألقتل وألتدمير ؛وخاصة على كل من يختلف معها في ألمنهج مسلما أو من ألمكونات ألأثنية وألدينية من أهل ألكتاب وغيرهم ألذين يمثلون ركنا أسياسا في بناء ألدولة ألعربية ألحديثة ؛فراح أئمة التخلف وألحقد يدفعون ألرعاع بمهاجمة ألجوامع وألكنائس وألمعابد وقتل أتباعها بناء على فتاوي لمدعي ألدين ومزيفي ألفكر وألعقيدة .
أن مايجري في العالم ألعربي وألأسلامي جرائم نكراء ضد ألأنسانية راح ضحيتها مئات ألألوف أكثر ماسببته ألقنابل ألذرية ألتي ألقيت على هيروشيما ونكازاكي في أليابان أضعافا مضاعفة ؛ويقع معظم أللوم والجرائم التي تحدث على عاتق ألمشرفين على وسائل ألأعلام لأنهم باعوا شرف ألمهنة بدراهم معدودة وألقلة ألقليلة ألتي وقفت ضد هذا التيار أختفت أما في غياهب ألسجون أو تحت أعواد ألمشانق أو هربوا ليعيشوا عيشة البؤس في بلاد الغربة .وأخيرا أحب أن أذكرهم بأول سفير في ألأسلام ألصحابي مصعب أبن عمير ألذي أرسله ألنبي{ص} الى ألمدينة ؛كان أول عمل قام به هو رأب ألصدع بين الأوس وألخزرج وقد أستطاع ألمؤاخاة بينهم وألصلح على ألرغم من ألحروب بينهما وألدماء التي سالت عبر السنين؛لأن تماسك ألشعوب وأنتصاراتها لاتتم بالفرقة وسفك ألدماء وألعداء ؛بل بالوحدة وألأخاء ولولا عبقرية مصعب وحكمته لماوجد ألمهاجرون ألذي جاءوا الى ألمدينة خائفين جائعين ؛هذا الدعم وألمساندة ألمادية وألمعنوية من أهل ألمدينة ؛ألذي مهد لهم ألطريق لنشر دين ألحق في أقطار ألأرض.